أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية














المزيد.....

فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثار حسن الترابي جدلا واسعا في الاوساط الاسلامية فقد افتى بجواز نكاح المسلمة من غير المسلم، مسيحي كان ام يهودي وقال ببطلان الحجاب والنقاب واعطى الحق للمراة بأمامة المسلمين ونقض القاعدة الاسلامية المعمول بها برفض شهادة المراة الواحدة.
وكردة فعل على ما افتى به حسن الترابي اجتمع 130 رجل دين سعودي من الراسخين بالعلم والحلم والفطنة فاصدروا بيانا عن حقوق المراة المسلمة ومنزلتها في المجتمع واوضحوا كيف كرمها الله وصانها وجعلها مومياء لا يصل لها لا ضوء ولا هواء ومن جملة حقوق المراة المسلمة التي اوردها البيان هي
· أولاً : وجوب الحجاب على المرأة ، وتحريم إبدائها لزينتها
· ثانياً : وجوب قرار المرأة في بيتها
· ثالثاً : وجوب تميز النساء عن الرجال وذلك بعدم الاختلاط في العمل والتعليم والمتنزهات
ومن الأماكن التي يجب على المسلمة أن تحذرها المشاغل النسائية ، ومحلات [ التخسيس] !! فإن هذه الأماكن وإن كانت مخصصة للنساء فإنها غير مأمونة لأنه يرتكب في بعضها أو كثير منها أمور محرمة - بعلم المرتادة لهذه الأماكن أو بغير علمها - كالتصوير وكشف العورات التي لا يحل النظر إليها ولا من المرأة إلى المرأة بل قد يصل الأمر إلى كشف العورة المغلظة ومسّها عند التدليك
· أن أعظم باب دخل منه على المرأة المسلمة لتغريبها بنزع حجابها وإخراجها عن قرارها والزج بها في بحر الاختلاط ، هو التعليم العصري المستمدة خططه وأهدافه وصيغته من منظمة اليونسكو،وأبرز ما تم في ذلك دمج تعليم البنات مع تعليم البنين تحت وزارة واحدة وما ينشأ عن ذلك ، مما يحقق مكاسب لهواة التغريب.
· تحريم قيادة المرأة للسيارة لأن ذلك يؤدي إلى مفاسد كثيرة ، ومخالفات شرعية مما يتعلق بأحكام المرأة في المجتمع ، ومع ذلك لا يزال المستغربون والعصرانيون يدعون إلى فتح الباب أمام المرأة لقيادة السيارة ليحققوا بذلك مطلباً مضافاً إلى ما تحقق من مطالبهم مما يزعمونه حقوقاً للمرأة وهي المطالب التي يتم بها تغريب المرأة المسلمة .
وكما يلاحظ من هذا البيان اوالفتوى العامة التي وقعها رجال الدين السعوديون باجتماعهم اللامبارك، بان الحقوق تعني الممنوعات التي لا يجب باي حال من الاحوال خرقها. وان التركيز هو على الجانب الاجتماعي الذي يخص المرأة وليس على الجانب العبادي او الطقوسي، كالصلاة والصيام والحج وماشبهه ذلك. الغاية من التركيز على الجانب الاجتماعي ليس للمرأة فقط بل بما يشمل الرجل هو التأكيد على ان الاسلام دين وحياة.
لكن الحياة في هذا الدين هي مثل الحياة في داخل السجن، وان كان السجين في زنزانته قد عُوقب لارتكابه جريمة ما، فان جريمة المرأة المسلمة هي انها ولدت في مجتمع اسلامي ووجدت نفسها من غير ان تختار مسلمة بالوراثة لتعيش بين جدران بيت لا يدخله ضوء الشمس ولا نسماء هواء الحرية ولا تعرف من الحياة الا ما تراه من خلال شاشات التلفزة ولا تنتفع من عقلها الا بحدود ما تتعلمه من طبخات الشيف اسامة.
ما يقول به رجال الدين السعودين هو مطبق فعليا وعمليا، بل ان ما موجود يفوق ما افتى به هؤلاء المتكلسون عقليا، قبل اسبوع او اكثر صدرقانون رسمي يمنع العاملة، طبيبة او ممرضة من الخروج خارج المستشفى اثناء الاستراحات الا بمحرم، اي ان عليها ان تتصل بابنها او اخيها ليصحبها ولو لمدة خمسة دقائق ربما لشراء المحارم النسائية ان فاجئتها الدورة الشهرية وهي في العمل.
قد يتصور البعض ان الدين الوهابي هو مثال متطرف عن حالة المجتمعات الاسلامية وان الاسلام ليس كما يدعي البعض، قد يكون هذا صحيح، فالحياة والممارسات في عهد الاسلام الأول كانت اكثر انفتاحا، ليس لان الدين الاسلامي قد سمح بذلك بل لئن الناس انذاك استمرت على ما هي عليه ولم يستطع اي تقي او ورع اسلامي ان يجبرهم على تغيير طريقة حياتهم التي اعتادوها هذا اولا، وثانيا ان الدين كان منصبا على جمع الثروات وتركيزها بيد حفنة قليلة من متنفذي قريش، وكان اخر ما يُهتم به هو الحياة الاجتماعية او الطقوس الدينة التي لم تتغير كثيرا عن ما اعتد عليه عرب ما قبل الاسلام.
طبيعة الحياة الاجتماعية في السعودية هي مثال للحياة التي يمكن تصورها ان تمكن حزب اسلامي من السيطرة على مقاليد الحكم في اي بلد ومن اي مذهب، فالقيم الاسلامية مثل السعر تحوم حول القيمة قد تقترب لكنها لا تبتعد كثيرا عن ذلك. والاختلاف بين المذاهب الاسلامية المتعددة ليس حول شكل الحياة الاجتماعية او حول الحقوق المسلوبة من المراة بل حول مسائل فقهية تخص العبادات و خصومات تاريخية عن دور ومكانة بعض المسلمين في الهرم الاسلامي. واذا قارنا الحياة الاجتماعية في ايران في عهد الخميني وهو من المذهب الشيعي سوف لا نجدها تختلف كثيرا الا في بعض الجزئيات الصغيرة، رغم ان المجتمع الايراني قد تعود على الحرية وعلى عدم اشراك الدين في الحياة المدنية وليس مثل المجتمع السعودي ودولته القائمة على نظرية ولي الامر المفروض من الله..
لم يعد الانسان كالسابق، ولم تعد الحياة كالسابق فقد فرض العلم نفسه على المجتمعات حتى اشدها تخلفا، ولم يعد الناس يتوجهون بالسؤال الى رجل الدين لتفسير هذه الظاهرة او تلك، انما يبحثون عن الاجوبة في الكتب او المراكز العلمية او عند رجال العلم والمعرفة المادية وليس الغيبية، فما كان من رجال الدين الا ان يقحموا ويفرضوا نفسهم على الحياة الاجتماعية والنسائية على وجه الخصوص بعد ان اصبحت نظرياتهم محل للسخرية والتهكم مثل نظرية بن باز عن الكرة الارضية ودورانها حول الشمس.
المجتمعات لا تحتاج الى فتاوى تبيح او لا تبيح، لا الى فتاوى حسن الترابي او غيره، ماتحتاجه المجتمعات، قوانين مدنية تلزم الجميع بالعمل على اساسها، من دون تفريق بين رجل او امراة ، مسلم او غير مسلم..وما نحتاجه حقا هو ابعاد رجال الدين عن التدخل في القوانين السياسية او الدستورية او الاجتماعية ولهم كامل الحرية في الاختصاص بالامور الدينية وشكل الطقوس وطرق العبادة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...
- حوار وتحالف الحضارات على الطريقة الاسلامية!!!
- اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟
- مشروع خطبة ليوم جمعة
- مدينة الثورة
- لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟
- لاضطهاد المراة مصدر واحد
- هل حقا ان التكتل السني لا يرغب بترشيح الجعفري.؟
- Bad Muslims are good, good Muslims are bad.
- تفجير قبة الامامين والمواقف الدينية الجبانة
- فاقد الشئ لا يعطيه
- انه زمن المد الديني الاحمق
- متى سيتعلم المسلمون الدرس.؟
- صالونات لمكيجة الدين
- اجتثاث البعث الفكرة والممارسة
- اخيب من القاضي رزكار
- اليس التكفير مبدأ اسلامي فلماذا الشكوى منه؟
- كلكم سواسية في السوء
- اللهم عليك برجال دينك وعلينا بالطاعون


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية