أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - الرأسمالية المعولمة وانهيار التجربة الاشتراكية















المزيد.....

الرأسمالية المعولمة وانهيار التجربة الاشتراكية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 16:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اثارت العولمة الرأسمالية الكثير من المصاعب الفكرية لليسار الاشتراكي الامر الذي ادى الى تعدد الأساليب الكفاحية وتغيرات المهام الاستراتيجية للأحزاب الاشتراكية يتقدمها الاجابة على كيفية الانتقال من العولمة الرأسمالية الى عولمة اشتراكية .؟ وما هي أساليب ذلك الانتقال هل يتم ذلك عبر الثورة الاجتماعية في بلد واحد ؟ ام عبر الشرعية الانتخابية في اكثر من بلد ؟ وقبل هذا وذك ما هي طبيعة المرحلة الانتقالية وقواها الطبقية الفاعلة ؟ وما هي التحالفات الطبقية ــ السياسية القادرة على انجاز الانتقال من الرأسمالية المعولمة الى الاشتراكية ؟ هل يتم الانتقال دفعة واحدة أم عبر مراحل بناء التكتلات الدولية ؟ وأخيرا ما هي طبيعة الدولة وسلطتها السياسية المراد استبدالها ؟ .
اسئلة كثيرة تتطلب الدراسة والإجابة من قبل الباحثين والمفكرين وبهذا المسار احاول متابعة الكفاح
عبر المحاور الآتية ــ الوطني الديمقراطي في المرحلة الجديدة من التوسع الرأسمالي
أولا ـ الفكر لاشتراكي ومرحلة المنافسة الرأسمالية .
ثانيا ـ الفكر الاشتراكي في مرحلة الرأسمالية الاحتكارية .
ثالثاـ العولمة الكوسموبولتية و الفكر الاشتراكي.
على اساس تلك العدة المنهجية المكثفة أحاول الاجابة على محاورها بادئاً بالقسم الاول والمتمثل بـ
ـ الفكر لاشتراكي ومرحلة تطور المنافسة الرأسمالية
ــ من المفيد التأكيد على ان ظهور فكر الاشتراكية يترابط وأسلوب الانتاج الرأسمالي وطبقا لذلك حملت الرأسمالية البازغة نقيضها الثوري متمثلا بالطبقة العاملة الرافض لسيطرتها الطبقية , ونتيجة لتعدد مهام الطبقة العاملة الكفاحية برزت كثرة من الافكار والآراء الرافضة لاسلوب الانتاج الرأسمالي وتبلورت كثرة من النظريات الاشتراكية تتقدمها الماركسية كمنهج فكري وسياسي للطبقة العاملة الوليدة واتخذ كفاحها اشكالاً مختلفة ساهمت مؤتمراتها الاممية الثلاث بتوطيد بنيتها الطبقية والتنظيمية والفكرية مؤكدة على اهمية بناء الحزب الثوري القادر على نقل الكفاح الطبقي من مستواه الفكري والتنظيمي الى مستواه السياسي المتمثل باستلام السلطة السياسية .
ــ التجربة التاريخية التي ادت الى نشوء الاحزاب الماركسية وكفاحها المتعدد المشارب تكللت بوصولها الى السلطة السياسية عبر الكفاح الثوري الذي خاضه حزب البلاشفة لاستلام وبناء السلطة الاشتراكية التي قدمت نوعا من الدول الوطنية الجديدة المرتكزة على قيادة الحزب الواحد والملكية العامة لوسائل الانتاج وتحرير المنتجين من سلطة راس المال.
ـ خاضت شغيلة اليد والفكر في التشكيلة الاشتراكية الروسية كفاحا تنظيميا ــ فكريا ــ عسكريا مناهضا لوحشية راس المال وتدخلاته العسكرية والإعلامية وأثمر ذلك الكفاح عن ترسيخ نموذج اشتراكي يتمتع في تشريعاته المواطنون بحقوقهم السياسية والاجتماعية والقومية منتجة بذلك مجتمعا متآخيا من قوميات وشعوب كثيرة مهدت الطريق امامها لبناء وحدة انسانية تستند الى المساواة في الحقوق والواجبات .
ــ ان الانتصارات الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي حققها الاتحاد السوفيتي وتطور حقوق الانسان بالمجالات الكثيرة جعل الثورة الاشتراكية الروسية نموذجاً عالميا كافحت من اجله القوى الديمقراطية والأحزاب الشيوعية متطلعة لبناء عالم خال من الحروب والاضطهاد الطبقي والعنصري بكل اشكاله .
ثانيا ـ الفكر الاشتراكي في مرحلة الرأسمالية الاحتكارية
ـ افضى انقسام العالم الى معسكرين متعارضين الى كثرة من تدخلات القوى الامبريالية في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وعلى رنين تلك التدخلات ساندت الدول الامبريالية الانقلابات العسكرية والنظم الديكتاتورية الفاقدة للشرعية الوطنية والمتمسكة بالحكم عبر الارهاب والقوانين البوليسية المناهضة للحركات الشعبية الساعية الى تطوير شعوبها نحو التقدم والديمقراطية .
ــ تعايش المعسكرين المتناحرين في العلاقات الدولية افضى الى بناء تحالفات وطنية في البلدان النامية على اساس موازنة المصالح الاجتماعية وما نتج عنها من مناهضة لسياسة الامبريالية المتسمة بالتبعية و الالحاق .
ــ قاد تعاظم ظهور الدول الوطنية وتحالف أقسام منها مع الدولة السوفيتية الى انتقال الكثير من دول العالم الى الاشتراكية وما ترتب على ذلك من تغيرات جوهرية في النظم السياسية وتشكيلاتها الاجتماعية .
ــ ان تعاظم القوى الاشتراكية وزيادة الدول الوطنية الرافضة لطريق التطور الرأسمالي ساهم في بناء جبهات عالمية مناهضة لنزعات التدخل في الشؤون الوطنية فضلا عن المطالبة في المساواة في العلاقات الدولية .
ــ تزايد دور الدول الاشتراكية والوطنية المناهضة لسياسة التدخلات الدولية ادى الى بناء استراتيجيات جديدة بين الدول الرأسمالية لمواجهة خطر الاشتراكية المتعاظم .
ــ ادى سباق التسلح بين الحلفين المتناحرين الى ارهاق اجتماعي متمثلا باستنزاف موارد الدول الاشتراكية وعزز مكانة أبنيتها البيروقراطية التي تغطت هيمنتها السياسية بشعار مكافحة الاخطار الخارجية .
ــ افضىت التغيرات الضاغطة على الاقتصاد الاشتراكي وتنامي البيروقراطية الحزبية فضلا عن مساعدات الدولة السوفيتية للقوميات المتأخرة في بنائها الاشتراكي أدى الى تراجع قدرة الاشتراكية في تأمين المتطلبات الاساسية للمواطنين السوفيت .
ــ سباق التسلح الذي شجعته الدول الامبريالية بنزعتها العسكرية الحادة عزز النهج العسكري في بناء الدولة السوفيتية الامر الذي اعاق نمو وتطور التشكيلة الاجتماعية ودولتها الاشتراكية .
ــ ان العوامل المشار اليها ساندت المكانة السلطوية لقيادة الحزب الواحد وجعلته( طبقة ) سياسية فوق المجتمع والدولة وما ترتب على ذلك من ركود سياسي ـ اجتماعي في نمو وتطور حركة الحزب الديناميكية .
ــ ان التغيرات المشار اليها أوجدت الفرصة المناسبة للانقضاض على الدولة الاشتراكية وتشكيلتها الاجتماعية وفتحت الطريق أمام تنامي النزعات القومية الانفصالية المناهضة للوحدة الاممية .
ــ أفضى اهدار موارد البلاد الاساسية وتنامي النزعة الانفصالية القومية الى انتاج ازمة اقتصادية ـ وطنية متشابكة لا يمكن حلها بالوسائل العادية ادت بالتيار ( الإصلاحي ) الى الانقضاض على أسس بناء الدولة الاشتراكية .
ــ وفر انهيار اسلوب الانتاج الاشتراكي ودولته الطبقية الفرصة التاريخية للرأسمالية العالمية لتعميم اسلوبها الرأسمالي وسيادة وحدانيته في العلاقات الدولية وما نتج عن ذلك ن نشوء ميول دولية تتصف بالكسموبولوتية في العلاقات الدولية .
ــ العولمة الكوسموبولتية و الفكر الاشتراكي.
ــ شهدت التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية الرأسمالية تطورات عالمية جديدة اشترطتها التغيرات الدولية الكبرى المتمثلة بانهيار ازدواجية خيار التطور الاجتماعي اشتراكي ـ رأسمالي وما ترتب على ذلك من سيادة وحدانية التطور الرأسمالي .
ــ انقسام العالم الرأسمالي الى ايديولوجيتين متعارضتين أيديولوجية كوسموبولتية داعية الى الالحاق والتهميش وأيديولوجية وطنية تكافح من اجل صيانة الدول الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية.
ــ استنادا الى تعارض الأيديولوجيتين المتحكمتين في السياسة الدولية نحاول حصر رؤيتنا الفكرية ـ السياسية بموضوعات عامة ابرزها ــ
1ـ ادى انهيار الاشتراكية الفعلية الى تفكك وحدة العالم المناهضة للتطور الرأسمالي والمتمثلة بالدول الاشتراكية وحركة الطبقة العاملة العالمية وحركة التحرر بفصائلها الوطنية .
2 ــ يتميز الطور الجديد من التوسع الرأسمالي المعولم بكسموبوليته ونزعته التوسعية التدخلية وما يفرزه ذلك من تزايد التوترات الدولية وكثرة التدخلات الخارجية.
3 ــ يتسم الطور الجديد من العولمة الرأسمالية بكثرة النزاعات العسكرية وفرض العقوبات الاقتصادية والتدخلات في الشؤون الوطنية خارج الشرعية الدولية .
4 ــ يسعى الرأسمال المعولم الى تصدير قوانينه الداخلية خارج حدوده الوطنية فضلا عن مساندته لسيادة الطبقات الهامشية في التشكيلات الاجتماعية الوطنية وأنظمتها الديكتاتورية .
5 ـــ تنامي الدول الكوسموبولتية يدفع الطبقات والشرائح الاجتماعية في الدول الوطنية الى عقد تحالفات سياسية ــ طبقية لمواجهة ميول التبعية والتهميش التي تحملها الشرائح الطبقية العليا من الرأسمالية المعولمة .
6 ــ تتعارض نهوج الدول الكسموبوليتية وسياسة الدول الوطنية الرافضة للتدخلات الخارجية والوصاية الدولية.
7 ــ ظهور امكانيات لنشوء تحالفات سياسية ـ طبقية بين القوى الاشتراكية والأحزاب الوطنية الديمقراطية تهدف الى صيانة الدولة الوطنية وتحويلها الى دولة العدالة الاجتماعية .
ان الموضوعات الفكرية ـ السياسية المثارة ولغرض استثمارها بفاعلية تشترط انتقال الاحزاب الاشتراكية الى قوى شعبية تتجاوب والتغيرات الجديدة في بنية الرأسمالية العالمية المهيمنة والتي اراها في ــ
أولا ــ تغيير برامج الأحزاب الاشتراكية الفكرية ـ السياسية السائدة في فترة ازدواجية التطور الاجتماعي .
ثانيا ــ تحويل الاحزاب الاشتراكية الى أحزاب جماهيرية فاعلة تعبر عن مصالح الطبقات والفئات الاجتماعية المتضررة من الرأسمالية العالمية ونهجها الهادف الى التبعية والتهميش .
ثانياً ــ تحويل الدولة الى مؤسسة وطنية مناهضة للتهميش الرأسمالي قادرة على صيانة تشكيلاتها الاجتماعية وموازنة مصالح طبقاتها الاجتماعية .
ثالثاً ــ اشاعة الشرعية الديمقراطية الانتخابية في الحياة السياسية واعتبارها نهجا سياسيا ثابتاً في تشكيلة البلاد الوطنية .
رابعاً ـ محاصرة الطبقات المتحالفة والرأسمال المعولم ـ الرأسمالية الكمبورادورية ، والشرائح المالية الطفيلية ــ وتحجيم دورها في الحياة السياسية .
خامساً ـ بناء العلاقات الوطنية مع الاسرة الدولية انطلاقا من مناهضة الالحاق والتدخل في الشؤون الداخلية فضلا عن احترام المصالح الوطنية .
أخيراً لابد من التأكيد على ان الآراء والأفكار التي تضمنها البحث المكثف قابلة للتغيير والمراجعة بسبب التغيرات السريعة التي تنتجها حركة راس المال المعول في ظل هيمنته الدولية وميول حركته الكسموبولوتية .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة الرأسمالية والعلاقات الدولية
- الطائفية السياسية وانهيار تشكيلة العراق الوطنية
- وحدانية التطور الرأسمالي والسياسة الدولية
- العولمة الرأسمالية والدولة الوطنية
- الطائفية السياسية ودورها في تخريب الدولة العراقية
- العولمة الرأسمالية ومناهضة التبعية والتهميش
- العولمة الرأسمالية والتحالفات الوطنية
- الرأسمالية المعولمة وبرنامج الوطنية الديمقراطية
- الثقافة الوطنية ودورها في مناهضة العزلة والتطرف
- الفكر السياسي العلماني ومناهضة فكر الهوية الفرعية
- 14 تموز والتشكيلة الاجتماعية العراقية
- في مئوية اكتوبر الجذور الفكرية والاجتماعية للشرعية الاشتراكي ...
- التغيرات الدولية وفعالية اليسار الاشتراكي
- الوطنية الديمقراطية وإعادة بناء الدولة العراقية
- مستقبل العراق وأثره على الاستقرار الاقليمي
- عرض كتاب الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية محاولة في نقد الخطاب ...
- عنف السياسة الدولية وإشكالات الهجرة القسرية
- تبدل أولويات الاستراتيجية الامريكية وأثرها على البلدان العرب ...
- التدخل العسكري الخليجي في اليمن وأثره على الأمن الإقليمي
- أحزاب اليمين الأوربي والزعامة الأمريكية


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - الرأسمالية المعولمة وانهيار التجربة الاشتراكية