هل الجماعات بريئة من دمائنا؟

عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أيها الأحبة
إن المسألة أعمق وأخطر مما قد تبدو للوهلة الأولى ، إن أخطر ما جاء في هذا البيان الذي نشر أول أمس هو قوله : " بعد التشاور مع الجماعات الإسلامية " وأنا أسأل حتى الآن ورغم أن البيان طار إلى كل الصحف بل أخبرني أحدهم أنه رفع إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة!!!!!!!!!!!!!!!!! وياللعجب أصبحت مقالات العبد الفقير وأمثاله تثير موضوعا على مكتب الأمين العام للأمم المتحدة!!!!!!!!!!!!
أين هي هذه الجماعات الاسلامية لتنفي أنها مواقفة على هذا البيان كما زعم البيان؟!!!!
أين جماعة الإخوان المسلمين مثلا وما موقفها منه؟ أليست من الجماعات الاسلامية كما تقول هي ؟!!!!
إنني حتى الآن تلقيت الرسائل والردود من كل دول العالم تلقيته حتى من طوب الأرض ولم أتلقى منهم إلا الخرس !!!!!!!!!!

فهل أفهم أن دماءنا أبيحت فعلا بإجماعهم؟!!!!!!!!!!

لقد أرسلوا لنا رسائل تهديد عنيفة مليئة بالإرهاب تتضمن أسماء عائلاتنا وأماكن تواجدنا بتفاصيل مذهلة .
وجزعت لي أمي باكية ضارعة : "ماذا فعلت يا بني في غربتك حتى يقتلوك؟ هل أنت عميل لإسرائيل؟!!!!!!!"

يريدون أن يسبوا نساءنا وذرارينا ويحرقوا بيوتنا وينهبوا أموالنا !!!!!!!!!!!
هل انتهى الفاسدون من العالم العربي وسقط الاحتلال وانهارت نظم تمص دماء الشعوب صباح مساء وتبول على شرف الأمة ولم يبقى سوى 31 كاتب مهما كانت آراؤهم ليذبحوهم؟
لم يبقى من خطر على الأمة إلا كاتب مثلي يقاسي مرارة الغربة في سبيل العلم يهجر الوطن من أجل العلم ليجد أن الوطن يعيش فيه ؟ أهذه هي جريمتي أني لا استطيع انتزاع الوطن العربي من صدري ؟ !!!!!!!!!!!!!!!

آه يا أمتي إلى أي مصير يسوقونك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ربما يجد البعض التفرغ لتحريم البوكيمون أهم من دمائنا بكثير فقد حظي تحريم البوكيمون بساعات طوال من النقاش على قناة الجزيرة وثارت له الجماعات أما فتوى ذبحنا فليست مهمة ولا تستحق إلا الخرس!!!!!!!!!!
كما كان الخرس الرد على دماء فرج فودة وكما كان الخرس الرد على تكفير وتهجير نصر حامد أبو زيد وكما كان الخرس ردا على جرائم الذبح اليومية في العراق وفلسطين بالسكاكين وباسم الدين في كل عالمنا العربي صباح مساء ، وكما هو الخرس ردا على جريمة تحقير آدمية الانسان العربي والمرأة العربية والطفل العربي ألف عام من الخرس ولا زال قميص عثمان مقصلة للحرية .
أيها الأحبة لقد صار العربي رمزا رديفا للفعل قهر ومشتقاته وللفعل تعصب ومشتقاته تعصب عرقي وتعصب ديني وتعصب طائفي .
لماذا هرول خصيان العروبة لذبح بيروت عندما كانت بيروت ما تزال بيروت الحرية لأنهم يا أحبتي لا يحتملون بقعة عربية واحدة تتنفس الحرية.
كل يوم يذبح الشرف العربي ألف مرة على أرض العراق بل على كل أرض عربية وننام ونصحوا ونتابع مشايخ التلفزة معمميهم ومتفرجنيهم لا شغل لهم إلا هذه المرأة ألبست حجابا أم لم تلبس وهل البوكيمون حرام أم حلال ؟ طبعا البوكيمون مسألة خطيرة وخطيرة جدا إنها أهم من عشرات الآلاف من اللاجئين والمشردين في هذا الكوكب ومئات الآلاف من الجوعى وملايين المذلولين!!!!

تطايرت الأخبار من حولي وتحول العالم فجأة ؛ عالمي الصغير الذي كنت أعيش فيه بين كتبي وأبحاثي وحاسوبي وجامعتي في مدينة غافية بسكون على البحر المتوسط لا أسمع فيها أغلب الأحيان غير البحر تحول هذا العالم الهادئ إلى جحيم من الرسائل والاخبار والاتصالات ، وجدتني مدعوا فجأة للسكوت والخرس من أقرب وأعز الناس من باب الحرص على حياتي " ألم يذبحوا فرج فودة بعد بيان مماثل ؟! ألم يطعن نجيب محفوظ بعد بيان مماثل؟ ألم يعلن القمني التوبة ويسكت إثر بيان مماثل فهل أنت أرعن إذن؟ يا أخي إن لم تخف على روحك فخف على أهلك"

أما الدعوة الأكثر إيلاما وجرحا وسط هذا الخرس القاتل فهي دعوة اللجوء إلى الغرب !!!!
يا إلهي :
هل استجير من الرمضاء بالنار؟
آه يا أمتي يسوقونك للذبح ومطلوب أن أصير سكينا !!!!!

لكن لا ..............

لن نخضع لهذا الابتزاز الحقير ولو خرست كل الجماعات التي يقول البيان على الأقل أنها موافقة عليه
لن نخرس ولو كان الموت فسنموت واقفين ولن نركع.

نعم أخترت أن ألجأ فعلا لكني سألجأ إلى وطني وإني عائد إن شاء الله في القريب العاجل إلى الوطن
إلى وطني الذي لن أتنازل عنه لحفنة من القتلة وإن قدر لي الموت فإني أختاره مقبلا مدافعا عن حقي في وطني وفي حريتي على أرضه وسأظل أدعوا إلى الحرية والعدالة والدولة المدنية وليخرجوا هم من جحورهم فنحن على رؤوس الأشهاد ولسنا في الجحور كما زعموا .
إني وإن كنت أختار ذلك فلست خيرا من الكثيرين من أبناء جلدتي الذين قدموا أرواحهم ولست خيرا من المناضلين الشرفاء الذين كدوا وكابدوا واغتصبت السجون والنظم والجماعات التكفيرية آدميتهم .
أيها الأحبة أطرقوا جدران الزنازين إفتحوا الأبواب للحرية .
الحرية الآن أو الموت إلى الأبد.

#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات