أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سيزار ماثيوس - ازمة التعليم في العراق تنفيذ مشاريع السياسية النيوليبرالية















المزيد.....

ازمة التعليم في العراق تنفيذ مشاريع السياسية النيوليبرالية


سيزار ماثيوس

الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 03:02
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ان التعليم هو الاساس الذي يتم به بناء اي مجتمع في العالم فأن العالم معروف في ماوصل اليه من تطور في التعليم والتقنيات الحديثة في التعليم وتنمية القدرات لدى الطلبة والشباب من اجل ان يحققون منفعة اقتصادية واجتماعية للدولة , فأن العراق في مراحل ماقبل حرب 1991 وحسب تقرير اليونسكو، فإن العراق في فترة ماقبل حرب الخليج الثانية عام 1991 ميلادية كان يمتلك نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة. كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الفائت عاليه، حيث كادت الحكومة في ذلك الوقت أن تقضي على الأمية تماما من خلال إنشاء حملات محاربه الأميه. لكن التعليم عانى الكثير بسبب ما تعرضه العراق من حروب وحصار وإنعادمية في الأمن، حيث وصلت نسبة الأمية حاليا إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ التعليم الحديث في العراق. وتحاول الحكومة العراقية الحالية تدارك هذه الأزمة، بعد أن خصصت 10% للتعليم من ميزانيتها السنوية.

حيث تكمن مشكلة التعليم في العراق من النهج السياسي للبرجوازية الاسلامية التي تكمن مهمتها في تطبيق السياسات النيوليبرالية وماتوفر من نفع كبير للطبقة الحاكمة والانتهازيين المحيطين فيها, فأ، خصخصة القطاع التربوي من الامور المهمة وفقا لتلك السياسة الحكومية حيث تهتم وزارة التربية والتعليم بأن تكون المدارس الحكومية مليئة بالمشاكل والنواقص بدءا من قلة المقاعد الدراسية التي يجلس عليها التلاميذ او عدم توفر الكتب والمستلزمات التعليمية بسكل كاف وكثرة عدد التلاميذ في المدارس الحكومية القليلة العدد حيث يصل عددهم الى 50 تلميذ او اكثر في صف واحد وعدم جدية الحكومة في انشاء بنايات مدرسية جديدة وفقا لحاجات الاحياء ولسكن والمناطق الريفية.

النقص في المستلزمات الاساسية للطلبة:
منذ عام 2003 الى يومنا هذا يعاني الطلبة من نقص كبير في ابسط المواد التي يجب توفرها للطلبة وهي (الرحلات) فبكل شعبة في كل مدرسة تجد العديد من الطلبة يجلسون على الارض او كمجاميع(3-4 طلبة) على رحلة واحدة حيث يضطر قسم من التلاميذ الى ترك الدراسة بسبب ذلك الازدحام في الصفوف وعدم قدرتهم على استيعاب المادة الدراسية التي يقدمها المعلم وتعد حالة الازدحام واهمال لدولة لتوفير المقاعد الدراسية والابنية المدرسية تعد دافعا للطلبة والتلاميذ المنحدرين من عوائل ذات وضع اقتصادي جيد للذهاب الى المدارس الخاصة (الاهلية) حيث يتمكنون من دفع الاقساط الدراسية التي لايمكن لاولا الفقراء دفعها اضافة الى ان المدارس الاهلية تحاول تقديم خدمات دراسية افضل من المدارس الحكومية ممايشجع ابناء الطبقة الغنية للدراسة فيها, وعادتا ماتكون اعداد الطلبة في المدارس الاهلية اقل حيث يكون في الصف الواحد من 25الى30 طالبا وربما اقل من هذا العدد , ان زيادة المدارس الاهلية يعبر ان زيادة ووضوح الانقسام الطبقي في المجتمع حيث يبقى اولاد الفقراء والعمال في المدارس الحكومية بينما يذهب ابن العوائل الغنية والبرجوازيين الى المدارس الاهلية لتصورهم انها تحقق مستوى علميا افضل وتوفر اجواء دراسية سلسة ومريحة .

ان المدارس الحكومية الحالية هي ليست سوى ماتركته انظمة راسمالية الدولة من عام 1958-1988 حيث بعد عام 2003 تدمر الكثير منها او تبقى البعض منها جراء الحرب الطائفية وحرب الشوراع مع قوات الاحتلال فمنذ ذلك الوقت تقوم الحكومة العراقية بعقد العديد من الاتفاقيات والمشاريع (الوهمية) والتي يفترض على اسسها بناء مدارس حكومية جديدة ولكن الذي حصل هو العكس , حيث ان عدد المدارس الاهلية وفق ماجائت به امريكا (السياسات النيوليبرالية) قد ازدادت , فان العديد من المدارس الحكومية تم استثمارها والكثير من الشخصيات السياسية قامت بدعم بناء مدارس الاهلية وهذا حتى تكتمل الصورة للدولة الراسمالية في العراق.

نقص المواد التعليمية والمنهجية:
في كل عام وفي كل سنة دراسية جديدة على الطلبة ان يفكرون كيف يتدبرون امرهم ؟ بخصوص النقص الكبير في المواد المنهجية للتعليم كل عام قد يكون نسبة المواد الكاملة 50% او اقل بكثير مما يتوجب على الطلبة شراء كتب من المكاتب او يتم استنساخها وهذه من المساوء الكبيرة التي يتعرض لها التعليم في العراق حيث عبر وزير التربية والتعليم السابق محمد اقبال الصيدلي بانه الحكومة العراقية وفق سياسات التقشف لاتملك ميزانية لوزارة التربية علما انه متعارف على ان ميزانية الوزارة تتجاوز ال 50,000,000 دينار عراقي فهل هذا امر مقصود؟.
ان هذا المبلغ المذكور قليل جدا ولايغطي الانفاق سوى مدرسة او مدرستين او ثلاث.
لذلك يضطر اولياء امور التلاميذ الى تغطية نفقات ابنائهم وتحمل التكاليف العالية ورغم محدودية دخلهم او رواتبهم وهذا يشكل عبئا ثقيلا على العوائل العراقية التي بالكاد توفر مستلزمات الاكل والشرب والدواء والسكن, وهذا تشجيع على السياسات النيوليبرالية في العراق ودعمها عن طريق بث الاساليب الفاسدة وتشويه سمعة المدارس الحكومية واظهارها بصورة سيئة لكي يتجه المجتمع نحو المدارس الاهلية وهنا فأن سياسة تخريب واهمال توفير المستلزمات التعليم بسبب تلكؤ العديد من المدارس مما يدفع الى خصخصتها واستثمارها وهذا يؤدي الى توسيع التباين الطبقي في المجتمع وتوسيع النشاط الخاص البرجوازي وفقا لسياسة وبرامج البنك الدولي وشروطه في فرض تبك الشروط التي تخضع وتدمر الاساسات الانسانية وهي التعليم .



الانتفاعية في قطاع التعليم :
بقصد او بدون قصد يلجئ بعض من المدرسين الى تصعيب المواد وعدم الشرح بصورة واضحة لاجبار الطالب على اخذ مايسمى (الدروس الخصوصوية) حيث تتم في معاهد او في بيوت الطلبة حيث يبلغ اقل اجر للدرس الواحد مليون دينار للفصل الاول , وبذلك تكون صعبة ومكلفة على الاشخاص اصحاب الدخل المحدود حيث يكون التلميذعرضة لابتزاز بعض المدرسين حيث قد يهددهة بعدم النجاح اذا لم يدخل عندهم في الدروس الخصوصية هكذا يواجه الطالب محاربة قوية من قبل بعض المدرسين الجشعين والانانيين غير الامناء على مهنة التعليم الشريفة.

ف على سبيل المثال يقوم المدرس باحباط الطلبة واظهار انه الوحيد القادر على تفسيرها وتعليمها ومن اجل هذا على الطالب ان ييتخذ مدرس خصوصي قد لايكون في سبيل نيل المعرفة لكن قد يكون في سبيل ضمان فضي للنجاح في المادة الدراسية المعينة وهذه الحالة تكثر في المراحل المنتهية .

الرشاوي تمثل احد اكبر الدلائل على فساد القطاع التربوي حيث يتعرض الطلبة في المراحل غير المنتهية فهناك الكثير من حالات الرسوب او ترك الدراسة بسبب مايتعرض له الطلبة من استفزاز حيث يقول احد الطلبة ( انه لديهم مدرس لايدخل لهم الا قليلا ولايشرح ولا يفهم المادة فعندما جاء موعد الدرجات النهائية وضع لي درجة 17 واخبرته لماذا فانا امتلك ما اقوم بشرحه في الواجبات اليومية فاخبره بان يسال احد الطلبة (اشبه بالسمسار للدى المدرس) فاخبرني بانه يرد 250 دينار ليضع لك درجة النجاح فعندما رفضت كان المعدل في غاية السوء مما جعلني اقوم باعادة السنة وعندما وقفت من اجل اعطائي درجة واحدة حتى انتقل لمرحلة اخرى واحقق النجاح اخبرني المدير انه لايوجد شيء مجاني فعندها استسلمت للامر الواقع وقمت باعادة السنة الدراسية) وهناك الكثير من هذه الحالات حيث تكثر الرشاوي والخداع والاستغلال حيث يكون الطالب غير مؤهل لمعرفة اي شئ وهو دليل على خطة لتغيب وعي الشباب فانه الحال في جميع العراق ولكن لماذا كل هذا الفساد والنواقص وما المقصود من هذه الامور؟؟؟

الجواب يا اعزائي انه السياسات البرجوازية الجديدة حيث تشجع ترك المدارس الحكومية بسبب الكثير من المشاكل التي ذكرناها والهدف الاساسي لهذه الافعال هو تغييب الوعي والمعرفة وان يعم الجهل والامية والبطالة وتحقيق الارباح عن طريق استثمار المدارس والقطاعات لتحقيق اهداف البنك الدولي والبرجوازية العالمية حيث يحرم الانسان من ابسط حقوقه وهو التعليم ... يقول الرفيق لينين ( التعليم والصحة حق لكل شعوب العالم) فلا حرية ولا مساواة تنحقق اذا لم نحقق حرية الطبقات المحرومة والعاملة فأن الاشتراكية حتمية والشيوعية هي الحل لمجتمع تسوده الحرية والمساواة وعالم افضل.
تحياتي
الرفيق سيزار



#سيزار_ماثيوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد نقد الادعائات التروتسكية
- كلمة في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي
- لماذا اخترت الحزب الشيوعي العمالي
- يوميات مناضل
- الرفيق منصور حكمت وقرأة جديدة للماركسية
- الاتحادات العمالية في العراق وانقساماتها
- تاريخ حركة النقابات العمالية في العراق بعد 2003


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سيزار ماثيوس - ازمة التعليم في العراق تنفيذ مشاريع السياسية النيوليبرالية