أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - رحلة في الذاكرة -نايف حواتمة-















المزيد.....

رحلة في الذاكرة -نايف حواتمة-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 20:57
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


من الجميل أن نتحدث عن ايجابيات الاحزاب في فلسطين، فعندما تدخل إلى أحد مقالات وتجد هناك ترحاب ـ حتى دون أن يعرفوا من أنت ـ فهذا الاستقبال كافي لجعلك تشعر بأن هناك اشخاص يتعاملون بشكل حضاري، ومن الايجابيات الأخرى أن يستجيبوا لطلبك بالاطلاع على ما ينشرونه من مطبوعات وادبيات، كل هذا السلوك الحضاري موجود في مكتب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مدينة نابلس.
"رحلة في الذاكرة" من الكتب التي تهتم الجبهة بها، وهو للأمينها العام "نايف حواتمة" في هذا الكتاب مجموعة من اللقاءات التي اجريت مع الأمين العام، ومنها وهو اللقاء الأهم "رحلة في الذاكرة" التي اجرته قناة "RT" الروسية، فيحدثنا عن تاريخ حركة القومين العرب وعما تعرض له من مطاردة من قبل النظام الرسمي العربي، فمثلا يقول عن فترة الخمسينيات من القرن الماضي: " ولم أعد إلى الأردن وإلى الأراضي الفلسطينية منذ ذلك التاريخ من شباط/فبراير 1958 إلى حزيران/يونيو 1968، وبعد حكم 1958 جاء حكما أخر لاحق بعد عودتي إلى الأردن عام 1970، أثناء أيلول الأسود كنت مطلوبا ببيان شهير من الدولة الأردنية "حيا أو ميتا مقابل جائزة كبيرة، كذلك كنت مطلوبا في ذلك الوقت جورج حبش" ص24، هذا القول يشير إلى حجم الضغط الذي تعرض له كل من يعارض النظام الرسمي العربي، وهو رد على كل من يحاول تشويه دور القومين/المعارضين، فبينما كانوا مطاردين ومشردين ـ ومع هذا يعملون وبكفاءة ـ كانت مكاتب الحركات الدينية السياسية مفتوحة في كافة المدن وتوزع أدبياتها ومنشوراتها في المكتبات ودون أية مضايقات.
وعن طبيعة العناصر والأسباب التي جعلت الجماهير في العراق تنضم لحركة القومين العرب يقول: "... وأضفت من جانبي المسؤولية الفكرية الايدلوجية لبناء حزب يساري منذ الدقيقة الأولى، على أساس "المواطنة" وليس على أسس أثنية أو دينية وطائفية" ص26، وهذه الرؤية تؤكد على بعد النظر عن المفكر "نايف حواتمة" وكأنه بهذا القول يرد على عقم التنظيمات الدينية والطائفية، التي لا ترى أبعد من مصلحتها كطائفة، وليس مصلحتها كأمة، أو كمواطنين في الدولة.
وعن طبيعة التباين بين الفكر القومي العربي والروية الفلسطينية يقول: "التيار القومي العربي في بلدان المشرق طمس تاريخيا وحتى عام 1974 الشخصية الفلسطينية، الكيانية الفلسطينية، الحضور الفلسطيني، الحقوق الوطنية الفلسطينية، باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية قومية، دون دور قائم بذاته لشعبنا الفلسطيني، لذلك كان الجامع المشترك في هذا الاتجاه القومي العام الطامس للدور والشخصية الوطنية الفلسطينية، يستدعي في مجرى النضال والبرنامج الوطني الجديد تصحيح العلاقة الائتلافية بين الفصائل الفلسطينية، بين الوطني والقومي" ص42، وهذه قضة اساسة لكن من كان يحاول "طمس الفلسطينية" لحساب العدو المحتل، أو لحساب أية دولة عربية/نظام عربي، فكلنا يعلم أن النظام الرسمي العربي عمل جاهدا على إلغاء كل ما هو فلسطيني، أرض وشعب، لهذا كان هناك ظلم وقهر هائل وقع على الفلسطيني من قبل الاحتلال والنظام الرسمي العربي.
عن موقف السوفييت والأحزاب الشيوعية العربية من الثورة الفلسطينية يقول: "...تعتبر حركة المقاومة الفلسطينية "حركة برجوازية صغيرة مغامرة" ص61، وهذا الموقف بعينه الذي جعل الاحزاب الشيوعية العربية تكون في متأخرة عن الجماهير العربية.
ويتحدث بجرأة ووضوح عن تخاذل السوفييت وحتى تأمره على الشعب الفلسطيني عندما وافقوا على قرار التقسيم: "هناك معلومات خاطئة من الكومنترون حول هذا كله، وكذلك الحال برز موقف الاتحاد السوفييتي عام 1947 موقفا غريبا جدا عندما وافق على قرار التقسيم، بينما أغلبية السكان هم فلسطينيون عرب وأغلبية الأرض كلها" ص64، ومثل هذا المواجهة للسوفييت وفي النص الأول من العقد السابع من القرن الماضي، يعتبر موقفا يحسب لأمين العام الذي أوضح ان الخلل في السياسية الخارجية السوفييتية، التي تعاملت مع القضية الفلسطينية من منظور مصالحها كدولة، وليس من موقف ثوري مبدئي.
يقدم السوفييت تبريرا أقبح من ذنب، عندما فسروا سبب الاعتراف بالتقسيم: "... بأن ستالين في ذلك الوقت كان يريد ويراهن على ما يسمى باليسار الصهيوني ممثلا ب "ماباي" وتجربة "ماباي" وبأن "إسرائيل" ستكون دولة اشتراكية، وهذا "الخازوق" يرتبه أو مقتنع به "ستالين" ضد الأنظمة الاقطاعية وشبه الكموادورية العربية" ص66، من يطلع على أدبيات الأحزاب الشيوعية العربية ـ خاصة فيما يتعلق بقرار التقسيم ـ يجد عقم تفسيرهم للقبول به، إن كان هذا القبول من قبل السوفييت أو من قبلهم هم، ومثل هذه التعرية للموقف السوفيتي ـ رغم الصداقة ـ تمثل معرفة الأمين العالم للعلاقة الدولية التي تحكم الدول، مبينا أننا يجب أن نبحث عن مصالحنا قبل أن نمتثل للآخرين، لنكون ذاتنا ولنحقق هدفنا ونهضتنا ونحرر ارضنا.
ويكشف حقيقة العلاقة السوفييتية الفلسطينية بقوله: "الاتحاد السوفييتي تردد كثيرا قبل أن يعترف بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة، ... تأخر كثيرا إلى أن اعترف بحقنا بدولة فلسطينية مستقلة، ... تأخر لإقرار بحقه بدولة مستقلة كثيرا إلى أول الثمانينيان" ص71. دون ادنى شك أن هذه المكاشفة مهمة جدا لمن يريد أن يعرف حقيقة العلاقة السوفييتية الفلسطينية، وهو يرد على الأحزاب الشيوعية العربية التي سلمت أمورها الداخلية والخارجية، والتنظيمية والسياسية للسوفييت، بحيث انطبق عليها قول: "عندما تشتي في موسكو يحمل الشيوعيين العرب الشماسي".
وفي لقاء أخر مع احدى المحطات التونسية يقول عن "بالربيع العربي": "...لأن الانتفاضات والثورات الجارية لا تمتلك بعد الأطر القيادية المنظمة والموحدة التي لها خبرة وتجربة ورؤية برنامجية لحماية الثورة" ص86، من هنا وجدناها تحولت إلى عمليات تخريب وتدمير للوطن وقتل وتشريد للمواطنين، فقد الوطن العديد من مقوماته، وفقد المواطن العربي الثقة بأي عملية تغيير ايجابي.
ومسألة البرنامج طرحها "مهدي عامل" وأوضح أن الخلل في بنية حركة التحرر العربية يكمن في عدم وجود برنامج واضح، وفي حالة وجود البرنامج من يطبق ها البرنامج، من هنا يلخص "نايف حواتمة" مشكلة التيار القومي في البلاد العربية بما يلي: "تيار يتمسك بشعارات عامة لم يولد ومعه برنامج، لذلك التفاوت كان واسعا فيما بينها بين القول وبين الفعل" ص104و105، مثل هذا القول لا يأتي ألا ممن هو عارف وعالم بحقيقة الأوضاع في المنطقة العربية، وهنا نطرح سؤال، هل تكمن أهمية "نايف حواتمة" في تحليلاته السياسية أم في فكره وقدرته على تبيان مكامن الخلل، والبحث الحلول لحركة التحرر العربية؟، وهل نحن الآن ـ في ظل فقداننا العديد من أعلام النهضة الفكرية ـ بحاجة إلى محللين سياسيين، أم لا مفكرين، يبحثون في اسباب المشكلات ويضعون الحلول من خلال برامج واضحة وموضوعية؟.
وعن فلسطين والدولة الفلسطينية يقول: "عام 1999 اتفقت مع "أبو عمار" على اعلان دولة فلسطين، مع انتهاء المدو القانونية "مايو 1999" لكن ضاعت الفرصة، وقد بكاها أبو عمار لأننا اضعناها ... كان ذلك برسالة من كلنتون، أن لا يعلن أبو عمار المسألة، وأن كلنتون يتعهد بالإعلان في ظرف عام ... عن دولة فلسطينية وكان ما كان" ص89، وكأنه يقول لنا أن لا نثق بشكل مطلق بأية وعود غربية، لأنها مجرد سراب، ألم يكن هناك وعود "للشريف حسين" بدولة عربية واحدة في المشرق العربي، ثم كانت التجزئة ودويلات الطوائف.
الكتاب من منشورات الدار الوطنية الجديدة، دمشق، سوريا، الطبعة الثالثة المسار للنشر كانون ثاني 2015.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباطن صافي صافي
- النظام التقليدي والكتب
- الفساد في القانون أم فيمن وضع القانون
- سورية الجديدة
- واقع روسيا القيصرية في رواية -الآباء والبنون- ايفان تورغينيف
- خلاصة تجربة إبراهيم مالك
- اللفظ والمضمون في قصيدة -من أنا- سلطان الخضور
- الأهل والأصدقاء
- مناقشة ديوان -أمشي إليها- للشاعر سامح أبو هنود
- -غوايات الماء- سامح كعوش
- قصيدة -ضياء تشرين- موسى الكسواني
- الفعل والحرف في قصيدة -أنا من تعبت- جروان المعاني
- جلد الذات في رواية -درب الحيب- باسم سكجها
- المسؤول
- مناقشة قصائد عمار خليل
- دور القصيدة في ديوان -حارس المعنى- أحمد الخطيب
- المد في رواية -بحر تموت فيه الأسماك- ممدوح أبو دلهوم
- قصائد عمار
- الأيتام مشاريع العظماء خليل حمد
- التنوع والتعدد الأدبي في مجموعة -مسا ... فات- سمير الشريف


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - رحلة في الذاكرة -نايف حواتمة-