أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية 3 : عن النفاق الفرنسي وأشياء أخرى















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية 3 : عن النفاق الفرنسي وأشياء أخرى


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 431 - 2003 / 3 / 21 - 05:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


3- يوميات المجزرة الديموقراطية : عن النفاق الفرنسي وأشياء أخرى !
                                                               


  كانت الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية والشاعر الفرنسي "دومنيك دوفليبان " في جلسة مجلس الأمن التي سبقت العدوان الهمجي الأمريكي على العراق فضيحة سياسية وأخلاقية بكل ما في كلمة فضيحة من معنى . فقد انتظر الناس أن يقول الرجل شيئا بخصوص  العدوان الوشيك ، فيسجل موقفا واضحا ضده  ، أو يدعوا الى تحميل المعتدين والخارقين للقانون الدولي ومبادئ  هيئة الأمم المتحدة المسئولية عن عدوانهم ، ولكنه لم يفعل شيئا من ذلك، بل ركز ثلاثة أرباع خطابه على مرحلة ما بعد العدوان ، و طالب بأن لا تكون عملية إعادة تعمير العراق من نصيب دولة واحدة ! ويقصد أن لا تستأثر الولايات المتحدة بالهبرة النفطية العراقية هي وشركاؤها فقط ، وتستولي على أرباح عملية إعادة التعمير .هكذا بكل فجاجة ووقاحة وقلة احترام لدماء وأحزان الناس والرأي العام حتى في بلده  ! وقد يقول قائل إن من حق فرنسا كدولة صناعية كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن ان تطالب بأن تشارك في عملية إعادة تعمير كتلك ، غير أن هذه المطالبة لا أثر فيها لأي معنى أخلاقي  ، فهي قد انطلقت من " حقيقة " أن تدمير العراق على أيدي الأمريكان قد تم بالفعل ، أو أنه تحصيل حاصل ، فأي فضيحة  هذه !
   بلد  مهدد بعدوان عسكري ، والعدوان لم يقع بعد ، وتأتي الدولة التي وقفت إعلاميا وسياسيا ضد مشروع العدوان حتى بلغت درجة التهديد باستعمال  حق النقض الفيتو ضد قرار العدوان الأمريكي ، تأتي فرنسا إذن وتطالب بحصتها من دمار لم يقع بعد ؟ أي نفاق هذا ؟ وأي احتقار لأرواح العراقيين وأحزانهم وجراحهم القديمة بفعل قمع النظام الدموي أو الجديدة بفعل العدوان ا الأمريكي الإنكلوساكسوني !
لقد تعجل دوفليبان الشاعر والوزير الأمور ،ففضح العمق العدمي والمنافق لسياسة بلاده ، وكشف بالدليل الملموس أن مواقفهم المعارضة للعدوان العسكري الأمريكي لم تكن دفاعا عن الشعب العراقي الذي لم يرد ذكره مرة واحدة في كل أدبيات الخارجية والرئاسة الفرنسية بل راهن على رأس النظام الحاكم ،ودافع عنه وعنه فقط ، والدليل الآخر على ذلك  هو أن فرنسا وخلال فترة مشاكستها للمشروع الأمريكي طوال الأشهر الماضية لم تقدم بديلا معقولا للحرب ينهي وجود النظام سلميا ويحرر الشعب العراقي من قمعه  الرهيب .
  "دو فيبان " لم يكن الوحيد في تشكيل هذه الفضيحة بل شاركه صباح اليوم الخميس رئيسه جاك شيراك حين قدم نوعا مخففا من  هذا النفاق حين دعا في خطابه الى أن تكون العمليات العسكرية سريعة وغير دموية و بالفرنسية " لو موى مورتيل  بوسيبل " وتعني حرفيا "  الأقل قتلا بالشكل الممكن " !! وهكذا ،وبدلا من المطالبة بوقف المجزرة فورا ،وإشراك المنظمة الدولية في عملية سلمية تنهي النظام وتكمل التعامل مع ملف أسلحة التدمير الشامل ، يدعو السيد شيراك العسكر الأمريكان وأذنابهم البريطانيين والأستراليين الى   سرعة ونظافة الفعل والحركة وكأن الأمر يتعلق بإزالة الزائدة الدودية ملتهبة لواحد من كلاب "برجيت باردو" وليس بحرب تستعمل فيها أسلحة  حديثة وفتاكة من الدول الأقوى والأكثر عدوانية والتي قامت أصلا كدولة على جثة أمة أخرى هي أمة الهنود الحمر ، حرب ضد شعب صغير يضطهده منذ ثلاثة عقود  مستبد لطالما كان حليفا لها ثم تمرد عليها !
 إن خطاب "دوفيبان" في مجلس الأمن وخطاب "شيراك" صباح يوم العدوان هما- لشديد الأسف -دليلان لا يدحضان على أن فرنسا الدولة الاستعمارية التي خبرناها في الجزائر وسوريا هي من ذات الطينة السياسية والأخلاقية التي صنعت منها جارتها بريطانيا وحليفتها الولايات المتحدة ، وإنها في موقفها السياسي المعادي شكليا لشن الحرب  لا تستهدف البتة ،وبالدليل المتقدم ، الدفاع عن الشعب العراقي بل تستهدف أولا وقبل كل شيء حماية مصالحها بوسائل خسيسة وتريد للنظام الاستبدادي أن يستمر في الوجود ولو أدى ذلك الى انقراض الشعب العراقي عن بكرة أبيه ! حقا ، لقد كان وزير الخارجية البريطاني الخبيث  جاك سترو  مؤدبا لمرة واحدة في حياته  حين قال ما قال  بحق الحكم الفرنسي ونفاقه مع إنه لا يقل نفاقا عنهم !
  أما المطالبة الفرنسية بضمان حصتها من أرباح عملية إعادة التعمير حتى قبل أن يبدأ تهديم وتدمير العراق على أيدي "المتحضرين" الأمريكان فقد ذكرتني بواقعة جرت خلال حرب "عاصفة الصحراء" إذ  زار وزير بريطاني  الأمير النجدي الذي يحكم الكويت  "جابر  الصباح" في منفاه السعودي خلال الحرب وقدم له قائمة بالمشاريع التي تنوي بريطانيا الإشراف على إعادة تعميرها في الكويت وكان ضمن القائمة اسم محطة الكهرباء المركزية في الكويت فتعجب الأمير المسكين  وقال : ولكن هذه المحطة سليمة ياسيدي الوزير ولم تدمر ! فرد عليه الوزير البريطاني : هذا صحيح حتى الآن، ولكنها ستدمر بعد قليل !


من الأشياء التي حدثت خلال اليوم الأول من العدوان وتستحق التسجيل في هذه اليوميات الحزينة ما يلي :
- بثت قناة أم بي سي السعودية قبل ساعات من الضربة الصاروخية على بغداد  فيلما سينمائيا مصريا  بعنوان غريب وعجيب هو " القتل اللذيذ " ! هل يتعلق الأمر بمصادفة بريئة ؟ ماذا إذن بخصوص براءة الصواريخ ؟
- سألتني السيدة غلاديس كوريدور المشرفة على المؤسسة التي أعمل بها عن سبب وجومي وحزني هذا الصباح ، فقلت لها أنها الحرب على بلدي بدأت اليوم . فنظرت إليَّ لحظات ثم انبجست الدموع من عينيها في حين  استمعت البارحة شخص عراقي لا يكاد يسيطر على نفسه من شدة المرح والابتهاج  فراح يقهقه و "يتمضحك"  وهو يتكلم عن الحرب قبل انطلاقها بساعات  حدث ذلك على إحدى المواقع الحوارية العراقية " البال توك " على شبكة الانترنيت فكتبت له على اللوحة :
  تنتشر قهقهات الضباع في طوفان الدم العراقي !
ترى أي هذين الشخصين ينتمي الى  الروح  الإنسانية ، المرأة الأجنبية الدامعة أم "العراقي" المقهقه ؟
- من المواقع المدنية التي استهدفتها الضربة الصاروخية الأمريكية محلة شعبية في منطقة "الدورة" ببغداد  وكان كاتب هذه السطور قد قال في نص شعري كتبه قبل شهر تقريبا  بعنوان " فلنكتب قصيدة عن هذا الكرسي " وورد فيها ما نصه :

 تعالوا لنكتبَ قصيدةً
عن هذا لكرسيِّ الحزين
هذا الكرسيِّ البغداديِّ الحزين
حيثُ كانت تجلسُ أمي
وتحدقُ بصمت
في الطائراتِ الأمريكيةِ الأنيقة 
وهي تنهشُ  مصفى الدورة
والأحياءَ المحيطةَ به
كما تحيطُ الحمى بقلبِ صبيٍّ محصوب .


فهل هذه مصادفة بريئة أخرى  بخصوص محلة "الدورة " ؟ وماذا عن "براءة " القاتل الذي أمر بقصفها إذن ؟


للحديث صلة .


من سلسلة  " يوميات المجزرة الديموقراطية "  20/3/2003



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2- البرابرة قادمون و خلفهم الزواحف !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /1
- أرض السواد - برسم معشر الحربية و ضباع السياسة الزاحفة خلف ا ...
- قصيدة عراقية صفراء !
- حوار مع زميل صحافي كردي : في وجوب عدم التفريق بين الغزاة ووج ...
- هل للسجال أصول ؟ رد غير مباشر على حزب - حرب التحرير الأمريكي ...
- المثقفون العراقيون وفن القفز على الحرب العدوانية باتجاه - ال ...
- حول مزاعم واتهامات عبد الحسين الحسيني :لماذا لا يسبح البعض ب ...
- التكتيك الأمريكي الجديد : يصرخون -حاكم عسكري أمريكي- ليمرروا ...
- أحمد النعمان و الجمع بين الصلاة خلف علي والجلوس الى مائدة كن ...
- مسئولية النظام العراقي عن الكارثة المحدقة : الأوهام الاستبدا ...
- نداء السيد نصر الله للمصالحة الوطنية في العراق وغياب الأسئلة ...
- بائعو الخس حين ينقلبون الى السياسيين !!
- تعقيبا على مقالة الأخ عبد المنعم القطان : لا ثقة لنا بالنظام ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس ...
- مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق
- توضيح حول ما نشره أحد المواقع العراقية على الإنترنيت : محاو ...
- رفيق شرف وتخوم الكتابة الأخرى !


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية 3 : عن النفاق الفرنسي وأشياء أخرى