أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - أول أيام الحرب : الإعلام في خدمة صدام !














المزيد.....


أول أيام الحرب : الإعلام في خدمة صدام !


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 431 - 2003 / 3 / 21 - 03:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لندن - علاء الزيدي

الهجوم الجوي والصاروخي الأميركي على العاصمة العراقية بغداد فجر اليوم ( 20/3/03 ) جاء مخيبا لآمال من اعتقدوا أن أميركا استفادت من التجارب السابقة في التعامل مع نظام صدام . فقد وضع في متناوله مادة إعلامية رائعة لحشد الرأي العام الإقليمي والعالمي ضد واشنطن وخططها .
فبعد عد عكسي مضن سهرت معه ملايين العيون حتى الصباح ، وبعد تطبيل لا حدود له ومبالغات رهيبة ، جاءت الضربة الأولى لعملية " حرية العراق " العسكرية الأميركية مدعية أنها استهدفت مقر قيادة صدام ، في حين أن مصفى الدورة في بغداد ومرسلات التلفزيون وبعض الأبنية في غرب العراق كانت هي الأهداف الرئيسية !
لم يقتل صدام طبعا ، وهرب بعض أعضاء نظامه إلى الأردن وسورية ، فيما قتل وجرح أبرياء عراقيون بالإضافة إلى سائق تاكسي أردني غربا .
هنا ، يحق للمراقب المستقل أن يتساءل : أين ذهب ، إذا ، كل ذلك الضجيج عن دقة الضربات والقنابل الذكية التي تفرق بين عناصر النظام وغيرها !
لقد حدا الفشل الذريع بالسلطات العسكرية الأميركية إلى القول بأن هذه هي ليست الضربة الحقيقية ، و ما هي سوى إطلاقات في الهواء أو " ضربة جراحية " حسب تعبير هذه السلطات أما الهجوم الحقيقي فلم يبدأ بعد !
بموازاة ذلك ، بدأت حرب إعلامية تقنية إذا جاز التعبير . فقد شوشت الأجهزة الأميركية على قناة العراق الفضائية ، و ما زالت الحرب التشويشية متواصلة والقناة و موجة إذاعة بغداد عبر الأقمار الاصطناعية تذهبان و تأتيان بين وقت و آخر بعد أن وعد وزير الإعلام محمد سعيد الصحاف في مؤتمره الصحفي اليوم  ب " معالجة " الموقف .
لكن معالجة الموقف وفق أسلوب نظام صدام ، المعروف بمكره و اهتمامه بالإعلام ، جاءت – هذه المعالجة – على شكل آخر . فقد بدأ بث القناة الفضائية باللغة الإنكليزية ( ATV ) وهي اختصار لعبارة : ARAB  TELEVISION  تحت شعار A TOTAL VIEW ( نظرة شاملة ) ويقال أن هذه القناة تبث بتمويل عراقي رسمي وتحت إدارة النائب العمالي البريطاني ذي العلاقات الوثيقة مع الحكومة العراقية جورج غالاواي ، وعبر استخدام و توظيف مجموعة من الصحفيين البريطانيين .
المتابعة السريعة لبعض ما بثته هذه القناة اليوم تشير إلى أنها ستلعب لعبة ماكرة من شأنها تضليل الرأي العام الناطق بالإنكليزية وخاصة البريطاني . فقد ركزت اللقاءات التي أجريت مع برلمانيين وصحفيين بريطانيين معادين لصدام أو مرتبطين بسياسات الحكومة البريطانية ، على مواضيع حقوق الإنسان في العراق ، وأهمية انفتاح الحكم على المعارضة وعلى الداخل العراقي ، ومنح الحرية لعموم مكونات الشعب العراقي ، هكذا بعد خراب البصرة !
وبهذا ، تبدو هذه القناة كمن يضرب أفراد عائلته صباح مساء ، ثم ينصب مكبرات صوت في الشارع يرفع عقيرته بالصراخ فيها مناديا بضرورة الرحمة والرفق بأفراد عائلته و احترامهم و ما إلى ذلك !
والهدف من ذلك طبعا هو تسريب الرسائل الإعلامية الأخرى التي لا علاقة لها بموضوع حقوق الإنسان إلى الغربيين ، في تضاعيف هذه البرامج العادية التي تبدو بريئة وإنسانية وحرة و عفوية ( أو عفوائية حسب تعبير أحد عقداء صدام في اللقاءات الاستعراضية التي سبقت الحرب بأيام قليلة ! )
هو إذن تطبيل لصدام بلغة أخرى و  بتصاميم أخرى .
و هكذا ، تتضاءل إزاء هذه القناة الهامة ، في سياق حرب النظام مع أعدائه ، أهمية قناة العراق الفضائية التي لا تبث إلا هوسات لمواطنين مجبرين ، أو شتائم من قبيل تافه وحقير وسافل والمملكة المتحدة ما تسوى حذاء ، وما إلى ذلك مما اعتدنا نحن العراقيين حتى المعارضون منا على تداوله ولا يزعل مني أحد ، فيكفي أن يقرأ ما يكتب في مواقعنا ليرى لغتنا الجديدة ! فليشوشوا على الفضائية الشتامة ما طاب لهم التشويش !
على صعيد آخر ، يبدو أن علينا أن نقطع الأمل من أية حملة إعلامية مضادة لهذه الأساليب ، خاصة من قبل الجهات المعارضة . فقد نامت المعارضة و رجلاها في الشمس ، اعتمادا على إذاعة " سوا " وإذاعات الطائرات الأميركية التي لا تعرف طبيعة تفكير الشعب العراقي . وكمثال على هذا الجهل ، كانت إذاعات الطائرات الأميركية تبث عشية عاشوراء ، الحزن العراقي الكبير ، أغان و رقصات جوبية ، في حين أنه حتى المقاهي في العراق تتحول في مثل هذه الأيام إلى مسجلات الصوت التي تبث المراثي والتعازي  الحسينية ، مغلقة بذلك أجهزة الراديو والتلفزيون لمدة ثلاثة عشر يوما . و لو كانوا يفهمون حقا  لركبوا الموجة الدينية كما يركبها النظام الماكر ، الذي كانت له تجربة غريبة ولكن ناجحة ، في هذا المجال ، حينما أغرق الأثير خلال شهر محرم في العام 1969 بالمراثي الحسينية على مدى العشرة الأولى من الشهر المذكور ، ما مكنه من اجتذاب الشارع الشيعي العراقي ( أغلبية 70 % على الأقل ) للوهلة الأولى ، ومسح بقايا ذكريات جرائم حزب البعث الفاشي العام 1963 من أذهان العراقيين ، تمهيدا للسيطرة عليهم عقائديا وسياسيا .
أما أغرب الأساليب الإعلامية الأميركية ، فهي دعوة طواقم الدبابات العراقية إلى إدارة ظهورها عند مغادرتها . وكأنهم يتحدثون عن طواقم دبابات في قوة دفاع البحرين أو الحرس الرئاسي في جزر القمر ، وليس في جيش لا يعطس جندي فيه إلا تحت رقابة الاستخبارات ، من زملاء المتهم الأول الركن نزار الخزرجي وصاحبه سيادة اللواء وفيق السامرائي اللذين تبشرنا العسكريتاريا الأميركية بحكمهما الديموقراطي المستقبلي !


[email protected]

=====================================================



#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بس ظلوا الماعدهم عشيرة …
- مواكب عرس بني وهاب في صبيحة الدم !
- كلمة حق إماراتية يراد بها باطل !
- ثانية .. العربية بائسة !
- تنكيت في زمن التبكيت !
- بؤس العربية …!
- مبارك نموذجا مقترحا لقيادة عراقية مستقبلية !
- حتى لو تظاهر مليار نسمة .. فلن ينفعونا قلامة ظفر !
- الرأي قبل شجاعة الشجعان .. لكن الاسم المستعار يسفهه !
- الشعرة وعيد الميلاد !
- أنى للزاهد العارف أن يكون مجرما !
- سوء فهم سيكلف الشاب حياته ولن يجدي صراخنا نفعا
- من فضلكم ، ئدوا الكلمة التي دمرت العالم !
- الحلول الخيالية بضاعة - البطرانين - !
- ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ المستعصم وصدام .. مصير واحد وتهم ج ...
- مواقع إنترنتية - مستقلة - .. أم أبواق دعائية
- - الأمة العربية - رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
- - الخميس - الذي في خاطري
- حفلة خيرية للمسامحة الوطنية !
- أول حرف في ألفباء الديمقراطية .. احترام الرأي الآخر


المزيد.....




- فانس: بايدن نام طوال فترة رئاسته وزوجته كانت تدير البلاد
- مجلس الأمن الدولي يوافق على بيان يدين العنف في سوريا
- وزير الأوقاف الفلسطيني: الاحتلال يرفض تسليم الحرم الإبراهيمي ...
- وزير الدفاع الفرنسي: مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا يشكل ...
- فانس: ترامب يعارض نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
- سفراء سعوديون يؤدون القسم أمام ولي العهد محمد بن سلمان (فيدي ...
- البرتغال: الرئيس يحل البرلمان ويدعو إلى انتخابات مبكرة في 18 ...
- إيران تدرس رسالة ترامب وأميركا تصعد عقوباتها
- إدارة ترامب تبحث خيارات عسكرية لضمان الوصول إلى قناة بنما
- إيكواس تفعل قوة احتياطية لمحاربة الإرهاب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - أول أيام الحرب : الإعلام في خدمة صدام !