الحلقه السابعه عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد فقد اخي الكبير مرحه ونشاطه وغابت المداعبات واالفكاهات التي كان يطلقها بين الحين والاخر بسبب موت كلبه العزيز عندما تركناه وحيدا في الدار فلقد كانت العلاقه بينهماعلاقة ام بولدها كان اخي يحمم كلبه ويطعمه من حصته الغذائيه القليله وكان يدربه على امور كثيرة ينجزها بنجاح وتفوق فكان اخي يكافئه بقبلة في فمه وعندما يلاحظ الاشمئزاز باديا على وجه والدتي كان يضحك ويقسم بان الشعور الذي يربطه بالكلب هو شعور اخوي خالص فتقطب والدتي جبينها وتنظر اليه بزاوية عينها ثم تدير ظهرها وتتركه لتواصل اعمالها كانت والدتي في قرارة نفسها تقدر بل وتحترم حالة الحزن التي يمر بها اخي لانها ذاقت طعم هذه المرارة في طفولتها فلقد كان من عادة جدي ان يشتري خروفا قبل عيد الاضحى بعدة اسابيع ويشترك جميع افراد العائله في رعايته واطعامه كان عمر والدتي لا يزيد عن اربع سنوات عندما نشات علاقة صداقة ومودة كبيرة بينها وبين خروف العيد هذافكانت تطعمه بيديها وتقبله من اعماق قلبها الصغير البرئ وعندما كان يقوم بحك ظهره بجدار الحائط كانت تطلق ضحكاتها بمرح وسرور لانه يخيل اليها بانه يرقص وكانت تصطحبه وشقيقها الاكبر الى البر ليتمتع بقضم الحشيش الطري وفي ليلة العيد حصل ما لا تستطيع نسيانه ابدا فلقد ذبح المسكين امام عينيها لقد صرخت واعترضت وشدت شعرها بكلتا يديها ولكن خروفها العزيز كان قد اصبح قطعا صغيره ووزع على الجيران تمتع الجميع واثنوا على طعمه اللذيذ اما هي فكانت تهذي وتتعرق من شدة الحراره ليال عديده ومنذ ذلك اليوم رفضت ان تتناول اللحوم وظلت على تلك الحال سنين طويلها اخذت والدتي تقارن بين حالة الحزن لتي يعيشها اخي وحالة الحزن التي تعيشها الامهات الثكالى فايقنت بان الرحمة والحب هما في حقيقة امر وجهان لعملة واحده فمن التعاسة كل التعاسة ان يخلو قلب الانسان ولايتمتع بدفئهما وتذكرت والدتي تلك الافعى التي قفزت في الهواءللحاق باخوتي الذين هدموابيتها على صغارها دون قصد منهم اما الامهات الثكالى في ا لعراق فقد استسلمن للحزن العميق والموت وهن يستلمن جثث فلذات اكبادهن تتذكر والدتي انه حدث وان كانت هنالك ام لم تذق طعم النوم طيلة فترة غياب ولديها فكانت تقضي الليل في الصلاة وتذرف الدموع الساخنة وتمسحها باطراف اصابعها ثم تنظر الى السماء وتدعوا الله ان يرعى اولادها من كل مكروه وفي صباح مشئوم شاهدت سيارة تحمل جثمانين يلف كل واحدة منهما العلم العراقي تدخل شارعها فتصورت انها تحمل ولديها فشهقت شهقة واحدة ثم انتقلت الى جوار ربها واتضح فيما بعد انهما كانا ولدا جارتها لقد ابتدات رؤوس نخلات العراق تتساقط تباعا بسبب الاسلحه الكيمياويه وقال الحكماء في بلادي بل احتجاجا على ما عانته الام العراقيه ولكن هل ياترى سياتي يوم يفهم فيه الطغاة لغة النخيل عاد الرعاة الى منطقتنا ثانية فسمعتهم والدتي يتحدثون عن انتفاضة شعبية عارمة قد حدثت في جميع انحاء العراق رفرف قلب والدتي من شدة الفرح وتمنت من اعماق قلبها ان تنتصر هذه الانتفاضه رغم اشفاقها وخوفها بان هذه الانتفاضه ستقدم ضحايا هائلة العدد ولكن لابد مما ليس منه بد كانت الشراره التي اججت نار الانتفاضه هي طلقه صوبها احد الجنود العراقيين من دبابته الىتمثال الطاغيه في مدخل مدينة البصره الباسله بعد عودت الجيش العراقي من الكويت مندحرا مهزوما تطبيقا لاوامر قرارات خيمة صفوان التي املاها الامريكان على حكومة صدام ثم توسع لهيبها ليشمل بقية المدن العراقيه انها ثورة الجياع والمحرومين والمظلومين ضد الحروب العبثيه التي كان وقودها خيرة شباب الوطن كسابقتها الحرب العراقيه الايرانيه التي دامت ثمان سنوات واحرقت الاخضر واليايس وحصدت ارواح الابرياء فتفجر بركان الغضب الكامن في نفوس العراقيين مستهدفا انهاء نظام الطاغيه الدكتاتوري الا ان الاجهزه القمعيه والمخابراتيه للنظام استطاعت ان تخترق صفوف الثوار لتحرف هدفهم الحقيقي في الخلاص حيث دفعت البسطاء منهم الى القيام باعمال فوضويه كمداهمةمنشات الدوله ومستودعات المواد الغذائيه التابعه لوزارة الدوله وسرقة الممتلكات العامه فيها بينما قام الثوار باعتقال مجرمي البعث ومحاكمتهم وتنفيذ الحكم العادل فيهم وقد قامت بعض الامهات الثكالى التي اعدم صدام وجلاوزته انباؤهن بالاقتصاص من الجناة فنفذن فيهم حكم الاعدام وكان الطبر هو السلاح الوحيد الذي يمتلكنه والذي طالما ارهب به صدام ابناء الشعب العراقي

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات