أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - حضرتُ أمس جِلسةً حواريةً ثنائيةً حول كتابِ - المراقبة السائلة- لزيجمونت باومان














المزيد.....

حضرتُ أمس جِلسةً حواريةً ثنائيةً حول كتابِ - المراقبة السائلة- لزيجمونت باومان


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 13:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المكان: مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر - تونس، 10 نهج تانيت شمال الهيلتون.
الحضور: 20 فردًا (3 نساء و17 رجلا).
الزمن: السبت 1 ديسمبر 2018 من الساعة 15 إلى الساعة 17.
المقدمان: الأستاذان عبد الحق الزموري والأمين البوعزيزي.
الاستقبال: طيّب بالابتسامة والبشاشة والبقليوة وكعك الورق.

تدخل عبد الحق الزموري (15د): قام بتقديم الكاتب الغربي عالِم الاجتماع زيجمونت باومان، وقارن بينه وبين الفيلسوف إدڤار موران، الإثنان من أصل يهودي، مرّا بالأحزاب الشيوعية، دخلا الجيش، منحازان لإسرائيل وكلاهما له إسهامات معتبرة في تفكيك الحداثة المبنية على المركزية الأوروبية.

تدخل الأمين البوعزيزي (45د): فاجأني بالكشفِ عن بابٍ واسعٍ في الفلسفة لم أكن أعرف أنه موجودٌ أصلاً، فخجلتُ من جهلي لأنني كنتُ أحشر نفسي في زمرة المثقفين.
أعرض عليكم بعض العناوين الهامة جدًّا التي تناولها صديقي باقتضاب لضيق الوقت ولعدم إلمام الجمهور بفلسفة باومان الذي نشرَ سلسلةً من الكتب حول مفهوم "السيولة" الجديد نسبيًّا. أضيفُ أنا: سائل مثل الماء والهواء عكس صلب مثل الاستعمار بالقهر والسلاح، الثاني واضح وقاومناه أما الأول فقد اخترقنا برغبةٍ منا بل تهافتنا عليه كما تتهافتُ الحشرات على المصيدة العطرة:
- عَلمنة الإله: في الدين، يعتقد المؤمن أن الله يراه ويراقبه في حركاته وسكناته ويعاقبه متى شاء. المتحكّم في تكنولوجوجيا الاتصال (إله العلمنة)، يمكنه مراقبة أي فرد دون أن يتفطن هذا الفرد لذلك (Les caméras de surveillance, GPS, drone, puce complice, transhumance, etc) ويمكنه أيضًا معاقبته متى شاء. أضيفُ أنا: لكن الفرقَ بين الله و"إله العلمنة" يتمثل في أن الأول يمهل ولا يهمل والثاني لا يمهل ولا يهمل، مثلاً: الرئيس أوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أمضى خلال حكمه 2300 قرارًا بإعدام معارضين لأمريكا بواسطة طيارة دون طيار في أفغانستان واليمن (لوموند ديبلوماتيك).
- الفيسبوك جرّ جل مستعمليه للتعرّي أمامه بإرادتهم ونشر غسيلهم بأيديهم (السيولة)، فاستغلت شركات الاتصال هذا الكم المجاني الهائل والغني والمتنوع من المعلومات، سلعنته وباعته بمقابلٍ باهظٍ لشركات الدعاية الاستهلاكية والحزبية.
- جل الفلاسفة منتقدي الحداثة يهودٌ، فككوا مفهوم الدولة-الأمة (État-Nation) لكنهم استثنوا دولة اليهود في إسرائيل. جلهم وُلِدوا وترعرعوا على أطراف الأمم الكبرى والحضارات الكبرى لذلك استفادوا من الجميع. أضيفُ أنا: المثقفون التونسيون الأحرار لا ينتمون للإيديولوجيات السائدة كالماركسية والليبرالية والقومية والإسلام السياسي لكنهم لا يُعادون ولا يُقصون أي واحدة منها ونهلوا من معينها جميعًا.
- كيف تقبّل العرب الفكر النقدي التفكيكي للحداثة الغربية؟ ثلاثة أصناف: 1. الأصوليون (الدواعش المجاهدة والدواعش التي تنتظر دورها) قالوا: "لقد حذرناكم وتنبأنا بسقوط الحداثة، والإسلام السلفي هو الحل". لقد وقعوا في حبائل الحداثة دون أن يعوا أنهم وقعوا، استعملوا نفس وسائلها في الإقصاءِ والتقوقعِ وأخذتهم العزةُ بالنفسِ، عوّضوا المركزية الأوروبية (L`euro-centrisme) بالمركزية العربية-الإسلامية (L`arabo-islamo-centrisme)، ونسوا أن الإسلامَ رسالةٌ للعالمين ليست حكرًا على المسلمين وأن الله هو إله المسلمين وفي الوقت نفسه هو رب العالمين. 2. صنفٌ يرتابُ من كل فلسفةٍ آتيةٍ من الغربِ حتى ولو كانت تقدميةً مثل فلسفةِ باومان. 3. الحداثيون الأورتدكسيون، ماركسيون وليبراليون، الذين لا يزالون على عماهم من شدة انبهارهم بحضارة الغالب. عقدة نقصٍ تسكنهم، لم تفلح في إزالتها مطرقةُ الأنتروبولوجيا، العلم الذي أكّد أن "لا حضارة أفضل من حضارة".

ملاحظة: سُرِرتُ بالجديد الثقافي في الندوة، لكنني سُرِرتُ أكثر بدفئ لقاء الأصدقاء بالأحضان، الأمين البوعزيزي والصغير شماخ وعبد الحق الزموري. شريحة جديدة من المثقفين بدأتُ أتلمس انبثاقَها في تونس، شريحة عصية مثلي على التصنيف الكلاسيكي الأبتر (يساري، قومي، إسلامي)، هم في نفس الوقت 100% يساريين و100% قوميين و100% إسلاميين، لكنهم 0% ليبراليين و0% تجمعيين و 0% داعشيين و0% شبّيحة.

إمضائي
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"الأساتذةُ لا يَفهَمونَ أن تلامذتَهم لا يَفهَمونَ" باشلار
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 2 ديسمبر 2018.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفَ قسّمنا إرثَ أمي وإرثَ خالتي؟
- هل تغيرَ الزمنُ أم أنا الذي تغيرتُ؟
- ذكرياتي المقتضبة عن تسع سنوات دراسة متقطعة بجامعة كلود برنار ...
- معلومات دقيقة حول شيعة تونس، أكتشفُها لأول مرة في كتاب صديقي ...
- أعتذرُ!
- جاراتُ أمِّي ورفيقاتُ دَربِها في جمنة الستينيات!
- أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟
- عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟
- -الفِتنةُ- لم تكن فتنةً!
- بتصريحاتها العنترية الأخيرة، يبدو لي أن النهضة بدأت تهدد أرك ...
- دفاعًا عن منهجيتِي وأسلوبِي في الكتابةِ والنشرِ
- أشياءٌ كنتُ بالأمسِ معها وأصبحتُ اليومَ ضدها!
- بطاقة تعريف مواطن العالم محمد كشكار
- فكرةٌ مخالفةٌ للسائدِ: هل حقًّا إن المرأةَ العربيةَ المسلمةَ ...
- نساء مناضلات في جمنة الستينيات
- جمنة وروزا؟
- سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، ...
- سيرة فكرية، تُقرأ ولا تُحتذى: خطاب الهوية، المختلف، المتعدد، ...
- جولةٌ علمية داخل المخ صحبة دليلٍ عالِمٍ اسمه جان دِيدْيي فان ...
- حضرتُ اليوم بحمام الشط حفلاً دينيًّا بَهائيًّا


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - حضرتُ أمس جِلسةً حواريةً ثنائيةً حول كتابِ - المراقبة السائلة- لزيجمونت باومان