أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟














المزيد.....


ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما أعلن النائب العام قبل ثلاثة أشهر وعبر مؤتمر صحفي عن أسباب المؤسسات والملفات المحالة له بتهمة الفساد وسرقة وابتزاز وهدر المال من قبل أشخاص لهم أسماء وعناوين, استبشرنا خيراً وقلنا أخيراً وبعد طول معاناة لم يعد الفساد كائناً وهمياً ومسؤول عن أشخاص من كواكب أخرى, بل هو حقيقة موجودة في أرض الواقع ويمارسه أشخاص ورموز لها أسماء ومسميات ومن لحم ودم.
ولعل المعطيات التي كشف عنها النائب العام عن حجم الفساد في أجهزة السلطة ومؤسساتها وهياكلها, يثبت بما لا يدع مجالاً لشك أن مثل هذه السلطة لا أسف على رحيلها, ولكن رحيلها لا يعني أن لا يتم كشف الحقائق وجلب المتورطين من رجالاتها في الفساد للعدالة والمحاسبة, وتحديداً أن الأمور لم تقتصر على سرقة ونهب وإهدار المال العام, والتزوير والنصب والاحتيال والابتزاز, بل وصل الأمر في البعض لحد التورط في عمليات بيع أراض للعدو, والمساهمة في بناء جدار الفصل العنصري, وحتى لا نبقى في إطار التحليق في الفضاء والتكهنات وحرب الإشاعات, فإنه من الضروري عدم الاكتفاء بالحديث عن الفساد واجترار ذلك, بل لا بد من الانتقال إلى إطار الفعل والمحاسبة والمعالجة, وتسمية الأمور بمسمياتها, وطرح وإعلان وتشهير بالأسماء المتورطة بذلك مهما كان موقفها أو نفوذها, وعلى الجماهير والسلطة الجديدة جلبها للقضاء, والمسألة يجب أن لا تبقى في إطار "الهوبرات" والفرقعات والخبطات الإعلامية وخلط الحابل بالنابل, وجماهير شعبنا تدرك أن عمق الشعور بالإهانة والظلم والتقصير وتستر البعض على الفساد والقائمين عليه هو الذي دفع بالبعض لأخذ القانون والقضاء بأيديهم والقيام بعمليات تصفية لمن يعتقدون أنهم رموز الفساد وسارقي وناهبي الشعب, وفي هذا الجانب الحساس والذي يمس سمعة وصورة شعبنا في الصميم, يجب أن لا يكون هناك حصانة لأحد, كما هو الحال عند أعدائنا: فالفساد عندهم ليس بالمستوى والحجم الموجود عندنا ولكنه أيضاً موجود في كل هيئات ومؤسسات وأجهزة الدولة ومتورطين فيه قيادات حزبية وسياسية أمثال عمري وجلعاد شارون, وتساحي هنغبي وغيرهم, ولكن هناك يجري إعلان أسمائهم وجلبهم للقضاء ومحاسبتهم, ولا يجري التستر عليهم تحت يافطة الموقع والنفوذ...الخ.
أما عندنا فإن الأمور بقيت في الإطار الشعاراتي والدعاوي والنظري, والحابل مختلط بالنابل, والجميع يدعو لمحاربة ومقاومة الفساد وإجتثاثه, الفاسد وغير الفاسد, بحيث بتنا لا نعرف من هو الفاسد أو المسؤول عن الفساد, أهو الاحتلال؟ أم مخلوقات قادمة من كواكب أخرى؟ ومن هنا فإن أولى المهام التي يجب أن تنتصب أمام الحكومة القادمة والمجلس التشريعي, وفتح ملفات الفساد على مصرعيها, في إطار من الشفافية والمساءلة والمحاسبة الجادة التي من شأنها أن تخلق حالة من الثقة والاطمئنان بين جماهير شعبنا الفلسطيني, وبأنها لن تلقى رحمة مثل هذه العصابات والمافيات والتي أسست الفساد وشكلت له بنى وهياكل وأجهزة بحيث غدا كالإخطبوط, والفساد ليس مقتصراً على شكل أو نوع محدد, فله أكثر من شكل ونوع, بدءاً من فرض الخاوات والأتوات ومروراً بإستغلال المناصب والمواقع والنفوذ وتلقي الرشاوي والإبتزاز وهدر المال العام وسرقته وإحتكار الشركات والوكالات والمشاريع، وأذنات الإستيراد والتصدير, وإحتكار الوظائف والمناصب وقصرها على لون سياسي دون أخر, وعدم اعتماد معايير الكفاءة والمهنية والتخصص في التوظيف... الخ.
والحديث عن الفساد في مؤسسات وأجهزة وهياكل السلطة, يجب أن لا يعمي أعيوننا عن الفساد المستشري في أوساط مؤسسات المجتمع المدني الممولة أجنبياً, حيث أغلب المال الأجنبي المقدم لهذه المؤسسات له أهداف سياسية وإقتصادية وأولويات تختلف عن أولويات وإحتياجات الشعب الفلسطيني, وهذا المال الأجنبي خلق أباطرة وأمراء يستغلون هذا المال المقدم لهم بإسم الشعب الفلسطيني لأهداف ومصالح خاصة عائلية وجهوية وحزبية, حتى أن هناك "حيتان" في هذا الجانب لا تسمح بأية عملية تمويل لمؤسسة مجتمع مدني من الخارج دون إذنها وموافقتها ولذلك هذا الملف لا يقل أهمية عن ملف الفساد الحكومي فالمساءلة والمحاسبة يجب أن تطال كل المتورطين في الفساد أي كان موقفهم أو منصبهم أو نفوذهم ولا حصانة لأحد, ولا أحد فوق المحاسبة والقانون.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية يجب أن يمهد لتعامل وثقافة ...
- هل تتولد وتنشأ نخب سياسية فلسطينية جديدة
- إبقوا بعيداً عنا، لا نريد نصائحكم ولا إرشاداتكم
- ما المطلوب من حماس مقدسيا
- الآن وماذا بعد
- الشعب الفلسطيني أطلق رصاصة الرحمة على قوى ما يسمى بالحالة ال ...
- لم نتمكن من معالجة أوضاع اليسار الفلسطيني بعد الانتخابات
- من يوقف صوملة المجتمع الفلسطيني
- أمة رجب وآه نص
- القدس والخذلان الفصائلي والسلطوي
- قوى ما يسمى بالحالة الديمقراطية الفلسطينية أضاعت فرصتها الأخ ...
- رسالة مفتوحة إلى القوى والأحزاب الفلسطينية ومؤسسات العمل الأ ...
- بين الانتخابات التشريعية الفلسطينية والانتخابات الإسرائيلية
- حذاري ان تتحول غزة الى غزة ستان
- سراويل قادة أمتنا في المزاد العلني!!
- المشهد السياسي الفلسطيني عشية اقتراب الانتخابات التشريعية ال ...
- الترشيح في القدس يعني الاعتقال
- التطبيع ليس وجهة نظر
- مثقفوا الأحزاب بين القبلية والحزبية
- هل تتدارك قوى - الحاله الديمقراطيه - أخطاءها في الانتخابات ا ...


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟