مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 18:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل يصحّ أن نحاسب رسول الإسلام بمقاييس اليوم؟
.
يقول لي بعض المعترضين على طريقتي في نقد وإنتقاد الإسلام والقرآن ومحمّد بن آمنة أنّه "لا يصحّ محاسبة شخص عاش منذ ألف وأربعمائة عامٍ بمقاييس اليوم" وأنّ هذا "إعتداء على المنطق وإنكار للتّاريخ ولصيرورة الزّمن".
قد يقبل بعض النّاس هذه الحجّة ويقتنعون بها، لكنّها بالنّسبة لي بلا فائدة ولا تمثّل شيئا. إنّها فقط مجرّد مغالطة بالنّسبة لي.
كان يمكن أن يحتوي كلامهم على قدر من الصّحة لو كنتُ أنتقدُ جرائم هولاكو أو جنكيز خان أو هتلر أو نيرون أو حروب الإسكندر المقدوني، لأنّها كلّها محصُورة في إطار زمني معيّن ومحدّد لا تتعدّاه وليس هناك من ينادي بتكرارها اليوم أو بالإقتداء بهؤلاء في ما فعلوه أو بأن يكون كتاب "كفاحي"، على سبيل المثال، دستورا تُستمدّ منه القوانين والتّشريعات. لكن، في الجهة الأخرى، هناك مليار ونصف المليار (حسب زعمهم) ممّن يعيشون معنا اليوم على سطح هذه الأرض يقرأون القرآن ويحشُون به أدمغة أبنائهم ويوافقون على ما فيه من جرائم والكثير منهم يحلمون بإستعادة أيّام محمّد بن آمنة وصحابته بكلّ تفاصيلها وتكرار جرائمه وإرهابه وينادون بالخلافة وبتطبيق الشّريعة الإسلاميّة الهمجيّة، في إنفصال تام عن قيم العصر الحديث وعن المستوى الفكري والأخلاقي الذي وصلت إليه الإنسانيّة اليوم.
ماذا نفعل مع أناس كهؤلاء يريدون أن يكون حاضرنا نسخة من ماضي أجدادهم البدو الهمج في شبه جزيرة العرب؟
في الحقيقة، أنتم من أخرجتم جُثث أمواتكم من قبورها ووضعتموها في شوارعنا وسمّمتم الجوّ بروائحها النّتنة وسعيتُم لأن تجعلونا نركع لها إجلالًا وإحترامًا، فلا تلومونا إن نحن أضرمنا النّيران فيها للتّخلص منها ومن نتنها. أنتم من أردتم إستعادة التاريخ وتكراره في عالمنا المعاصر، ومن حقّنا أن نطبّق على تاريخكم وشخصيّاته وكتبه مقاييس عصرنا هذا...
وللحديث بقيّة...
.
-----------------------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://ahewar.over-blog.com
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلاميّة":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟