حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 12:30
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
طرح أحد خبراء التخطيط التربوي سؤال على أحد مسؤولين التعليم وهو : ماهي صنعتك ؟ لم يستوعب ذلك المسؤول المراد من السؤال المطروح!، فالخبير التربوي كان يقصد : بأن التعليم صناعة، فهل أنت صاحب صنعة ! في الحقيقة عندما نرى وزارة أو مؤسسة ناجحة؛ فأحد أسباب نجاحها هو وجود قيادة لها علاقة بصناعة تلك الوزارة، أو المؤسسة، فمثلاً: لا يصحّ أن يقود وزارة الدفاع شخص ليس له علاقة بالصناعة العسكرية ، كما لا يصحّ أن يقوم شخص بقيادة طائرة وهو ليس مرخص له بذلك، وكذلك لا يصحّ أن يقوم شخص بمعالجة مريض وهو ليس طبيب، لان كل ذلك سيؤدى إلى أن تطفو على السطح جملة من المشاكل والمسائل المتشابكة والمعقدة، والتي ربما تؤدي إلى الهلاك، أعتقد بأن فهم الكثير من المشاكل والمُعاناة المرتبطة بقطاع التعليم في ليبيا لا يمكن فهمها بمعزل عن مسألة ولولج أعداد كبير من المتدخلين غير ذوي العلاقة إلى هذا القطاع.
كما أن التحدي الكبير الذي يواجه هذا القطاع عندما يكون المسؤول أو المسؤولين من ضمن المتدخلين، وببساطة شديدة يكون أو يكونون من غير أصحاب الصنعة، فابن خلدون يرى أن التعليم صناعة من الصناعات إذ أنها تقوم على التجريب، والتدريب والخبرة العملية، ولا يمكن أن تتعلم الصناعة إلا بالممارسة والمران الطويل، وهذه المسألة ليست وليدة مرحلة ما بعد 2011م، أنما هي متأصلة في هذا القطاع منذ سنوات، فجل من قاد التعليم هم في الأصل من غير ذوى العلاقة بالتعليم، بمعني من ضمن المتدخلين ، فالتخبط والعشوائية في إصدار، أو إلغاء القرارات- دون مراعاة القوانين واللوائح والأعراف التربوية والأكاديمية - ؛ إنما هي مؤشرات وجود ذلك المتدخل أو المتدخلين في قطاع التعليم، فالتعليم في نظر ابن خلدون فن من الفنون المكتسبة بالجهد المتواصل والخبرة المستمرة، فالعملية التعليمية تحتاج إلماماً وتفنناً وإتقاناً، وفي هذا الصدد يرى ابن خلدون ضرورة التفنُّن في التعليم، والاستيلاء عليه، وحصول ملكة في الإحاطة بمبادئه وقواعده، والوقوف على مسائله، واستنباط فروعه من أصوله. وما لم تحصل هذه الملكة لم يكن الحذق في ذلك الفن المتناول حاصلاً .
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟