أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - النفط وتذبذباته















المزيد.....

النفط وتذبذباته


فراس مهدي زوين

الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 01:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعتبر سعر النفط واالتذبذبات الحاصلة له أحد الاهتمامات الرئيسية للمواطنين في جميع أنحاء العالم، وبالأخص في الدول المصدرة له لما يحتله من أهمية في توفير المال اللازم للحياة الاقتصادية والاجتماعي لهذه البلدان ومنها العراق والذي يعد واحد من أهم الدول النفطية وأكبرها من حيث الاحتياط وحجم الصادرات، ويمكن ملاحظة الأثر البالغ في أسعار البترول من خلال الأثر الذي خلفه انهيار في أسعار النفط وتراجعه لحدود 30 دولار للبرميل الواحد مسبباً أزمة حادة في مصادر التمويل ليس في العراق وحسب بل في معظم الدول الريعية، حيث لجئ العراق إلى العديد من الاستراتيجيات التقشفية التي لاتزال اثارها السلبية قائمة لغاية الان لمواجهة هذا التراجع في الأسعار.
ولم يتنفس المواطن العراقي الصعداء إلا مع بوادر عودة أسعار النفط بشكل تدريجي ابتداء من النصف الثاني من عام 2017 وحتى نهاية هذا العام نتيجة العديد من العوامل محققة وفرة مالية ظهرت في ارتفاع التخصيصات المالية لمسودة موازنة 2019 والتي قدرت بحوالي 128 تريليون دينار كثاني اكبر موازنة للبلاد.
ان الوفرة المالية في الاقتصاد العراقي دائماً ما ترافقت مع نداءات وتحذيرات الخبراء والباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي بضرورة التأسيس لنظرة اقتصادية حقيقية وموضوعية قائمة على مواجهة الواقع المتردي للاقتصاد المحلي مستثمرة هذه الوفرة بهدف تنمية الاقتصاد المترنح نتيجة الإخفاقات المتتالية، فيما تركزت هذه التحذيرات على إن الإهمال المستمر والمقصود للقطاعات الإنتاجية أصبح يهدد البنية الكلية للاقتصاد العراقي في ضل تقلبات أسعار النفط وعدم استقرارها، حيث إن شهر العسل لأسعار النفط لابد إن ينتهي مخلفاً أيام سوداء وهذا أمر منطقي وطبيعي مادامت الأسواق العالمية محكومة بقوة العرض والطلب.
إن السياسة الاقتصادية للعراق منذ عام 2003 ولغاية ألان يمكن اختزالها بالمثل الشعبي "شبعني اليوم وجوعني باجر"، حيث القرار الاقتصادي العراقي رهين فكرة ورؤية تتعامل مع ارتفاع أسعار النفط على انه أمر ثابت ومستمر، بالرغم من ان الأمور في مثل هذه الحالة متذبذبة ويصعب السيطرة أو على الأقل التنبؤ بها حتى من اكبر المؤسسات الاقتصادية العالمية، فمنذ بداية العام الحالي توقع العديد من مراكز التحليل والخبراء الاقتصاديين العالميين المختصين بشؤون النفط والطاقة استمرار ارتفاع أسعار النفط لحدود 80-90 دولارا للبرميل في نهاية العام الحالي، بل ان بعض منهم توقعوا أن تصل الأسعار العام المقبل إلى مستوى 100 دولار للبرميل، وبدت تلك توقعات منطقية بشرط عدم حدوث أي تغيرات دراماتيكية في معادلة العرض والطلب.
ان الارتفاع المستمر في أسعار النفط مع المشهد المتفائل من استمرار ارتفاعه دفع الحكومة العراقية لرسم موازنة عام 2019 من بارتفاع قيمتها عن موازنة 2018 ب 24 تريليون دينار، لكن هذا الحلم الوردي لم يدم طويلاً حيث إن شهر أكتوبر من العام الحالي جاء مخالفاً لكل التوقعات السابقة حول ارتفاع أسعار النفط، بل العكس هو ما حصل إذ بدأت أسعار البترول تتراجع ، فبعد أن لامس سعر خام برنت القياسي مستوى 80 دولارا للبرميل ‎في 20 مايو 2018 انخفض سعره بشكل تدريجي ليصل إلى 59,46 دولار في 1 ديسمبر 2018 ، مع تصاعد المخاوف من احتمال ارتفاع تخمة المعروض بالسوق بالتزامن مع ضعف مستويات الطلب العالمي، وبشكل يعد للأذهان الذكريات المريرة لازمة عام 2014 .
بالرغم من ان هذا الانخفاض جاء مفاجئ ومخالف لمعظم التوقعات والقراءات العالمية الا انه يحمل معه مبرراته التي يمكن ايجازها بما يلي :-
• ارتفاع كمية النفط الصخري المستخرج، إذ تم إضافة ما يزيد عن 2 مليون برميل يوميا إلى الإنتاج الأمريكي، والذي بلغ ‎ 11.7 مليون برميل يوميا لتصبح بذلك أكبر منتج للبترول في العالم ‎متخطية إنتاج روسيا المستقر حاليا بحوالي 11,4 مليون برميل يوميا، مما أدى إلى تقليل مستوى الاستيراد للولايات المتحدة وبالتالي الضعف في الطلب على مشتقات النفط على المستوى الدولي.
• ‎ الحرب التجارية المتنامية بين الصين والولايات المتحدة وتهديدها للاستقرار الاقتصادي العالمي والخوف من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وخصوصا في الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم وفى أوروبا.
• ‎ارتفاع وتيرة العرض النفطي أسرع من الطلب عليه، نتيجة تراجع النمو العالمي بسبب احتمالية الحرب التجارية بين أمريكا والصين من جهة والظغوطات السياسية باتجاه تخفيض الاسعار والتي تمارس على الدول المصدرة من جهة أخرى.
• الضغط المتواصل من الولايات المتحدة الامريكية على دول أوبك عموماً والسعودية خصوصاً لزيادة الإنتاج النفطي وتخفيض الأسعار مستغلة حادثة اغتيال خاشقجي والنوقف المحرج للسعودية ومحمد بن سلمان تحديداً اثر سلباً في الأسعار العالمية .
ان النقاط أعلاه تمثل أهم العوامل التي أدت إلى تراجع أسعار النفط في الفترة الأخيرة بالرغم من توقعات العديد من المؤسسات البحثية العالمية والخبراء الاقتصاديين الذين رجحوا استمرار ارتفاع أسعار النفط للفترة القادمة، وهو ما حفز الحكومة العراقية على رفع قيمة الموازنة القادمة بقرابة 24 تريلون دينار بحسب مسودة موازنة 2019 واعتماد سعر برميل النفط ب 56 دولار للبرميل وهو رقم يعكس احتمالية مواجهة أزمة مالية في حال اعتماد هذه المسودة بفعل تراجع أسعار النفط حيث بلغ سعر نفط البصرة خفيف 61,21 في يوم الأحد 2/ديسمبر 2018 وهو رقم يبتعد شيئاً فشيئاً عن مفهوم التقدير الرشيد لسعر برميل النفط ولا يفصله عن 56 دولار سوى دولارات قليلة قد لا تكفي لتوفير غطاء مالي يبعد الاقتصاد العراقي عن خطر تقلبات الأسعار وخصوصاً في ضل تراجع القطاعات الإنتاجية التي يمكن أن تشكل الدرع الذي يحمي الواقع الاجتماعي والاقتصادي العراقي.
ان الازمة الحقيقية تتمثل في عدم استقرار أسعار النفط وتذبذبه، فمن 80 الى 61 دولار خلال فترة وجيزة لاتتجاوز شهرين، وعدم وجود درع رصين يمكن من خلاله تجنب هذه الازمات وانعكاساتها على الانفاق الحكومي، بل ان بعض الأصوات التي نادي سابقاً برفع تقديرات سعر برميل النفط في احتساب الموازنة هي نفسها من تدعوا اليوم الى خفض هذه التقديرات لتجنب الازمة المالية التي قد يسببها العجز في مصدر تمويل الموازنة، ولا اريد الاطالة والاسهاب في الحديث لكن الحل يكمن في إعادة تفعيل باقي القطاعات الإنتاجية والاعتماد على مصادر التمويل الأخرى لدعم القطاع النفطي بالإضافة الى التاسيس لصندوق سيادي توضع فيه الفوائض المالية المتحققة من سنوات الوفرة يكون بمثابة الدرع الحصين الذي يمتص الاهتزازات السعرية للنفط ، ويمكن من خلاله التعويض في حالة انخفاض الاسعار بصورة مفاجئة وغير متوقعة .



#فراس_مهدي_زوين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاثار الاقتصادية لأسعار النفط
- موازنة 2019 بين الريعية والابتعاد عن النمطية
- ماذا فعلتم بهذه الامة
- أسعار الطماطم .. مجاملات سياسية وتبعية اقتصادية
- مفاتيح التنمية والبناء
- المنافذ الحدودية النفط البديل
- اتجاهات الانفاق العام في دولة رصد التخصيصات
- عادل عبد المهدي ... بين ثوابت الاقتصاد ومتغيرات السياسة
- التظاهرات الشعبية بين الخطط الانية والحلول الجذرية
- السياحة في العراق اهمال البدائل المتاحة
- التنوع الاقتصادي وضرورة البدائل
- البيئة الاستثمارية بين الواقع والطموح
- ماء البصرة بين الترقيع والحل
- البطالة في العراق ... بين مطالب المتظاهرين والحلول الآنية
- ازمة المياه في العراق بين تجزئة الواقع والنظرة الشاملة
- الليرة التركية بين مطرقة السياسة وسندان الاقتصاد
- الموازنة العامة نفط الموظفينف
- القطاع الخاص .. قيود الماضي واهمال الحاضر


المزيد.....




- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
- للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م ...
- مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر ...
- البنك الأوروبي: التوترات التجارية تهدد الاستقرار المالي لمنط ...
- مصر.. الكشف عن خطط لمشروع ضخم لإنتاج الطاقة الهجينة
- مصر.. الدولار يقترب من مستوى تاريخي و-النقد الدولي- يكشف أسب ...
- روسيا والجزائر تتصدران قائمة مورّدي الغاز إلى الاتحاد الأورو ...
- تركيا تخطط لبناء مصنع ضخم في مصر


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - النفط وتذبذباته