|
انثروپولوجيا ... التنبوء دعاء الخائفين من الخوف والتعذيب ج 1
خالد كروم
الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 05:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع متشعب جداً ....ولكي لا نعقد الأمور سأستخرج لكم الزبدة من ورقة علمية في اثبات حرية الارادة.....وهو من تعريف الحتمية التي يريد المتدينيين إلصاقها بخياراتنا وأفعالنا..... وهم لا يعرفون معناها أصلاً...... لذلك يأخذون ما يخدم قضيتهم ويهملون الباقي....
من أساس الحتمية هو القابلية على التنبوء بالأحداث: _ بمعنى لو وضع إنسان أمام مفترق خمسة طرق تؤدي لنفس المكان.....فإذا كنا حقاً نخضع للحتمية لكان التنبوء ....! ممكن بالطريق الذي سيختاره المرء وهو طريق واحد ....! سيختاره هذا الإنسان .....ولو تكررت التجربة في كل مرة.....
ثانياً: _ قضية الكذب والصدق وحدها كافية لردم الحتمية..... فلا يمكن افتراض وجود صدق وكذب في ظل وجود الحتمية ......فإما الصدق أو الكذب لإن الأمر حتمي فلا يحتمل......
فإذا كان الرجل كاذب يخفي الحقيقة ....! ففي حتمية أفعاله يجب أن يكون الرجل كاذب دوماً ..... فإذا كان صادِقاً في مرة من المرات فهذا ينهي الافتراض الاول وهو "الحتمية".....رابط الورقة العلمية لمن يريد الأطلاع اكثر: https://spot.colorado.edu/~huemer/papers/fwill.htm…
الآن أستشكالنا على المؤمنين..... بموجب وجود إله خالق عنده قابلية تامة على التنبوء بخيارات ......وأفعال وحياة المخلوق .....طبعاً هذا شمول لكل متطلبات الحتمية..... وبما أن المخلوق هو من تصميم الخالق..... فبالتأكيد أفعال المؤمنين نابعة بالضرورة من ذلك التصميم .....وهي نتيجة له والسبب الاول .....لهذه الافعال والخيارات هي الإله.....
إذن بما إن الأله له قابلية على ..((التنبوء))....وهو من صمم هذه الكائنات فبالطبع الافعال تكون محكمة والتحكم يكون بالمرتبة الاولى من الاله.....فبالتالي المؤمنون هم عبارة عن روبوتات صنعتها الآلهة .....وهم من ليست لهم إرادة حرة ولسنا نحن.....
ففي التراث الإسلامي مايسمى ..((باللوح المحفوظ ))...الذي كتب فيه كل شيء حدث ويحدث في الحاضر .....وما سيحدث في المستقبل أيضا .....وهو أشبه بسناريو والمسلم أشبه بممثل خاضع ومنقاد للسناريو.... ولايمكنه الخروج عما هو مكتوب فيه....
فنحن مثلا" نحاول تفسر الاحلام التنبؤية .....مثلاً شخص يشوف شيء في حلمه ويتحقق بعد فترة ايام او شهور او سنوات.....!! فترى شيء وكأنك رأيته من قبل..... اما التنبؤ او التوقع .....فأنت ترى احداث كموت احدهم .....
او سفر او عودة شخص من السفر .....او زيارة شخص قبل حدوثها بساعات او ايام..... او شعور او حتى سنوات وبعضهم حصلت لهم رؤى في اليقظة رأوا فيها طريقة او موعد موتهم .....فالإرادة الحرة هي شعور ذاتي .....ولا تعني القدرة على القيام بكل ما نريد القيام به من دون اكراه أو ضغط ....
والحتمية تزيل الحرية والكرامة وتقلل من شأن تفرد البشر وحريتهم في اختيار مصيرهم من بين البدائل المطروحة..... لأنه تم توقع النتائج من خلال تحديد سلوك الفرد المسبق.....لكن لا ننسى ..... هناك دائمًا قيود ومؤثرات خارجية على مجموعة الخيارات التي نحاول القيام بها....
وبما أن وجود أو عدم وجود هذه الشروط والقيود ليست ..((عادة))....مسؤوليتنا.... فمن المعقول أن الموقع المركزي لمسؤوليتنا هي خياراتنا وحدها....
وغالبا" ما يستخدم مصطلح...(( “الحتمية اللينة”))... لوصف هذا الموقف..... حيث يكون للناس خيار....ولكن سلوكهم يخضع دائمًا لشكل ما من أشكال الضغط البيولوجي .....أو البيئي أي أن هناك حتمية محدودة وحرية محدودة.....
و كما أسلفنت سابقا" وأخلفنا أن البعير لا يستطيع أن يبعرر في المستوى الكمومي.... وإنما قدرته على البعررة محصورة في العالم العياني..... أيضاً الرياضيات تمنع البعير من أن يقذف بعراته في جميع معادلاتها....أدناه معادلة ...(("خالية من السببية"))... والمعتاد أن المعادلات الرياضية ..(("التكاملية والتفاضلية" ))...
فيها مدخلات زمنية تخص الحاضر والماضي.... أما في هذه المعادلة ....فالمدخلات الزمنية تكون ..(("مستقبل" ))...بالتالي تكون غير سببية.... وبالطبع هنالك معادلات وأوجه كثيرة غير هذه لكني إخترتها لإن فيها توضيح....
وهناك موضوع أخر مهم جداً......طبعاً هو موضوع ينم عن جهل مدقع عند المؤمنين.....أين تواجدت المتفردة.....رغم أن الزمكان تولد بعد الأنفجار العظيم.......أذن أين هو سؤال خالي من المعنى.....وأذا كان هناك أين....! فهذا يعني تواجد فراغ لا نهائي يحتوي على طاقة متدنية.....
اي لاشيء فيزيائي ....والنقطة التي لا ينتبه لها المؤمنون هي أن الطاقة ملازمة لوجود الفراغ .....أي لا يمكن أن يتواجد فراغ خالي من الطاقة.....
ونحن نعرف بأن الطاقة لا تمتلك قيمة محددة ...! بل هي أحتمالية حسب مبدأ اللادقة لذلك .....فالأقتراض الطاقاتي الزمني سيكون موجوداً.....ولهذا تظهر الجسيمات العشوائية بزمن مقترض.....وهذه هي طبيعة عالم الكم وليس هناك أدنى سبب للظهور....
وهنالك ظواهر كثيرة لا يمكن تفسيرها بالسببية الفيزيائية في ميكانيكا الكم..... وأجمل التجارب على ذلك هو الانفاق الكمية الفائقة....
ككرة تخترق الجدار دون أن تصطدم به وبدون سبب......هذا يبدوا غريباً في الواقع ولكنه ممكن الحصول في العالم الكمي......كذلك التشابك الكمي وظهور الجسيمات الأفتراضية ....وما يحصل في تجربة الشق المزدوج.......
مذهل ذلك العالم فعندما تقرأ عنه تتغير طريقة تفكيرك نحو الأمور......فحتى هذا العالم الذي نعيش فيه ماهو الا صورة من صور اللاشيء فقط ....
ما يميزنا هو ارتفاع طاقاتي وبوزن هيجز يكسبنا الكتلة نحن......عندها تعرف بأن مخرجات العشوائية .....والأحتمالية تنتج ظواهر غير عشوائية تتصف بقوانين ثابتة......
اذا كانت اعترافات الناس تحت الخوف والتعذيب كاذبة..... علينا النظر ...(((لدعاء الخائفين))).... على أنه تملق _ وتوسل_ أو عاطفة إجبارية زائفة....انثروپولوجيا ... عبر التاريخ ...ساهمت هذه العاطفة عند الخوف .....وعاطفة الحزن الشديد على الموتى في تشكل التفكير بمستوى....
الإدراك - الراقي أي التفكير حول حياة الفرد والجمع البشري لمستوى التفلسف أي نقاش أنواع أو أنماط الحياة ومقارنتها ...
الصفة الأولى لوجود مستوى الإدراك الراقي ..(( Metacognition)) ...هو تخيل الفرد نفسه في الماضي وفي المستقبل وتساهم اللغة مباشرة في ذلك كمحفز ... ((النسبية اللغوية = تأثير اللغة على عقلية الإنسان))...((Linguistic Relativity )) ....
لكن التوغل يكون باستخدام المخيال.... أو اعتبار الكيانات الافتراضية متفاعلة...الكيان المفترض هو كيان سيميائي ...أي كأنما هو المتغير سـ أو صـ في الجبر.....وذلك يكون مثلا" بالكلام عن الفرد من المعشر الفلاني ...((أي فرد))....
وهنا لا يفوتنا النظر لأفكار ..(( جلكامش بعد موت إنكيدو))... ودوافعه واستنتاجاته في نهاية رحلته لمحاربة الموت والقدر ... بالنتيجة تكون ملحمة ..((جلكامش)).. في جانب منها هي مخيال لفكر ... يطرق الإدراك الراقي....
لما يفكر به الملك ... أي ملك ... وهذا هو بالضبط سبب تناقل ملحمة ..((جلكامش)).. وكأنها موعظة دينية في الألف الرابع والثالث قبل الميلاد .....بين ممالك بلاد الرافدين وما يجاورها .....
وعليه نستطيع ان نفهم او نستنبط أن اللحظات الحاسمة المصيرية أكثر تأثير في عقلية الإنسان من المعتاد .....وذلك يشابه تأثير ..((الانتروپي)).. في الواقع حولنا حيث يكون الطوفان او الزلزال او البركان او العاصفة او الصاعقة ...! هي تأثيرات تفاعلية تستغرق وقت قصير ....
لكنها تأثير في بعثرة الطاقة ... بعثرة محتوى الانتظام حاسم ومؤثر ...لذا نتسمر أيضا لتفنيد أن أغلب وقت الإنسان هو بأمان .....!! لأن التبعثر الذي يأخذ وقت قصير.... أو أي تغيير ...(( كالطفرة الوراثية))... مثلا هو الحاسم .....
نعود للموضوع مرة أخرى ...فوضى عاطفة الإنسان عند خوفه..... تساهم في بناء عقائده ... وذلك رغم تطويره المستوى العقلي للانسان له خطأ في الصحة والدقة عن محتوى الواقع ......ولا يفوتنا أن نذكر أن علم المختبر حيث التيقن بحس الآلة من الواقع للإمساك باليقينة ونبذ ..((Fact )) ....
الافتراض العاطفي البشري المسبق ونبذ الحكمة الشعبية ...هو قفزة جديدة في الوعي ... لا عجب أنها مرت قبل الوصول للمختبر من باب الفلسفة ... الديكارتية ...
والبرمجة على عقلية التخصص في العمل.... تمنع العبيد الفاشلين في عملهم..... يلومون أنفسهم فقط.... ولا يلومون صاحب القرار الخاطئ.... عكس تبجيل العبيد أو الأتباع للجلاد أو القائد حين النجاح.....العامل محاسب وهو لا يفكر القائد مكافَأ على نجاح فكره وهو لا يعمل ..((تخصص متشدد= مسافة السلطة))...((Power distance )) ...
الآن لنقم بحركة ... كسيرية مستلهمين طريقة التفكير بالتشابه الذاتي ...هؤلاء القوم....العبيد مع الجلاد ...ماذا سيفترضون بأجسادهم...؟
الرأس هو القائد أو الجلاد ...الأطراف والأعضاء لا سيما التناسلية هي أتباع أو عبيد مكافأة العبيد ما هي...؟ الطعام والجنس مكافأة القائد هي التبجيل له والتملق بتحقير الذات لطمأنته من الإنقلاب عليه.....
مكافأة المؤمن في الإسلام هي الجنة بطعام وجنس ...وعقوبة العاصي المذنب هي عقوبة جسدية في جهنم....أي تم تبجيل عقل المؤمن لإيمانه وأمره لأعضاء بالصلاة ... حركة كلام من الفم ...ومكافأة "أعضاءه" ...
لنستمر ...ما هي عقوبة السارق...؟ قطع اليد او قطع أصابع ... لماذا..؟ لأن اليد هي العبد لعقل المجرم والعقل لا يحاسب وإنما يحاسب العبد ... اليد ... فقط ...
هل يمكن تفنيد نموذج القائد + القطيع هذا لتفسير كيفية التشريع التقاليدي والقوننة للشريعة الإسلامية ...؟ حاولوا تفنيد النموذج هذا لنرى مدى دقته كفرضية ..((Hypothesis )) ...لتفسير كيفية التشريع ...ونستطيع تقليب الأمثال الشعبية لنرى مدى تطابقها مع الفرضية...((عين الحسود بيها عود))...
محاسبة العين ....بدلا"من محاسبة نية الحاسد .....رغم قولهم بأن الأعمال بالنيات ...!أي تخالفوا مع تراثهم وتطابقوا مع هذه الفرضية ...فكرة تسمية الحسد بالنفس ... اي التنفس ... هي افتراض جسدي آخر لفهم الحسد الذي يفترضونه شيء واقعي خارق ...ربما نجد تطبيقات أخرى او تناقضات مع هذه الفرضية....
#خالد_كروم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البوذية والألهة الواعية ....؟؟!!
-
ثغرات وتناقضات في التاريخ الإسلامي _والشيزوفرينيا والإعتقاد
...
-
أغراض ألهية ومحاولات فهم الأله المختفي .....؟؟!!
-
المرأة الملعونة في الإسلام
-
انتظار المخلص الإلهي لأصحاب الإديان الإبراهيمية والثورة العق
...
-
نادية الايزيدية من دعش الى نوبل وكراهية العرب للفرعونية والس
...
-
قراءة بين أسفار التوراة واصحاحات الانجيل والنصوص القرآنية وا
...
-
فقهاء الإرهاب والنمو الفكري الديني للفيلسوف لوك
-
المبادئ الفلسفية للرد علي السلفية الإسلامية
-
إشكالية المرجعية بين العدم المطلق الفلسفي
-
حرب الآلهة فى الأساطير القديمة والإديان الأبراهيمية ج1
-
بين الإسلام والمسيحية الانتظام والاضطراب
-
انثروپولوجيا إله الموت وعشوائي السلوك
-
مريم المجدلية والقصة الخرافية فى أنثروپولوجياً الإديان الإبر
...
-
دموية الإديان الأبراهيمية فى إبادة الشعوب الضعيفة
-
الحقيقة الفلسفية المطلقة وجذور الأسطوري الديني
-
الأنقاض الأوغاريتية والبعل السوري _ وقصة تدمير الحضارة السور
...
-
الاديان الإبراهيمية وفلسفاتها....ج 6
-
الاديان الإبراهيمية وفلسفاتها....ج5
-
الاديان الإبراهيمية وفلسفاتها....ج4 ...
المزيد.....
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|