|
ناديجدا كروبسكايا - المرأة العاملة - الفصل الثالث: المرأة وتربيه الاطفال.
عالية محمد الروسان
الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 17:34
المحور:
الارشيف الماركسي
مراجعة وتعليق: علاء بريك الهندي اشراف: عبد المطلب العلمي
بالنسبة للمرأة العاملة فان الحياة العائلية معناها ان تبقى مرتهنة الى محاولتها لرعاية الأطفال الى ما لا نهاية، فلا توجد امامها فرصة لتعليم الطفل كل ما يمكنها القيام به هو توفير ما يسد رمقه.
مع ولادة الطفل تزداد الأعباء المنزلية على المرأة الفلاحة. وعلى كل الأحوال، ليس من الممكن التوفيق في نفس الوقت بين الخروج للعمل ورعاية الأطفال. العمل لا ينتظر أحدا، وعلى المرأة الفلاحة الخروج للعمل تاركة طفلها في رعاية عجوز ضعيفة او في رعاية ابناءها الأكبر سنا. كل من عاش في قرية يعرف ما تعنيه رعاية الأطفال هناك، حتى قبل ان يصل الطفل عمر الفطام، تتم تغذيته بواسطة قمع مخصص، يدفع فيه الطعام الى فمه ويحشى بأنواع الخضر المتوافرة الممزوجة بالخبز الأسمر الممضوغ. ثم يلف الطفل في جلد الماعز، ويهز في المهد حتى يفقد الوعي، ويبقى محشورا في الكوخ المكتظ، ثم يخرجونه به عار الى امه التي تأتي لترضعه كلما سنحت لها الفرصة. تنتشر بين الفينة والأخرى قصة عن جليسة أطفال بعمر ست او ثمان سنوات اسقطت طفلا، او صدمته، او احرقته او فعلت به أي شيء مما قد يمر في مخيلة طفله بعمر ست سنوات.
حتى وان كانت الأم نفسها هي من يعتني بالطفل، فإن الأمور لن تكون أفضل بكثير، فهي لا تملك أدنى فكرة عن التركيب العضوي لجسم الانسان كيف ينمو لطفل، وما يحتاجه من أجل أن يغدو قويا، بصحة وعزم. بل المرأة الفلاحة غالبا ما تسترشد بالعرف و الخرافات في تربية طفلها. ولكن، حتى وان كانت تعرف كيف تربي طفلاً، حتى وان امتلكت اعظم إرادة في العالم، فلن تتمكن من تحقيق ما هو مطلوب لتربية ناجحة. فالطفل يحتاج للنظافة والدفء والهواء النقي. في حين يعيش في الكوخ المكتظ عشرة أشخاص ، دون دفء، تتناثر فيه جلود الغنم والعجول ومخلفاتها. عندما يمرض الطفل، لا تكون لدى امه أي فكرة عما يجب القيام به، بدون وجود مكان تقصده لتلقي العلاج والأسوأ من كل هذا ان يكون المرض معديًا ، كما هو الحال مع الجدري ، والحمى القرمزية ، وما إلى ذلك. عندها يجب ان يعزل الطفل عن بقية افراد العائلة حتى لا تنتقل العدوى، لكن كيف يمكن أن يتم ذلك حيث يعيش جميع أفراد الأسرة في كوخ واحد؟ لذلك تنتشر العدوى من طفل الى اخر ويموتون بسبب افتقارهم للعناية اللازمة فلا عجب أن يموت نصف الأطفال في القرى حتى قبل بلوغهم سن الخامسة. ان من يعش بينهم، لهو الأقوى والأكثر قدرة على التمسك بالحياة.
دعونا الان لقي نظرة على وضع تعليم أطفال الفلاحين،. في معظم القرى لا وجود للمدارس، وتعلم القراءة والكتابة تعد مسألة مصادفةٍ وحتى إذا وجِدَت المدرسة ففي معظم الأحيان لا يتمكن الفلاحون من وضع أطفالهم فيها. لأن المنزل يحتاجهم، للاعتناء بالأخوة والأخوات الأصغر سنا، و رعي الغنم والمساعدة في جميع الأعمال المنزلية. في بعض الأحيان لا تتوافر لديهم ملابس لارتدائها للذهاب الى المدرسة، خاصة إذا كانت في احدى القرى المجاورة "والأطفال الذين حالفهم الحظ والتحقوا بالمدرسة لا يتعلمون اكثر من القراءة والكتابة والحساب وبشكل سيء، مدارسنا في روسيا سيئة للغاية، حيث يحظر على المدرسين تدريس أي شيء آخر غير محو الأميه. ان الحكومة تستفيد بالفعل من ابقاء الناس في الجهل، ولهذا، يحظر في المدارس الشرح أو إعطاء كتب للأطفال تحكي عن الكيفية التي نالت بها الشعوب الأخرى حرياتها وما هي قوانينهم وأنظمتهم، ويحظر عليهم تبيان لما لدى البعض قواعد وأحكام معينة بينما عند غيرهم توجد قواعد وأحكام مختلفة. أو ان يسألوا: لماذا يوجد أناس فقراء واخرون اغنياء. وباختصار، يحظر على المدارس قول الحقيقة، وعلى المدرسين ان يعلموا الأطفال تمجيد الله والقيصر فقط لا غير.
يحرص المسؤولون على أن لا يزل لسان المدرسين بأي حقيقة مهما كانت امام الطلاب، لذا، فهم حريصين على اختيار مدرسين لا يفهمون شيئا وبهذا يترك الطفل المدرسة كما دخلها تقريبا، مع ام عاجزة عن تثقيف أبنائها كونها لم تنل أي قسط من التعليم. يصف ليف تولستوي الفلاح الروسي في روايته قوة الظلام. على لسان جندي فيقول: "ما الذي تعرفنه يا معشر النساء؟ أنكن مثل الجراء العمي تدسون انوفكن في الزبل، ان الرجل، على الأقل، يبذل جهده في الجيش، يركب القطار ويذهب إلى المدينة، ولكن انتن ماذا رأيتن ؟. غير حيل النساء الفاسدة فأنتن لا تعرفون شيئًا". ان اكثر ما تستطيعه الام هو تعليم ابنها أن يلتزم الصيام وطقوس الكنسية، وأن يخاف الله ورجال الدين، وان يحترم الأثرياء و تعلمه الانصياع والصبر، ومن غير المحتمل أن يصبح أطفالها نتيجه لهذا أكثر سعادة وحرية، أو تتكون عندهم إمكانية افضل لفهم كلمات كهذه "الجميع للفرد والفرد للجميع" ، ومشكوك ايضا في أن يتمكنوا بشكل أفضل السعي في سبيل تحقيق العدالة ومساندتها.
ان ما سبق وذكرناه عن المرأة الفلاحة كمربية ينطبق ايضا على الام التي تعمل في الصناعة المنزلية. إن معرفتها شحيحة تماما، مثل الام الفلاحة التي انهكها العمل وبالكاد تستطيع تربية أبنائها، الذين يتم اخذهم الى العمل في الحرف اليدوية حين يبلغوا مابين بين خمس وثمان سنوات من العمر، حيث يوكل اليها القيام ببعض الاشغال البسيطة، غير انهم يعملون كالكبار، و غالبا نفس ساعات العمل الطويلة. وان لهذا العمل اثارا مدمرة على جسد الطفل، يقوض صحته ويضعف قدراته الذهنية. بدون مساحة للتحرك، بدون هواء نظيف وفي كوخ خانق، ينمو الطفل سقيما. يكرر عملا روتينيا من الصباح إلى الليل كل هذا لا يساهم في دعم ذكائه، فيصير بطيئا وغبيا. لا يمكن أن يوجد في هذه الظروف تعليم من أي نوع. لا يستطيع عمال الحرف اليدوية ان يطعموا أنفسهم الا عندما تعمل العائلة بأكملها دون راحة ، بما فيهم كبار السن والأطفال. أي نوع من التعليم ممكن ان يتحقق في هذه الظروف؟.
يمكن تمييز عاملة المصنع من صحتها السيئة، تعاني صحه المرأة بشكل اكبر من اثار الظروف المدمرة للعمل في المصنع. وتنجب المرأة الضعيفة أو المريضة أطفالا مثلها، ضعفاء، هزيلين. وقد توصل احد البحوث الى ما يلي: "عندما تتزوج المرأة العاملة في صناعة الكبريت، والتي تشكل النساء والأطفال الجزء الأكبر من القوى العاملة فيها ، تصبح النساء عرضة لإنجاب أطفال مرضى، نصف احياء، عرضة لشتى الامراض التي تودي بهم الى الموت المبكر". في التشريعات المتعلقه بالمصانع لدينا، لا توجد قوانين تراعي النساء الحوامل او تقضي بتخفيف وطأته عليهن. لا وجود سوى للقواعد التي تحكم حجز و صرف الأموال التي يتم تحصيلها من الغرامات المفروضة على عمال المصانع. وهنا، لا يوجد في القانون ما يوجب تخصيص جزء من هذه الأموال لكي تدفع بدلا للعاملات اللاتي يتوقفن عن العمل في الأسبوعين الأخيرين من الحمل، توجد فقط عبارة تفيد بأن مثل هذه الدفعات "ممكنة"؛ بمعنى تترَك مثل هذه الحالات الطارئة بشكل تام لتقدير مالك المصنع. في الواقع فإن مثل هذه الدفعات تكاد لا توجد في أي مكان. فالمرأة تجبر على العمل خوفا من فقدان وظيفتها حتى ليلة ولادتها بدون أي دعم، بل ، وتعود إلى العمل قبل أن تتعافى من اثر الولادة تماماً. ان هذا هو السبب الرئيسي للإجهاض والولادة المبكرة وباقي الأمراض النسائية. ان حياة المرأة العاملة تزداد صعوبة وقسوة بوجود الاطفال. عندما تعود المرأة العاملة المجهدة الى المنزل، عليها أن تقوم بالأعمال المنزلية، الغسيل والخياطة والتنظيف واعداد الطعام وتحميم الأطفال. في بعض الأحيان ، عليها أن تقضي ليال كاملة تعني بطفل مريض ويالسعادتها ان نصحتها جارتها بمشروب بذور الخشخاش لتسقيه لطفلها. فعندها سينام الطفل بهدوء وستتمكن الام من الحصول على بعض الراحة. في حين انها جاهلة تماما بأنها تقوم بتسميم طفلها بهذا الشراب، الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الأفيون و الأفيون سم رهيب، والذي قد يؤدي بالطفل لاحقا الى فقدان قدراته العقلية تماما.
عندما تترك المرأة العاملة بيتها وتتجه للعمل، فأنها غالبا ما تترك أولادها في رعاية احدى الجارات العجائز ، وعندما يكبر الاطفال قليلاً ، يُتركون وحدهم، دون من يشرف عليهم. فعليا، يكبر الأطفال في الشارع. لا يتغذون بشكل جيد، يتعرضون للبرد، يتجولون في خرق بالية يشاهدون السكارى و الفساق، المشاجرات وأشياء أخرى كثيرة. هكذا يكبر الأطفال قبل وصولهم الى المدرسة. توجد مدارس في المدينة، لكن مدارس المدن والضواحي تكون مكتظة بالعادة، بحيث يصعب إيجاد متسع فيها، ولا توجد في العادة مدارس تابعة للمصانع والمعامل. حيث يسمح القانون لأصحاب المصانع بإنشاء مدارس لأطفال العمال، لكن دون إلزامهم بهذا. لذلك لا يتمكن جميع أطفال العمال من الذهاب إلى المدرسة، وعندما يصل الأطفال إلى سن العمل، - وفقا لتشريعاتنا يبدأ من سن الثانية عشرة- يتم قبولهم للعمل في المصانع، ويبدؤون في توفير المعيشة لأنفسهم ، وسرعان ما يصبحون مستقلين تمامًا. بشكل عام ، فإن حياة العاملات في المصانع مسكونة بالحزن العميق، والقلق الشديد على اطفالهن، محاطة بالمخاوف وفقدان أي حس بالأمان. فالأمهات نادرا ما يمضون الوقت مع ابنائهن، ويكبر الأبناء كالغرباء، بعيدا عن امهاتهم.
إذا أخذنا في عين الاعتبار صعوبة ما تواجهه المرأة العاملة في المصانع بوجود الأطفال ، خصوصا إذا كان الطفل غير شرعي وتقع مسؤولية رعايته كاملة على أمة، فسوف نفهم لماذا تضطر المرأة في كثير من الأحيان إلى تسليم أطفالها إلى مأوى الأيتام أو لامرأة تعمل في رعاية الأطفال. تنتشر الصحف بين الفينة والأخرى قصة اكتشاف "مصنع الملائكه"! في احدى المدن الصناعية الكبيرة، حول امرأة تكسب لقمة عيشها عن طريق رعاية الأطفال، وبالتجويع، وعبر إطعامهم الأفيون وبأساليب أخرى سرعان ما تقوم بإرسال الأطفال الى العالم الاخر، أي الى الموت وبهذا تعيد الاطفال إلى ما كانوا عليه في الأصل، الى "ملائكة". بعد جلسة المحكمة يُحكم على صانعة "الملائكة" بالأشغال الشاقة. وفي مكان آخر، تؤدي نفس الظروف إلى "صانعة ملائكه" اخرى؛لنفس الأسباب، حيث لم تجد عاملة مصنع ما تطفئ به جوع طفلها.
نفس المصير ينتظر اطفال الخادمة التي تعيش في منزل مخدوميها. فليس من المفترض أن يكون لدى الخادمه عائلة. اذ يشترط لتوظيف الخادمة ان لا يسمح لها استقبال زوار من الرجال، وأن كانت المرأة المتقدمة للوظيفة متزوجة يتم استخدامها على مضض، ولن يتم توظيف خادمة لديها أطفال. اذن، بتوليها للوظيفة، تجبر الخادمة على ابرام عقد بيع وقتها بالكامل. وبهذا يكون وضعها أسوأ بكثير من وضع عاملة المصنع، اذ تعمل الأخيرة لساعات محددة، بعدها تكون حرة بوقتها، اما خادمة المنزل فكل وقتها هو ملك اسيادها. ولا يسمح لها بقضاء أي وقت مع طفلها ان كانت اما، وبهذا سواء اعجبها ام لا، ستجبر على تسليمه الى من يرعاه مقابل اجر و حينها سيذهب معظم دخلها الى من يرعى طفلها،او الى مأوى الأيتام ليرعاه بدلا عنها.
وهكذا، نرى أنه في معظم الحالات تجد المرأة العاملة نفسها في وضع يستحيل معه تماما أن تربي أطفالها بشكل صحيح. فهي غير مؤهله لأداء دورها في تربية أطفالها، لأنها لا تميز الضار من المفيد للطفل ولا سبيل لها لتثقيفه.
"بدون تعلم، لا يمكنك حتى إصلاح فردة حذاء قديم "، هكذا كتبت الاشتراكيه الألمانيه زيتكن في كتيبها المعروف حول الحركة النسائية في ألمانيا. هل يوجد من يعتقد حقا بأن انجاب انسان لهذه الدنيا لا يحتاج للاستعداد بالشكل الصحيح ؟! ولكن، حتى وان تم تدريب العاملة لتكون مربيه، فإن ذلك سيكون مضيعة للوقت في ظروفها الحالية ، لأنها لا تملك الوقت الكافي، ولا الوسائل التي يمكنها من خلالها تربيه أطفالها. الشيء الوحيد الذي يشغل تفكيرها هنا، هو رؤية اطفالها يأكلون، يرتدون الملابس و الأحذيه. لكن في معظم الأحيان تكون في وضع لا يمكن لها فيه من ضمان اطعام اطفالها، فتجبر على تركهم تحت رحمة القدر. هذا هو وضع المرأه العاملة في ظل النظام الاجتماعي الحالي.
كيف ستبدو تربية الأطفال في ظل نظام اشتراكي؟ لقد سبق وقلنا أن الاشتراكيين يؤيدون التربيه المجتمعية للأطفال. يصيح البرجوازيون ساخطون: "هؤلاء الاشتراكيون الفظيعون يسعون لتدمير العائلة وأخذ الأطفال من والديهم!" وهذا بالطبع، هراء سخيف، لأن هذا الشيء غير وارد ابدا. لم يدعو أي اشتراكي في أي مكان اخذ الأطفال من ذويهم. عندما نتحدث عن التربيه الاجتماعية للأطفال ، فإن أحد الوسائل لتحقيقها، هو أولاً وقبل كل شيء: إزالة المخاوف التي تحوم في خلد الإباء حول تأمين رعاية أبنائهم حيث سيهتم المجتمع بتوفير ليس فقط اساسيات الحياة للطفل، بل أيضا كل ما هو ضروري لتطوره بشكل كامل وفي كل المجالات. إن أصعب وقت لتربية الأطفال هو قبل أن يكبروا ليصلوا سن الدراسة.
في دول أوروبا الغربية يوجد ما يطلق عليه اسم "رياض الأطفال". عندما تنطلق الأم للعمل ، تأخذ معها أطفالها الصغار وتتركهم في روضة الأطفال حتى تنهي عملها. حيث يمكنها العمل دون قلق لأنها تعلم ان ما من ضرر سيلحق بأطفالها الصغار لأنهم في أيدي المعلمات الامنة وتحت رعايتهم المحبّة. يعلن الضحك وصوت لعب الأطفال عن وجود دار حضانة وحديقة. للوهلة الأولى قد يبدو أن الفوضى تسود هناك، لكن هذا امر ظاهري فحسب. اذ توجد مجموعة من البرامج لأنشطة الأطفال اليومية. حيث يتم تقسيمهم إلى مجموعات، وتقوم كل مجموعة بعملها، تقلب التربه، وتسقي وتعشب صفوف النباتات، وتنظيف الخضار في المطبخ، وتغسل الأطباق، تصنفر الاخشاب، وتلصق الاشياء ببعضها، تخيط، ترسم، تغني، تقرأ وتلعب. كل لعبة تهدف الى تعليم شيء ما للأطفال، والأساس هنا هو تدريب الطفل على ان يكون منظما، عاملا وألّا يتشاجر مع رفاقه ، وان يتنازل عن شئ يريده اخر من دون بكاء او احتجاج. تعرف المعلمات كيف يبقين الأطفال الصغار الذين يبلغون ثلاثة أعوام وأربعة أعوام من العمر مشغولين، كيف يطعموهم و يحضرونهم للنوم في الوقت المحدد. فينشرون فرشات واسعة على الأرض ليستلقي الأطفال للنوم جانب بعضهم البعض مغطيين ببطانية مشتركة. كيف يختلف الوقت الذي يقضيه الطفل في روضة الأطفال عن الوقت الذي يقضيه متجولا في الشوارع من ركن الى ركن بلا هدف، الاطفال الذين لا وقت للاهتمام بهم،كل ما يسمعونه في المنزل صراخا:“لا تقاطع! لا تعترض الطريق! انقلع! " طوال الوقت. ومع هذا، يجب التنويه أنه حتى في أوروبا الغربية لا يزال عدد رياض الأطفال الجيدة محدودا. لقد وصفنا الحال داخل روضة الاطفال لكي نؤكد على أن تعليم الأطفال يمكن أن يبدأ في سن مبكرة وأن الأطفال في رياض الأطفال الاجتماعية يمكنهم أن يمضوا وقتهم بمرح و بما يعود عليهم بالفائدة العظيمةـ وان يكونوا أكثر سعادة من وضعهم قي المنزل. إذا كانت هناك رياض أطفال جيدة اليوم، فمن المؤكد انها ستكون أفضل بكثير في مجتمع اشتراكي ،حيث ستتم فيها رعاية جميع أطفال المجتمع دون استثناء، وسيسعى الجميع لكي تكون رياض الاطفال بافضل حال ممكن. بعد ذلك ينتقل من الروضة إلى المدرسة. مدارس المجتمع الاشتراكي، لن تكون في طبيعة الحال كمدارس اليوم. ففي مدارس المستقبل، سيكتسب التلاميذ مزيدًا من المعرفة وسيتعودون أيضًا على العمل المنتج. وتتمثل الميزة الرئيسية لهذه المدارس كونها لن تهتم بالتدريس فقط بل بتنمية قدرات الطلاب الروحية والجسدية كذلك.حيث تتم تنشئهم كمواطنين مفعمين بالنشاط والحيوية.
إن البرجوازي، غير المثقل بالقلق من كيفية إطعام اطفاله وتربيتهم، الذي يمكنه وضع العديد من الغرف المضاءة بشكل جيد تحت تصرف أطفاله، وتوفير جميع وسائل الراحة لهم، وتوظيف الممرضات والخادمات لهم، بالإضافة الى المدارس الجيدة والخدم والمعلمين. ان لهذا البرجوازي ان ينظر بعين السخط الى التربية المجتمعية حيث لا يمكن الا للنساء العاملات أن يدركن ويقدرن التربية المجتمعية وضرورتها الملحة. إن مشاعر الأمومة الصادقة هي ما يجعل الأمهات يسعين الى التربية المجتمعية والنظام الاشتراكي والانتصار لقضية العمال.
#عالية_محمد_الروسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة العاملة - ناديجدا كروبسكايا - (الفصل الأول)
-
المنظمات غير الحكومية في خدمة الامبريالية
-
كروبوسكايا: كيف درس لينينن ماركس
المزيد.....
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
المزيد.....
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|