أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - بدايات الحوار الأمريكي الروسي في الشأن الكردي















المزيد.....

بدايات الحوار الأمريكي الروسي في الشأن الكردي


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 08:13
المحور: القضية الكردية
    


يجب ألا يكون غريبا من المنطق السياسي وليس الأخلاقي، التغاضي الأمريكي الروسي، خلال السنوات الماضية وحتى قبل فترة قصيرة، عن القضية الكردية، وعدم عرضها كأحد البنود الرئيسة على طاولة المحادثات في المؤتمرات العديدة المتعلقة بسوريا، رغم دفعهم بنا كشعب وحراك إلى ساحات الوغى، حيث التضحيات الجسام، مقابل مصالحهم مع الدول الإقليمية، وتناسيهم معظم ما قدمناه لهم وللعالم.
فحتى عندما حاولت روسيا استمالة الكرد في السنوات التي أقحمت ذاتها في الصراع السوري، كانت تود استخدامنا كأداة إلى جانب أدواتها الأخرى، وتوضحت بشفافية فاضحة، كيف أنها تخلت عنا عندما مالت تركيا إليها، في مرحلة كانت تبين للعالم على أنها ستفتح مكاتب للإدارة الذاتية، وتستقبل بعض الشخصيات الكردية من كل الأطراف، وبررت تخليها، ومجافاتها لنا بشكل غير مباشر، بانحيازنا إلى الجهات المعادية لجبهتها، علما أن معظم التصريحات الرسمية الروسية السابقة حول أشراك الكرد في سوريا المستقبل، لم تتجاوز منطق الدولة المركزية، وكثيرا ما استخدمتنا كورقة ضغط على تركيا والمعارضة السورية من جهة وعلى السلطة السورية من جهة أخرى، ونادرا ما ظهر تصريح أو رد مناسب من الإدارة الروسية الخارجية أو من الدفاع، ونحن لا نتحدث عن الكرملين، على تهديدات أردوغان المتكررة، أو على الانتقادات الموجهة من السلطة السورية للإدارة الذاتية أو للحراك الكردي المعارض، أو تهميشهم لنا كشعب أو ثاني أكبر قومية في سوريا. وهذا الموقف تبنته أمريكا في الماضي، وعلى نهج لا يختلف كثيرا عن النهج الروسي، واستمرت عليه حتى قبل شهور، رغم عمق استخدامها للقوة الكردية في حربها ضد المنظمة الإرهابية، دون أن تتجاوز الدعم خارج داعش.
ولا شك أن الإدارات الأمريكية نادرا ما تقحم ذاتها سياسيا في الصراعات التي لا تمسها بشكل مباشر، رغم استخدامها الأساليب العديدة لتمرير مصالحها، وهذا ما فعلته في سوريا إلى أن استقرت على دعم طرف من الحراك الكردي دون الشعب، بعدما لم تجد بديلا عنا، وعلى أثرها كانت جميع ردودها على التصريحات التركية واتهامات أردوغان لها بتعاملها مع الكرد كمنظمة إرهابية، وحتى عندما صنفت الإدارة الذاتية في خانة داعش، كان الرد الأمريكي بسيطا، تبنته بتصريح على مستوى سياسي من الدرجة الثالثة، وفي ردها على تهجمات تركية أخرى مباشرة أو من خلال المعارضة السورية، كانت بتحرك عسكري، أو بزيارة مسؤول أمريكي للمنطقة الكردية، ولم تصل إلى سوية لهجة أردوغان، رغم أن الرسائل المتبادلة بين الأمريكيين والروسي، كانت أكثر صرامة، عكست مصالحهم على مستوى سوريا والشرق الأوسط، وهنا استخدما الكرد من ضمنها، وخاصة في عملية عفرين، وشرقي الفرات، وعندما ظهر إلى العلن المخطط المتجه إلى تشكيل فيدرالية تشرف على البحر، وزاد التقارب بين تركيا وروسيا، وبالمقابل تصاعدت موجة التلويح بالورقة الكردية بين الجهتين، روسيا وأمريكا، لم يبين الأمريكيين أي رد فعل قوي على موقف تركيا وإيران المعادي للكرد في سوريا، ومثلها حدثت في إقليم كردستان الجنوبية، عندما سلبت كركوك بمساعدة الدولتين، تحت حجة معارضة الاستفتاء.
لكن اليوم وبعد أن بلغ الصراع مراحل متقدمة، تغيرت مواقف أمريكا وروسيا حول القضية الكردية، أو مصير الكرد في سوريا، خاصة وأن إدلب أصبحت متأرجحة ما بين منطقة شبه كونفدرالية أو مستعمرة تركية، ومن الصعوبة التخلص من المنظمات المسلحة التكفيرية، لربما لكثرتهم، أو بالأحرى لوجود المدنيين في المعادلة وحيث احتمالية ظهور موجات من الهجرات نحو تركيا وبالتالي إلى أوروبا، وليس لصعوبة القضاء عليهم، والمؤدية إلى تراجع تركيا عن أداء مهمتها في التخلص منهم مثلما فعلتها في شرقي حلب والغوطة الشرقية وغيرها من المناطق، وتوضحت أنها وبدون الدول الكبرى وخاصة روسيا وأوروبا ومعهم القوى الكردية، والتي تعكس الوجه الأمريكي في سوريا، ستكون الطرق شبه مسدودة، لذلك بدأت تركيا تحاور القوى الكبرى لمساعدتها في إيجاد حل، خاصة وأن أمريكا بينت أن شرقي الفرات ليست كعفرين، وتعتبرها جغرافية فيدرالية هم حماتها وفيها جل مصالحهم، وعلى أثرها بدأت تظهر على الساحة معادلات جديدة، تكاد تكون واضحة، ما بين روسيا وأمريكا، المتفقتان على الكثير حول القضية الكردية، لكن الاختلاف هي كيفية التخلص من المعارضة السورية المسلحة، والتي يرجح لها احتمالات عديدة منها التي تخطط لها تركيا، وهي خلق معارك بينها وبين الكرد في شرقي الفرات، المنطق التي تضع أمريكا عليه الخط الأحمر، وبالتالي سيكون الصراع دمويا فيما إذا لم تتراجع تركيا، أو لم يجدوا حلا آخر للتخلص من المنظمات التكفيرية المسلحة في إدلب وعفرين.
ولهذا تحاول تركيا التملص من عملية القضاء على المعارضة التكفيرية، بعقد مؤتمرات على سوية أوروبا، وليست أستانة أو سوجي، المؤتمرات التي أنتقدها المسؤول الأمريكي في القضية السورية جيمس جيفري، بلغة قلت فيها الدبلوماسية ولأول مرة منذ أن سلمت أمريكا الملف السوري إلى روسيا، أي منذ عام 2015م، موضحا وبشكل شبه مباشر أن المنطقة الواقعة تحت السيطرة الكردية أو قوات القسد، لها مآلات تخص أمريكا، وستملي شروطها على روسيا، وكانت بطريقة غير مباشرة وهي أن المؤتمرات المذكورة إذا لم تتمكن من إيجاد حلول لمصير سوريا والدستور فستضطر أمريكا إلى التدخل المباشر، وتصريحه حوى عدة عنوانين، منها:
أن المؤتمرات السابقة كانت لأمريكا رأي أو مراقبة مباشرة لها. كما وأن البيانات الختامية التي كانت تصدر لم تكن تنجح لأنها لم تكن تحصل على الموافقة الأمريكية.
ومن جهة أخرى كانت روسيا تدرك تماما هذه المعادلة مع ذلك كانت تستمر لتمرير الوقت إلى حين الانتهاء من المعارضة المسلحة، وهي ما كانت تحصل على الموافقة الأمريكية، وتركيا كانت قد أقحمت في هذه الشراكة بعدما احتضنتها روسيا، وهي التي خلقت تقارب غير معلن بينها وبين إيران أي مع السلطة.
وكنتيجة لهذه المسيرة، تتبين أن تركيا تخسر صراعها مع الكرد على خلفية الدعم الأمريكي، رغم احتلالها لعغرين والمناطق الكردية الأخرى وإدلب، إما كجزء من كردستان أو سوريا، وتبينت خيانة المعارضة السورية للوطن، وبالتالي بدأت تظهر الإشكالية الكردية، ما بين روسيا وأمريكا رغم الامتعاض التركي الإيراني، والذي هو في الواقع خوف على مستقبل جغرافيتهما. ورغم ما يتخلل هدوء بعد اللهجة القوية لتصريحات لافروف وزير خارجية روسيا، والمسؤول الأمريكي جيمس جيفري، وبعض الأعضاء من مجلس الشيوخ، حول شرقي الفرات، ويتضمن في الحديث غير المباشر احتمالية، الإعلان، وبشكل ولربما شبه رسمي، عن الحظر الجوي فوق شرقي الفرات، رغم وجوده في الواقع العملي، والإعلان عن تدريباتهم لحرس الحدود والذين كانوا قد أعلنوا سابقا تخليهم عنها.
تبين كل ذلك أن هناك أبواب دبلوماسية بدأت تفتح أو يعمل الطرفان على فتحها حول سوريا والبقاء الأمريكي الروسي، وهنا وفي الطرفين يقدمان الكرد، كقوة مسيطرة على الأرض، ولا بد من أن يدعم بكيان سياسي معترف، يستخدم كشرعية للبقاء، وعليه فالطرفان على الأرجح سوف يقدمان رؤيتهما حول نوعية هذا الكيان. وبعد أن كانت المسألة الكردية ثانوية في جميع المؤتمرات السابقة، يتوقع أن تكون من ضمن البنود الأكثر إثارة وأهمية، لأنها تؤثر وبشكل مباشر على المصالح الأمريكية والروسية معا في المنطقة، كما وأنها العامل القومي الأهم في مشروع عرض النظام الفيدرالي واللامركزية في سوريا، وربما لإنقاذ سوريا من التقسيم الحاصل في إدلب والمناطق الأخرى المسيطرة عليها تركيا تحت غطاء المعارضة.
وعلى الأغلب هذا ما انتبهت إليها تركيا وإيران، مثلما استشعروا سابقا محاولات بلوغ المتوسط وتعاملا معا، ولذلك طالب أردوغان بعقد مؤتمر ثاني مع الأوربيين في إستانبول أي بما معناه أنهما يودان توجيه بوصلة المؤتمرات من أستانة وسوجي الفاشلتين، بموجة أخرى من المؤتمرات لوضع نهايات ملائمة لروسيا، للمنظمات السورية المسلحة، محاولين فيها إشراك الأوربيين، والأخيرة تعني المراقبة الأمريكية المباشرة، يحاولان من خلالها القضاء على القضية الكردية، وهذا ما ترفضه روسيا وأمريكا، وبدأتا بفتح باب دبلوماسي حتى ولو كانت بلهجة فيها التهديد، حول شرق الفرات وعفرين، وهي تبين عن مقدمة لحوار ربما غير معلن بين الدولتين المتمكنتين من إحلال سلام في سوريا، ورسم مستقبل لها، يكون للكرد فيها مكانة كثاني قومية وضمن الدستور.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
8/12/2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية الكردية
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- قذارة الحرب كردياً
- منزلة الشهيد والمفكر عن الكرد
- الكرد الشهيد والمبدع
- جنوب غربي كردستان ونهاية الإرهابيين
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الأربعون
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء التاسع عشر
- مصائب العقل الكردي
- النقص والكمال عند الكرد
- عفرين بعد إدلب
- قراءة في مضمون رواية (انبعاث في أغوار الجبال) للفنان الكاريك ...
- ماذا يجري بين أمريكا وتركيا
- نادية مراد بين نوبل وشنكال
- انعكاسات سقوط الطائرة الروسية على الكرد
- هل الله مقدس؟- الجزء الرابع
- هل الله مقدس؟ -الجزء الثالث
- الكرد في الاحتدام الأمريكي الروسي على سوريا
- هل الله مقدس؟ -الجزء الثاني
- هل الله مقدس- الجزء الأول


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - بدايات الحوار الأمريكي الروسي في الشأن الكردي