|
نهاية العالم... أو نهاية الشهر...
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 11:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نــهــايــة الــعــالــم... أو نــهــايــة الــشــهر... بفرنسا اليوم حيث يوجد ستة ملايين شخص, يعيشون تحت خط الفقر.. رغم المساعدات الاجتماعية.. لا يملكون مما قبضوا من راتب شهري.. ما يكفي أطفالهم اعتبارا من نهاية الأسبوع الثاني من الشهر وقسم آخر.. همهم الوحيد اضطراب المناخ.. ونهاية اتزان المناخ بالعالم ... القسم الأول شارك بأكثرية الصداري الصفر Les Giles Jaunes والقسم الآخر المهتم بالطبيعة غالبهم من الطبقة المتوسطة.. وغالبا أعلى وأفضل.. ولديهم الوقت الكافي للتفرغ للطبيعة أو المشاريع الإنسانية... القسم الأول احتل الشارع الفرنسي.. واعترض وحمل مسؤولية فقره للرئيس ماكرون.. والقسم الثاني.. حتى اليوم لم يحتل سوى بعض وسائل الإعلام الخاصة.. والبحث عن طاقات غير ملوثة للطبيعة.. لوسائل النقل.. جميع وسائل النقل.. وحتى لما تبقى من الإنتاج والصناعة الفرنسية.. وهؤلاء مستوى دخلهم ــ عامة ــ يسهل لهم كل الوقت للاهتمام للطبيعة ونهاية العالم... وهم مجموعات أيضا لهم تحاليل مختلفة بهذا الموضوع... تشبه أيضا اختلاف الصداري الصفر بحلولهم ومطالبهم المعيشية.. والضرائب القاتلة العديدة المختلفة.. والبطالة.. وغلاء المعيشة.. أيجار السكن.. الغاز.. الكهرباء.. الضرائب... والتي بدأت تهز هذه الحكومة الغير شعبية على الإطلاق.. وخاصة رئيسها الذي تخصص وتربى ببنك روتشيلد... والذي لم يحتك ولم يلتق أبدا بالشعب الحقيقي.. خلال مناصبه الحكومية.. كمستشار اقتصادي للرئيس هولاند.. ومن ثم وزير مالية... ثم رئيس جمهورية.. بأصوات محدودة جدا.. حيث أن الذين تغيبوا عن التصويت ــ نظرا لصعوبة الاختيار ــ ونظرا لأن جميع وسائل الإعلام طيلة سنة كاملة قبل الانتخابات الرئاسية وضعت لفتح الأوتوسترادات له.. وإغلاق جميع الأبواب والنوافذ.. وخلق عديد من الفضائح ضد خصومه بهذه الانتخابات.. والتي رتبت بشكل وصول مارين لوبين لمواجهته بدورة التصفية النهائية الثانية... وغالبية من تبقى من المصوتين.. يخشى اقصى اليمين ويخشى حزب لوبين.. من أجل ديمومة الاتحاد الأوروبي والمشاكل الاقتصادية وحلولها.. فصوتوا لهذا المصرفي والاقتصادي اليميني الشاب.. ففاز بالانتخابات.. وبعد ثمانية عشر شهر من ولايته... ثبت أن خبرته السياسية فشلت.. وأن شعبيته اليوم لا تتجاوز ستة عشر بالمائة... وأن الشارع الفرنسي مضطرب منذ بداية هذه السنة.. وأن انضمام طلبة المدارس والجامعات لحركة الصداري الصفر.. سوف تزيد الشارع اضطرابا... رغم جميع وسائل الاختراق والحماية البوليسية التي أنزلتها الحكومة إلى شوارع مختلف المدن الفرنسية.. والاعتقالات.. لم تهدأ الاضطرابات بها... مما أدى إلى خسائر مادية واقتصادية.. من تعطيل البلد ومؤسساته.. قد تتجاوز عشرات مليارات أورو!!!... عندما اخترت فرنسا بالستينات من القرن.. وتزوجت واعتنقت تعاليمها وفلسفاتها السياسية وعلمانيتها.. واختلاف آرائها...عرفت أن كل ما تعلمته وعرفته واعتنقته ببلد مولدي... يجب إعادته إلى الصفر.. وإعادة تنظيم معرفتي وفلسفتي... وأكبر مدرسة كانت أحداث أيار 1968 والتي دامت أسابيعا وأشهرا فيما بعد... حيث اقتربت من تعاليم الحرية والعلمانية.. والتي تبقى اليوم بقناعتي الكاملة.. أنها الضمان الأبدي المطلق للديمقراطية الحقيقية والبوصلة الاجتماعية والحياتية... ولكن فـرنــســا تطورت وتطورت وتطورت... ومشاكل البترول والإنتاج والتكتلات الرأسمالية العالمية التي تكاتفت بالسنوات الثلاثين الماضية... محافظة على مصالحها.. ضد مصالح الشعوب بكل مكان بالعالم.. وخلق حروب صغيرة محلية بين الأمم... أضعفت مصالح الشعوب دوما... حماية لمصالحها.. فبدأ انتشار البطالة بــأوروبــا... البطالة التي تحولت إلى فقر.. فقر جماعي.. والفقر الجماعي.. جلب الحذر من الأجنبي.. كما جلب الحذر من الأجنبي المسلم.. وخاصة بعد العمليات الإرهابية الجماعية والفردية التي تسببت بمئات القتلى المدنيين الأبرياء بالعاصمة باريس ومدينة نيس الساحلية.. وبعديد من المدن الفرنسية الأخرى.. نسبت إلى موالين "الخلافة الإسلامية"!!!........ فــرنــســا التي أحبها وأعشقها.. فـرنـسـا بلد آلاف الـمـتـنـاقـضـات الإيجابية والسلبية المختلفة.. والتي لا أغيرها لقاء الجنة... مثلا جمعيات الرفق بالحيوان والدفاع عن الحيوان.. وحتى عدم أكل أي حيوان.. وهجوماتها المختلفة على المسالخ لإظهار آلام الحيوانات وطرق ذبحها.. وتكاثر دعاة عدم أكل أي لحم على الإطلاق.. لا تهمهم ـ مثلا ـ ما يجري باليمن أو بإفريقيا من مجاعات يموت فيها ملايين البشر... كما يوجد فرنسيون يدافعون عن أطفال إفريقيا.. ويمولون كل ما يملكون لمساعدتهم.. وبنفس الوقت يهملون تربية أولادهم... هناك فلاسفة معروفون مخضرمون.. يدافعون عن الحريات بشكلها المطلق... ويعطون كل الحقوق لدولة إسرائيل.. بتفجير بيوت الفلسطينيين على رؤوسهم.. لامتلاك أراضيهم.. أو معاقبتهم بأشكال مختلفة غير إنسانية.. كلما طالبوا بأبسط الحريات... كما أن هناك نساء ورجال عاديون.. أبطال إنسانيون.. يهتمون بالإنسان أينما كان.. معتبرين إياه أخاهم وشريكهم بالألم والحياة.. لأنه إنسان مثلهم.. مهما كان لون بشرته أو أصله أو معتقده أو جذوره... كما أن هناك آلاف من البشر.. بشر ولدوا أو تربوا في فرنسا آتين مع أهلهم العاملين بفرنسا من عشرات السنين.. مستفيدين من أنظمتها الاجتماعية والتأمينات الصحية والأنظمة الدراسية.. يحللون ويفتون تفجير هذا البلد وقتل كفاره (سكانه الأصليين)... ومن هؤلاء ذهب آلاف (الجهاديين الداعشيين) إلى سوريا والعراق وليبيا وعديد من البلاد العربية.. لبناء الخلافة الإسلامية.. ولما اندحرت هذه الخلافة القاتلة المسمومة... وبدأت محاولة الناجين الخاسرين منهم.. العودة إلى فرنسا.. خلقت عديدة من المؤسسات الإنسانية.. نعم المؤسسات الإنسانية والحقوقية.. لتسهيل عودتهم واستقبالهم.. ومعالجتهم.. والدفاع الإنساني عنهم... ما لا يوجد بأي بلد بالعالم... صحيح أن هناك تناقضات وخلافات بتوزيع الثروات... وهناك مؤسسات وشركات متعددة الجنسيات.. والتي تربح مئات المليارات.. مثل شركة التوزيع الأمريكية Amazon أو Google لا تدفع على الإطلاق أية ضريبة.. بالعكس تنهب من الدولة الفرنسية ,خاصة عندما كان ماكرون وزير مالية.. وحتى اليوم.. من أجل مكافحة البطالة.. بالعكس تسرح كل سنة عشرات آلاف العاملين.. وخلال السنوات القادمة سوف تستبدل أكثر من 95% من العاملين بها بروبويات.. نعم الروبويات تنوب يوما بعد يوم عن اليد العاملة... وسوف تتجاوز هذه المشكلة الرأسمالية التطورية الجديدة.. مشكلة الطبيعة.. ومشكلة التغيرات السلبية البيئية.. ومن يدري قد تشكل الاثنتان معا الفقر والتفقير وجنون النظام الرأسمالي.. والتغيرات البيئية سوف تفجر هجرات ملايين البشر من أمكنة الجفاف والفقر والمجاعات فيها.. إلى النصف الثاني من العالم.. مما سوف يفجر ثورات وحروبا مفجعة.. لنهاية العالم!!!... *************** عـلـى الــــامــش : ــ خـربـشـات سياسية فرنسية ـ أمريكية منذ جفاف العلاقات الأمريكية أيام الرئيس ديغول.. عندما طالب من الحكومة الأمريكية سحب قواتها الموجودة على الأرض الفرنسية.. بعد سنوات قليلة من نهاية الحرب العالمية الثانية.. نفس هذه القوات التي شاركت بربح الحرب ضد الاحتلال الألماني النازي لأوروبا... وبقيت أعداد كبيرة منها بعديد من المدن الفرنسية.. وطلب منها هذا الرئيس الذكي والرائع.. مغادرة الأراضي الفرنسية فورا.. عندما حاولت الحكومة الأمريكية آنذاك بعض محاولات الضغط على السياسة الفرنسية... وأثبت الرئيس ديغول سيادة الدولة الفرنسية... وهذه المرة بعد إرسال الرئيس الأمريكي الحالي Donald TRUMP عدة تويترات ـ كعادته ـ عن احتلال الصداري الصفر للشارع الفرنسي.. ناصحا بعدة حلول.. وتثيت رأيه بخصوص الطبيعة انسحابه من مؤتمر باريس لحماية الطبيعة والغازات المضرة التي تهيمن عليها.. بشهر حزيران 2017.. بجواب حاد وكاسر.. غير ديبلوماسي لأول مرة.. من العلاقات الأمريكية الفرنسية.. وخاصة الملاحظات الإعلامية عن تراجع وميوعة الرئيس ماكرون تجاه الرئيس ترامب وملاحظاته وتراجعاته وتويتراته... فكان جواب وزير الخارجية الفرنسية البارحة للرئيس الأمريكي بعدم التدخل بالسياسة الفرنسية.. وخاصة بالداخلية منها... لهجة غمرت جميع افتتاحيات الصحف والإعلام الفرنسي... بوقت تخضع به الحكومة الفرنسية لأدنى درجات الإحصائيات عن شعبيتها... منذ انتخاب الرئيس ماكرون... حتى هذه الساعة... كم أتمنى ـ شخصيا ـ هذا الاختيار السياسي "الوطني والقومي" من هذا المسؤول الفرنسي.. وضرورة عدم خنوع السلطات الفرنسية لا للديكتات الأمريكي... ولا لديكتات بروكسل الأوروبي.. الذي تبع منذ سنوات الرغبات الأمريكية.. لحماية المصالح والاستراتيجيات الاقتصادية الأمريكية... ضد المصالح أو على حساب المصالح الفرنسية والشعب الفرنسي... والذين أعتبرهم أهلي ووطني... منذ شهر نيسان 1963... أي منذ وصلت إلى هذا البلد الذي اخترته لي ولعائلتي... لأنه البلد الوحيد الذي فتح لي ولفكري وعلمني أولى دروس الحرية... وكرامة الإنسان....... بــــالانــــتــــظــــار....... غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من القوانين الدولية... الضائعة...
-
عروبيات... وسياسات عجيبة غريبة...
-
آخر رد.. دون نهاية... أو رسالة إلى صديق بعثي قديم...
-
رسالة إلى الله... آمل أن تصل...
-
رسالة إلى الله... آمل أن تصل!!!...
-
المملكة السعودية.. خربطت موازين الديبلوماسيات الغربية...
-
حتى لا ننسى 13 نوفمبر 2015
-
العالم يشتغل بنا!!!...
-
الجالية المتمزقة!!!... آخر صرخة بلا أمل...
-
لا تشربي من هذا البئر.. يا كافرة...
-
طاسة ضايعة... تتمة.. بلا نهاية...
-
جمال خاشقجي... ضاعت الطاسة!!!...
-
جثة... ثمنها أربعمئة مليار دولار
-
Bravo… Bravissimo…لكورال مدينة حلب السورية...
-
اعتراض.. ضد الغباء... (واقعية)...
-
رسالة إلى زوجة آخر أصدقائي
-
لماذا يتابع هذا البلد.. ركوب الحمار بالمقلوب؟؟؟!!!...
-
رسالة مفتوحة للرئيس بشار الأسد... آمل أن تصل...
-
كلمة ورد غطاها
-
رسالة شكر وتأييد إلى هيئة الحوار المتمدن
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|