أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سليم نصر الرقعي - هل سيتحقق حلم الشيوعيين بالمساواة التامة بين البشر؟ متى وكيف؟















المزيد.....

هل سيتحقق حلم الشيوعيين بالمساواة التامة بين البشر؟ متى وكيف؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 03:05
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


هل يُولد البشر متساويين بالفعل أم يولدون بفوارق بدنية وذهنية واجتماعية!؟ وهل يمكن تحقيق المساواة التامة بين البشر في توزيع الثروة العامة للمجتمع!؟ ومتى!؟
****************************
ربما يتحقق ذلك بالفعل - أقول ربما! - إنما في المستقبل البعيد، ربما البعيد جدًا، وذلك حينما تبلغ العلوم والتقنية ذروتهما وتأخذ الارض زخرفها وزينتها من حيث العمران والرفاهية (*) وتتكون إدارة عالمية بمجتمع دولي موحد تتحقق فيه درجة عالية من التنظيم الاداري والاجتماعي ودرجة عالية من المساواة بين البشر في المعيشة والرفاه العام، ولا تكون هناك حاجة حتى للرأسمالية وللتجارة والعمال البشريين لتحريك عجلة الاقتصاد!، انتاجًا وتوزيعًا، لأن كل العمل العضلي القوي وأغلب العمل العقلي الذكي سيتم تحميله على الآلآت القوية والذكية الجبارة التابعة للحكومة الدولية المركزية والتي توفر للبشر كل الحاجات الضرورية والكمالية وتوزع الثروة الناتجة من الجهود الآلية الجبارة للعمال غير البشريين والمدراء الآليين بطريقة عدلية راقية ودقيقة!.. فتلك الإدارة العالمية للكوكب - وبالاعتماد على الآلات فائقة الذكاء والدقة والمهارة في فن الادارة - تقوم بجمع المعلومات الدقيقة عن أحوال كل البشر ثم تقوم عن طريق هذه القوى الآلية بتوزيع الحصص بين سكان الكوكب بشكل عادل ومتساوٍ وبطريقة فعالة وصارمة وسريعة ودقيقة بطريقة تفوق قدرات ومهارات البشر الطبيعيين!، طريقة (عدلية) آلية ليس فيها مجال للرشوة أو مجاملة أحد أو وساطة ومحسوبية أو بيروقراطية بطيئة وعاجزة!، لا مكان فيها للعواطف!.. بل توزيع عادل وآلي يقوم على الارقام والحسابات والمعلومات الدقيقة التي تصل لمركز المعلومات والادارة الآلية لكوكب الأرض والمجتمعات البشرية عبر مجسات منتشرة في كل مكان تراقب حاجات السكان بشكل يومي وتتابع مستوى معيشتهم وتتأكد من سلامة ودقة نظام التوزيع (العدلي) الآلي الذكي للثروة حيث يمكن للحواسيب الجبارة أن تعرف حاجة وظروف كل مواطن وكل انسان!!.. أقول ربما هذا يحدث!.. من خلال النظر إلى خطين متعامدين، خط التقدم العلمي والتقني المتصاعد وأحيانًا بشكل متسارع مذهل.. والخط الثاني هو خط ارتقاء الحس العدلي عند البشر خصوصًا في مجال ضمان حاجات الناس الأساسية بشكل يحقق مبدأ (العيش الكريم)... فوفقًا لهذين الخطين يمكنني أن استشرف المستقبل وأكوّن (صورة تخيلية) للوضع البشري حين يبلغ هذا التقدم والارتقاء ذروته ببلوغ أقصى درجات انتاج الثروة وتحسين وسائل التمدن وأدوات المعيشة!.. فيومئذ لن تكون هناك ضرورة للرأسمالية والتجارة والعمال البشريين ولا حتى الموظفين البيروقراطيين!. ولكن من هنا إلى هناك فإن الحاجة الماسة للرأسمالية والتجارة والعمال والمدراء البشريين لا زالت قائمة وهو ما قد يترتب عنه الكثير من عدم المساواة بين البشر بل وربما الكثير من النقائص والعيوب والمظالم والمساوئ والتجاوزات على المستوى المحلي في كل مجتمع وعلى المستوى الدولي!.. والعجز عن تحقيق العدل التام في زماننا ليس بالضرورة يكون ناتجًا عن انعدام ارادة العدل أو حب العدالة أو غياب الارادة السياسية بل قد يحدث في كثير من احيان بسبب غياب أو ضعف (الإدارة الانسانية) لمسألة توزيع الثروة فبحكم الجهل أو الضعف البشري والعجز العملي عن معرفة كافة دقائق الظروف الفعلية لكل مواطن وكل أسرة وكيفية ايصال الحصص لمستحقيها على أكمل وجه لا تصل الحصص إلى مستحقيها بل وقد لا تتعرف الادارة المركزية على المستحقين للمساعدة بالفعل!.. فالإدارة البشرية حتى الآن إما أن تكون فاسدة أو عاجزة!.. فاسدة أي أنها لا تريد تحقق العدالة والمساواة ، وعاجزة لأنها تريد ولكن لا تستطيع!.. فقدرات البشر على جمع المعلومات الدقيقة عن أحوال الناس فردًا فردًا لازالت متخلفة وقاصرة جدًا.. أما في عصر تتولى فيه الآلات الجبارة القوية والذكية جدًا عملية الانتاج والتوزيع فلربما سيتحقق الهدف النبيل الذي قامت عليه (الشيوعية) وهو المساواة بين البشر في الثروة العامة ((من الآلات القادرة والماهرة والذكية أقصى طاقتها الانتاجية والابداعية من حيث توفير السلع والخدمات وأدوات المعيشة .. ولكل البشر حاجاتهم الضرورية والكمالية وبما يحقق له العيش الكريم بل والرفاهية)).. هكذا سيكون ذلك النظام المستقبلي المتقدم في ذلك الوضع البشري الغني والذكي جدًا، بل يمكن عندها - بالعلم والتقنية الطبية والآلات والأجهزة الفائقة القدرات والمهارات والذكاء الاصطناعي - تجاوز عقدة (الفوارق الفردية البدنية والذهنية) التي يُولد بها البشر!، حيث أن البشر في الحقيقة لا يُولدون متساويين كما تنادي وثيقة حقوق الانسان بل هم في الواقع الحياتي الفعلي يُولدون غير متساويين كما يزعم (الاعلان العالمي الليبرالي والمثالي لحقوق الانسان)!.. بل يُولدون بفوارق جسمانية واجتماعية وواقعية تؤدي إلى عدم التساوي في (الفرص) من الناحية الواقعية!.. فحتى مع ضمان الدساتير والقوانين لمبدأ (التكافؤ في الفرص بين المواطنين!!) إلا أن الواقع يصرخ بعدم المساواة وبالفروق الفردية في المجتمع الوطني الواحد وبالفروق الوطنية في المجتمع الدولي!... لهذا فإنني أتصور - إذا شاء الله للبشرية أن تبقى وتستمر في رحلتها الارتقائية فوق كوكب الأرض - وعن طريق العلم والتقنية سيتم تلافي الكثير من العيوب والنقائص (الخلقية) التي يُولد بها الافراد كقلة الجمال أو شدة القبح وضعف الاعصاب والقابلية للإكتئاب والأمراض العضوية التي تنتج إما عن خلل جيني موروث أو عن خلل حدث أثناء تكوين الجنين في بطن أمه أو حتى نتيجة اصابات وحوادث بعد الولادة!.. حيث سيتم بالعلم والتقنية الفائقة تحسين النسل البشري شكلًا ونوعًا وأيضًا من حيث الصحة البدنية والذهنية والعقلية والنفسية!... هكذا أتصور الوضع البشري بعد ألوف السنين ولكن من هنا إلى هناك وحتى يحصل ذلك فإن الفوارق بين البشر ستستمر!.. وسيُولد البشر غير متساويين سواء من حيث أوضاعهم البدنية والذهنية أو أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية... وفي هذا الوضع سيظل للرأسمالية والتجارة وعامل الربح والتدرج الطبقي الاجتماعي والتنافس على الثروة والسلطة بين الافراد وبين المجتمعات هو أهم العوامل في تحريك عجلة الاقتصاد والسياسة وبالتالي حركة التاريخ، وستظل الدعوة للشيوعية والمساواة التامة في العيش الكريم بين الناس مجرد حلم طوباوي مثالي بعيد المنال، بل وإذا حاول بعض (الثوار) من الشيوعيين تحقيقه وتطبيقه بالفعل عن طريق القوة والعنف الثوري والديكتاتورية باسم الشغيلة والكادحين أو حتى باسم (الشعب العامل) فإنهم سيُفسدون الأوضاع الحالية التي ساهمت الرأسمالية والديموقراطية الليبرالية في تشكيلها وتحسينها ويكون حالهم كحال الذي جاء ليداوى عين الأعور، فأعمى العين الصحيحة وتركه أعمى بلا بصر!!... وتجارب المعسكر الاشتراكي السابقة خير برهان على صحة ما نقول!.
*************
سليم نصر الرقعي 2018
(*) يتنبأ القرآن بحصول هذه الحالة التي يحلم بها البشر وعلى رأسهم الشيوعيون أي الوصول في عملية انتاج الثروة البشرية العامة على كوكب الأرض لحالة الطفرة والوفرة التي تبلغ درجة الفيضان (مجتمع الوفرة) و(الفائض)!.. بل يخبرنا القرآن أن يوم القيامة والحساب لن يتحقق إلا بعد بلوغ البشر هذا الوضع المثالي المريح .. الثراء العالمي العميم!.. يقول القرآن : {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (يونس : 24) .. كما أن هناك بعض الاحاديث المنسوبة للنبي محمد - ما أدري ما صحة نسبتها له - تخبرنا بأن القيامة لا تقوم حتى يصبح حجم (الرمانة) الواحدة ضخمًا جدًا إلى درجة أنها ليأكل منها مجموعة كبيرة من الناس فتشبعهم وتفيض بل ويستظلون بقشورها أو يحولون القشرة إلى ما يشبه البيت الذي يستظلون به!! .. وهذا بالتأكيد إذا حدث سيحدث بسبب تحكم البشر في البيئة الطبيعية عن طريق العلم والتقنية (البيولوجية) خصوصًا في الانتاج الزراعي وكذلك الحيواني كمًا ونوعًا وحجمًا فضلًا عن التحكم في الانتاج البشري كمًا ونوعًا وحجمًا كما ذكرنا في الموضوع بغرض تحسين النسل البشري من الناحيتين الصحية والجمالية!!.
















#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما تتحطم قوقعة الحلزون!!
- ما هو مصير (بن سلمان)؟ العزل أم إعادة التأهيل!؟
- الملكية الدستورية هي الحل! لماذا؟
- الحكم الاماراتي على الجاسوس البريطاني مؤشر لتغيير طريقة اللع ...
- ذكريات طريفة في اليوم العالمي للمرحاض!؟
- لغز ذهاب الخاشقجي وحده برجليه للمقصلة لا يزال يُحيرني!؟
- ما سر انقلاب المخابرات الامريكية على آل سعود!؟
- هل الاسلام ضد الرأسمالية من حيث المبدأ!؟
- هل فيتنام مازالت شيوعية بالفعل!؟
- هل الصين لازالت شيوعية أم باتت رأسمالية!؟
- عبد الناصر والخميني وخيبة أملي الكبيرة!؟
- إيران ودورها الأساسي في التقارب العربي الاسرائيلي!؟
- عندما يستعملك ارباب الاعلام لأغراضهم الخاصة!؟
- صراع معتقدات أم صراع اقتصادات!؟
- محاولة أخيرة لهدم عقيدة ونظرية المؤامرة!؟
- من وراء العمل الارهابي بتونس؟ ولماذا المنفذ امرأة؟
- هل نجم الديموقراطية أخذ في الافول في العالم!؟
- جريمة قتل الخاشقجي واللعبة السياسية القذرة(2)
- جريمة قتل الخاشقجي واللعبة السياسية القذرة(1)
- وفاة الحاكم العسكري العربي الذي تنحى عن الحكم!؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سليم نصر الرقعي - هل سيتحقق حلم الشيوعيين بالمساواة التامة بين البشر؟ متى وكيف؟