بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 18:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أيام أطلق الجيش الإسرائيلي عملية بإتجاه الحدود الشمالية للدولة العبرية تحت مسمى "درع الشمال"، الهدف المعلن من التحرك الإسرائيلي الذي رافقه زخم إعلامي وتجهيزات عسكرية على مستوى عالي هو إحباط نوايا حزب الله اللبناني المتمثلة في حفر أنفاق هجومية بإتجاه الحدود وبالتحديد منطقة الجليل القريبة من لبنان.بالأمس إخترقت إسرائل الإتصالات اللبنانية ووجهت منها تهديدات خاصة للقرى الحدودية وتواصل منذ أشهر الضغط على لبنان الدولة وهرسلته في منابر أممية أو من مصدح وزار الدفاع الإسرائيلة بوزرائها وجنرالاتها،حزب الله بدوره نشر صور عبر الإعلام الحربي لمراقبته الحينية للعمليات الإسرائيلىة في مؤشر واضح على إستنفار كامل لمقاتليه ودوائره الإستعلاماتية تحسبا لتحرك إسرائيلي محتمل داخل الحدود في نقض معتاد ومحتمل للقرارات الأممية وهو أمر ليس بغريب على إسرائيل.فالكل لايزال يتذكر الحرب الأخيرة في 2006 على لبنان وفي محصيلتها إهتزاز الهيبة العسكرية الإسرائيلية وفكرة التفوق المطلق، فقد أثبتت معارك كوادي الحجير وبنت جبيل أن الحرب بين الجانبين قدرها أن لا تكون نمطية وتقليدية في ظل الكفاءة الإسرائيلية في الجو والحرب الإلكترونية والتكنولوجيا...ورغم أن الدولة العبرية لا تزال تحتفظ بمقومات الكفاء والقوة على غرار سلاح الجو وعدد الجيش والآليات التي حافظت عليها منذ بداية الصراع مع العرب في 1948، فإن حزب الله اللبناني أيضا يؤرق جنرالات إسرائيل بمخازن الصواريخ وتكتيكات القتال السريع القائم على التمويه والإرتداد ، والأهم خبرة الحزب التي جناها من سنوات قتال طويلة في الأراضي السورية منذ 2011 .فقد صال وجال مقاتلوا حزب الله من العاصمة دمشق وشاركوا في عمليات الغوطة والزبداني والقنيطرة إلى حلب ثم الشرق بدير الزورأين إحتكوا بأكثر الجماعات الإرهابية تمرسا على رأسها جبهة النصرة وأحرار الشام وداعش...الأمر الذي لم يكن خارج رقابة إسرائيل وأعينها وقد أعربت في مرات كثيرة عن قلقها من تنامي خبرة الحزب وتكوينه لكوادر حرب ونقله للصواريخ ولمصانع وأفكار تطوير لها عبر سوريا الأمر الذي جرّ سلاح جوها للتدخل عشرات المرات داخل سوريا وعبر مجال لبنان الجوي لضرب مراكز تجمع لقوات حزب الله وبعض المستشارين التابعين للحرس الثوري الإيراني كما تقول إسرائيل أو شحنات أسلحة ومخازن ذخيرة... فعملية درع الشمال لا يمكن الخروج بها عن معطيات الإقليم وعن ما جرى في الفترة الأخيرة بين الجانبين.تصريح بنيامين نتياهو بإحتمال تحرك داخل الحدود يؤكد هذا وقد وجه تهديدات للجيش اللبناني المستنفر وطالب قوات اليونفيل التابعة للأمم المتحدة بهدم أنفاق وفقا لخرائط مدها بها، فإذا توفرت الحجة والذريعة وإكتملت الأسباب ونضجت الظروف ستجد إسرائيل قد توغلت داخل لبنان بحثا عن إشتباك حاسم مع حزب الله، هذا الحزب الذي تبدو عليه علامات الإستنفار لا يزال يتحلى بضبط النفس إعلاميا على الأقل في إنتظار تهديد مباشر لكيانه ونفوذه داخل لبنان.هذه الجبهة لن تكون بالمطلق جبهة باردة وسيظل شبح الحرب يطارد لبنان ما دام التصعيد والتهديد والوعيد الإسرائيلي قائما وواضحا.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟