أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - رحيل السياسي والمفكر (عبد الله هوشة)














المزيد.....

رحيل السياسي والمفكر (عبد الله هوشة)


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد الله هوشة بعد انتخابه أمينا عاما لحزب الشعب الديموقراطي "( االشيوعي المكتب السياسي سايقا انسحب من قيادة هذا الحزب ( الحزب الشيوعي - جناح المكتب السياسي أو ماسمي جماعة رياض الترك)، حيث حل هوشة محل الترك كأمين عام، لكنه سرعان ماانسحب قبل أن يكمل دورة أمانته العامة ، تحاشيا للترك ودرءا للفتنة بعد تهميشه لهوشة باسم (الصمود والتصدي في سجن النظام الأسدي) الذي لم يسقط، فكان على مثقفي حزبه أن يدفعوا له الثمن بالطاعة والولاء ما دام لم يقطف ثمر صموده في خلخلة النظام الذي كان أقوى من اي وقت مضى، خاصة عند خروج الترك من السجن بغض النظرعن المواقع التنظيمية حزبيا التي سيحتلها ،مما أفسح المجال لجورج صبرة أن يكون الرجل الثاني في الحزب بعد انسحاب هوشه ، وذلك مما ساعد جورج لقيادة تيار المصالحة مع النظام الأسدي، الذي توج بالموقف المتفاهم مع الأخوان المسلمين وإعلانهم تجميد معارضتهم بعد الحرب الإسرائيلة على غزة عام 2006 ، كما وقد توج ذلك بارسال الترك ممثلا عنه للبرلمان الفرنسي يطالب فرنسا بموقف يدعو ( للضغط على النظام وليس اسقاطه ) ...

إن انتخاب الراحل هوشة كأمين لحزب الشعب عام أعطانا كيساريين جرعة من التفاؤل ، وجعلنا كمستقلين ننظر لحزب الشعب على أنه الأكثر جدارة بقيادة حركة اليسار السوري، سيما وأن نظرتنا لرياض الترك وتأييده لقيادة هوشة وكوادر شباب مما يعطي مصداقية لهذا الفصيل اليساري أن يكون البديل الحقيقي لكل شراذم الفصائل الشيوعية ومصداقية علاقتها بالديموقراطية ، إلا أن قوة موروث القديم الشمولي الستاليني البكداشي انتصرت داخل الترك الذي أصبح هرما ( وهو اليوم على أبواب التسعين) ...

ومن هنا تكون الخسارة أكبر بالراحل عبد الله هوشة الذي مضى بوصفه الوحيد من رعيل الشيوعيين الذي يحمل أفقا معرفيا نظريا يتجاوز الفقه السياسي اليومي الشعبوي اليساريوي أو الإسلاموي ، ومن ثم النضال البيروقراطي الخركي في المكان ( الدوران في المكان ) ، فقد كان لدينا شعور أن وجود هوشة في قمة قيادة اليسار سيعطي اليسا ر مذاقا مميزا في أفقه النوعي في الدعوة إلى الحرية والديموقراطية ، حيث يبدو أن الحركة السياسية في سوريا في الزمن الأسدي انطبعت كلها بطابعه الشمولي ووديماغوجيته الغوغائية الشعارية الزائفة ، حيث الثورة السورية كروح شبابية مجددة للروح الانسانية لا يمكن أن نصدق أن تكون أحزابعا اليسارية العلمانية أم الاسلام السياسي الأخوانية جديرة بتاريخ الحرية كمفهو نظري فلسفي، لكي تكون أحزابا ديمو قراطية، ولذلك لم يبق سوى المراهنة على الشباب الذين كانوا نواة الثورة وروحها وضميرها ....

ولعل رحيل عبد الله هوشة سيقنعنا بأنه لم يبق شخصيات رمزية يسارية يمكن أن يراهن عليها في أن تكون بديلا لليسار البعثي لأنها على شاكلته ، حيث كان أبو يوسف المفكر الصديق للمفكر الياس مرقص ، فكان السياسي الوحيد الذي يملك أفقا نظريا وفكريا معرفيا يثير الغيرة والحسد لمن حوله ( وخاصة البطريرك الشمولي ستالين الترك) ، في منظومتها الشمولية، فإذا كان البعث أنتج الأسدية الطائفية البربرية الهمجية وتسليم الوطن للاحتلالات الأجنبية

(الروسية والإيرانية) ، فإن الحراك المعارض بعد إبادة الطلائع الشابة لقيادة الثورة ، لم يبلغ على مستوى أطرافه في الاسلام السياسي سوى داعش والنصرة الذين لا يقلون همجية ورعاعية عن الأسدية ....

عزاءنا لعائلته وأهله وعزاءنا لأنفسنا كأصدقاء له وللحركة الوطنية السورية وثورتها المستمرة حتى ازالة الأسدية ووسخها الأخلاقي والوطني ، وازالة كل مخلفاتها الاستعمارية الرو سية والإيرانية ، والمهرولين الصغارعلى موائد الأسد المترعة بالدم السوري
...



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوبى لكل من جاهر بصوت روح وضمير الثورة السورية المستمرة بوصف ...
- هل انتخاب أحمد الريسوني المغربي بأكثرية مطلقة بديلا للشيخ ال ...
- الشيخ (القرضاوي) يمنح أردوغان صك الغفران (البابوي) والمجد ال ...
- الدور القطري –الإيراني –الأسدي في محاولة زرع الشقاق بين الدو ...
- فنان تشكيلي كان معارضا حدا جدا .... ينفي على قناة ( فرنسا 24 ...
- الإسراء والمعراج مثالا. إن كان ( رؤية أومناما ) .... أي هل ك ...
- الوسطية قد تكون مرحلة انتفالبة إلى المعرفة الموضوعية أو السد ...
- (لا إمام سوى العقل) أداة للوصول إلى المعرفة ، أما ما دونه وم ...
- الوسطية ليست نظرية في المعرفة ، بل هي رؤية ايديولوجية سياسية ...
- ايران / إسرائيل والمضحك /المبكي...
- هل وصل العرب حد إعلان ( شكرا إسرائيل) لأنها الأقدر على تبريد ...
- النظام الأسدي يذبح السوريين طائفيا ، وكل من يعترض على الذبح ...
- ويسألونك : هل المركز القطري للبحوث والدراسات في الدوحة ثمرة ...
- مبروك للشعب التركي العظيم نجاحه في تجديد مساره الديموقراطي ا ...
- ماذا قدم العلمانيون أوالأخوانيون للثورة ....؟؟؟ !! كلاهما لم ...
- (العقل العربي المتأسلم) لا يراكم ، بل هو أشبه ب (برميل مثقوب ...
- هل يمكن وصغ (المرأة) على مستوى الحماروالكلب، إذا عبروا أمام ...
- قناة (الجزيرة ) تتراجع عن اعتبار قطر ( هانوي ) الإسلام ثوريا ...
- قناة الجزيرة القطرية تكفر (نظرية التطور) التي لم يبق أحد في ...
- ويسألونك عما تبقى من ماركس !!!؟؟؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - رحيل السياسي والمفكر (عبد الله هوشة)