أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال سبتي - أُدباءُ الحَفيز!















المزيد.....

أُدباءُ الحَفيز!


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 431 - 2003 / 3 / 21 - 03:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                   

 

أحقا اننا ـ ادباء العراق ـ نرحب كلنا بالغزو الامريكي؟
أوَ ليس فينا من يقول لا ؟
أوَ لم يقل بعضنا لا في مقالاته، وفي تصريحاته، وفي ما كتبه من آراء في استفتاءات الصحافة العربية حول المأساة؟
لِمَ اذن يبدو الموقف الأدبي العراقي، وكأنه قد حزم أمره في تأييد الغزو الامريكي؟
قد لا يبدو القارئ الكريم ضليعا في الحالة العراقية، تماما، لذا سأذكّره بما حدث بعد حرب الخليج الثانية.
فقد تشكلت تنظيمات في المنفي العراقي، برعاية امريكية وغربية وعربية نفطية ، عمودها الفقري رجال متنفذون سابقون في النظام: وزراء سابقون، سفراء سابقون، رؤوساء استخبارات سابقون، رجال حماية لصدام ـ سابقون، موظفون كبار في القصر ـ قريبون من صدام ـ سابقون، وجنرالات حرب سابقون، زيّنت صدورهم يدا صدام، في مناسبات مختلفة، بأوسمة الرافدين، وأوشحة سيوف القادسية، وانواط الشجاعة، تقديرا لخدماتهم في الحرب ضد ايران، وفي الفصل البشع منها: حرب المدن، التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء.
وقد اصبح هؤلاء بعد الدعم المالي والإعلامي، ابطال المعارضة العراقية مع اعداد اخري من التشكيلات العربية والكردية وغيرهما.
وبدا ان التيارات التقليدية في السياسة العراقية، قد أُستبعدت أو هي أبعدت نفسها. مثل التيار الاسلامي حزب الدعوة تحديدا ، والتيار القومي من الناصريين ويسار البعث ، والتيار الليبرالي، والتيار الاشتراكي ـ الحزب الشيوعي العراقي، الذي فاجأنا سكرتيره العام مؤخرا بتصريح جديد، يقول فيه، بأن حزبه سيدخل في لجنة المتابعة المنبثقة عن مؤتمر المعارضة في لندن، لأنه غير قادر علي منع الحرب.
قد يكون الخوف من الوقوع في العزلة السياسية، هو الذي يقف وراء تصريح كهذا، ولعمري ان الدخول في لجنة المتابعة، هو تبرع للاحتلال بـ لا الحزب الشيوعي، التي هي عماد جماهيريته المحتملة بعد العودة.
ولهؤلاء كلهم أدباء ينطقون بلسان حالهم.
وقد تساعد السطور السابقة، القارئ الكريم، في فهم تمنّع عدد غير قليل من هؤلاء الأدباء من قول لا واضحة ضد الحرب، كما يُفترض بجماعات الأدباء في ثقافات الشعوب ان تفعل. بل ان بعضهم يشن حربا اخلاقية ضد أدباء العراق الذين يقولون لا في المنفي العراقي، القاسي، علي الرغم من انهم لا يقبضون مثله رواتب مخصصة من قبل الحكومة الامريكية.
وقد قام أدباء الحرب بدعاية واسعة للتوجه الامريكي داخل المنفي العراقي، والأوساط القريبة منه والبعيدة في العالم. حتي ظنّ الناس ان أدباء العراق يباركون الغزو الامريكي لبلادهم، وحتي ظن الناس ان في التوجه الامريكي ـ وحده ـ خيرا لشعب العراق وثقافته، وعونا لهما في التخلص من حكم الدكتاتور.
أمام أدباء الحفيز*  هؤلاء، يقف التيار غير الحزبي داخل الحركة الأدبية العراقية ليقول لا للحرب.
والتيار غير الحزبي، تيار واسع عماده الأسماء المعروفة بثقافتها الجدية وحياتها المريرة في المنفي. تيار قال لا للاحزاب قبل ان يقول لا للحرب، أبطاله مشردون في المنافي، جياع، لا يملكون البيوت في العواصم الاوروبية الكبري، ولا حسابات سرية، غير انهم في مرارة حياتهم وفي منطق التاريخ، الوحيد، والقاسي: هم أدباء العراق.
هؤلاء يقولون لأدباء الحفيز: ان الشعب العراقي قد حارب الغزاة الانكليز قبل تسعة وثمانين عاما في حرب الجهاد عام 1914، واستمر فيها محاربا حتي عام 1918.
ثم أعلن الثورات، الواحدة تلو الأخري، ضد الانكليز، حتي توجها بثورة العشرين المسلحة عام 1920، فقدم فيها عشرة آلاف شهيد، حسب المصادر البريطانية، في ستة أشهر، وهو أعلي رقم من الشهداء يقدمه شعب في ذلك الوقت، كما ان نسبته المئوية من السكان ستبقي مخيفة ومؤلمة، اذا ما تذكرنا ان نفوس العراقيين كانت أقل من مليونين.
فمن غير المعقول ان نعود الآن بعد أقل من ثلاثة وثمانين عاما لنقبل بالاحتلال ثانية..
ويقول أدباء هذا التيار لا للحرب، لأنهم متيقنون تماما من ان الغرب يستطيع تغيير الدكتاتورية ـ لو أراد ـ عبر الأمم المتحدة بدون حرب، كما فعل مع عدد من الحكام الدكتاتوريين في قارات مختلفة، عندما اجبرهم علي قبول اجراء انتخابات تحت اشراف الأمم المتحدة، فاز فيها ممثلون ديمقراطيون، انهوا الدكتاتورية في ما بعد، وأرسوا أسس الديمقراطية في بلادهم. فلماذا لا يصح علينا ما صحّ علي غيرنا؟
قد يكون القارئ الكريم قد أصبح الآن علي بينة من أمرنا. وقد يستطيع الآن ان يجيب عن الاسئلة الأولي.
وفي الختام أود ان اذكر أدباء الحفيز ، بأن الولايات المتحدة قد اعلنت في أكثر من مرة ـ وقد سمعت اعلانها من كولن باول في محطة الـ C.N.N ـ بأنها ستستفيد من الجهاز الحكومي العراقي، وهو جهاز بعثي كما لا يخفي. كما ان الولايات المتحدة لا تخفي فرحها من انشقاق العسكر عن صدام، والعسكر بعثيون كما لا يخفي. وستسمي هؤلاء كلهم بعثيين معتدلين، وسينظم بعثيو المعارضة المحسنّون الي البعثيين المعتدلين ليقودوا العراق الجديد محروسين من الجيش الامريكي بدلا من الحرس الجمهوري.
أما الذين يرفضون الحرب من أدباء العراق في المنفي، فلسان حالهم أمام بقاء رجال صدام في الحكم، أو مجيئهم ثانية الي الحكم ـ لا ينطق بعد العودة إلا بالمثل الشعبي:
تيتي.. تيتي.. مثل ما رحتي إجيتي..
 
* استفادة من تعبير علماء الحفيز وهو تعبير عراقي ـ شيعي تحديدا ـ شاع في العراق بعد دخول القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولي، تحقيرا لعلماء الدين الذين كانوا يتعاونون مع الدائرة الحكومية البريطانية. يقول الدكتور علي الوردي في مؤلفه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث : غان لفظة الحفيز مأخوذة من لفظة أوفيس الانكليزية التي تعني الدائرة الحكومية. وكان العامة يشيرون بهذه اللفظة الي الصلة الوثيقة بين علماء الحفيز والحكومة، أي انهم كانوا يعتبرونهم عملاء للحكومة أو جواسيس لهاف.


القدس العربي21-3-2003

 



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسةٌ قبل الحرب
- فــي الأصــلِ الشـّـعـريّ


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال سبتي - أُدباءُ الحَفيز!