أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!















المزيد.....

واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تكن تصريحات السيد رئيس جمهورية مصر العربية حسني مبارك تصب في الوجهة التي تساهم في تخفيف أو عدم تصعيد التوتر والصراع الطائفي السياسي المستفحل في العراق حالياً, بل تصب الزيت عليه, وهو الأمر السلبي في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق والتي تستوجب غير تلك التصريحات. إذ أن هذه الاتهامات المسيئة ستحرك دون أدنى ريب المتعصبين والمتعنتين من أطراف الصراع الطائفي السياسي إلى تشديد الصراع بالاتجاهين المناهضين والمؤيدين لها, وفي الحالتين إساءة كبيرة للواقع العراقي الراهن. فجمهرة من المناهضين لها سيطالبون بمقاطعة مصر أو مقاطعة بضائعها أو السفر إليها أو الإساءة للمصريين الموجودين في العراق, وهي كلها لا تخدم تهدئة الأوضاع في العراق والاستفادة من موقع مصر ودورها في المنطقة. كما أن المؤيدين لتلك التصريحات سيحاولون استخدامها لتشديد الصراع ومواصلة العمليات الإرهابية ضد أبناء الشيعة بحجة ولائهم لإيران وليس للعراق, وهو اتهام باطل بالنسبة للغالبية العظمى من العراقيين العرب من أتباع المذهب الشيعي, دع عنك الجماعات العلمانية واللبرالية والديمقراطية منهم, وهو اتهام وعاجز عن فهم المجتمع العراقي وتاريخه الطويل. كما إنه تجني لا مبرر له واتهام باطل وتافه لاحق به القوميون والبعثيون العرب الشوفينيون الجماعات "الشيعية والشيوعية والشروگية" منذ عقود طويلة!
لقد كانت تصريحات السيد رئيس الجمهورية العراقية الأستاذ مام جلال الطالباني صادقة وصريحة من جهة, وهادفة ومسؤولة وتاركة فسحة من المجال لتراجع السيد مبارك من جهة أخرى, وهي لغة دبلوماسية سليمة ودقيقة, ولكنها في الوقت نفسه واضحة لما تريد. كما أن بعض التصريحات الأخرى, بما فيها تصريحات السيد صالح المطلگ, جيدة وواضحة لا لبس فيها, وكذا العديد من القوى السياسية العراقية الأخرى.
إلا أن ما صرح به رئيس جمهورية مصر العربية ينبغي أن يضعنا أمام حقيقة أخرى كان يريد من خلالها, ولو بطريقة خاطئة كما أرى, أن ينبه إلى ثلاث حقائق جوهرية ينبغي أن لا يغمض المجتمع العراقي وقواه السياسية الواعية والعاقلة والمسؤولة العين عنها بأي حال, وهي:
أولاً: أن العراق يعاني من تدخل إيراني فظ ومتواصل في شؤونه الداخلية وعلى المستويين الرسمي والحزبي أو الشعبي المحافظ من جهة, وعلى مستوى الإرهاب الدولي, حيث أن الحدود مع إيران مفتوحة أمام من يريد الولوج لممارسة الإرهاب في العراق, وهي حدود طويلة جداً, من جهة أخرى.
ثانياً: ادعاء إيران بوجود مصالح لها في العراق وأنها تريد ضمانات لحماية تلك المصالح, مما أجبر السيد عبد العزيز الحكيم, رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ورئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد, الطلب من الإدارة الأمريكية وحكومة إيران, إجراء لقاء أمريكي إيراني لحل هذه المسألة في العراق, أي أنها لن تكف عن التدخل ما لم تضمن تلك المصالح, وأن تدخلها متفاقم, بحيث لم يعد ممكناً السكوت عنه والقبول به.
ثالثاً: أن في العراق أعوان كثيرون لإيران, شاء الإنسان أم أبى, وهم موزعون على ثلاث جماعات, وهي:
• أعضاء موجودون بهذا القدر أو ذاك في الأحزاب الإسلامية السياسية القائمة حالياً, بغض النظر عن معرفة أو عدم معرفة قياداتها وموقفهم من ذلك.
• أشخاص موجودون في إطار جمهرة رجال الدين الذين يقومون بالدعاية لإيران وتحبيذ النظام القائم فيها والترويج لولاية الفقيه وللسياسة الإيرانية في العراق.
• أجهزة أمن وپاسدران ومخابرات إيرانية تعمل في العراق لصالح إيران ولصالح أهدافها غير المشروعة.
وهذه الأمور تحدثنا وكتبنا عنها قبل أن يصرح بها رئيس جمهورية مصر العربية. ويكفي أن يذهب الإنسان إلى البصرة والعديد من المحافظات الجنوبية ليكتشف بنفسه عمق التغلغل الإيراني في هذه المنطقة من العراق.
وهذه الوجهة الإيرانية تنسجم تماماً مع الوجهة الجديدة التي عاد ليروج لها رئيس جمهورية إيران الجديد أحمدي نجاد القائمة على أساس تصدير الثورة وتكوين تحالف شيعي سياسي في المنطقة مناهض لولايات المتحدة ولأهداف أخرى معروفة.
من هنا تأتي أهمية تحذير المجتمع العراقي بأن عليه أن ينتبه إلى الواقع والتعقيدات الجارية في العراق والمنطقة, وأن على الأحزاب السياسية الإسلامية ذات الوجهة الشيعية أن تدرك بأن المشكلات ستزداد تعقيداًُ أن سمح المجتمع وسمحت تلك الأحزاب باستمرار هذا التغلغل الإيراني في العراق وباستمرار هذه الوجود الاستشاري لهم في بعض المواقع المهمة في أجهزة الدولة العراقية, سواء أكان ذلك بمعرفة أو دون معرفة تلك الأحزاب السياسية أو قياداتها.
إن علينا جميعاً أن نأخذ تلك التصريحات بعين الاعتبار وبكل جدية, لأنها تشكل جزءاً من عملية الصراع الطائفي السياسي الجاري في العراق وفي المنطقة من جهة, وجزءاً من الصراع العربي - الإيراني على العراق من جهة أخرى, ولسنا بعيدين عن تصريحات وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بهذا الصدد أيضاً, واحتمال أن يتسع هذا الصراع الطائفي والإقليمي ليشمل صراعاً آخر بين إيران وتركيا على العراق, وهو صراع تاريخي معروف لنا جميعاً.
إن على العراقيات والعراقيين أن ينتبهوا في هذه المرحلة الحرجة إلى كل ما يمكن أن يشوه أو يسيء إلى نضالهم الوطني ومن أي طرف كان, وأن يسعوا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تذلل الصعاب التي تواجه المجتمع وخاصة الإرهاب والسياسات الطائفية السياسية التي تهيمن على الساحة السياسية العراقية حالياً. وأن يمنعوا تدخل دول الجوار والدول الإقليمية بشؤون العراق الداخلية, ولا أجد بديلاً لحل أول عقدة في الأزمة الراهنة سوى تخلي رئيس الوزراء المنتهية ولايته عن ولاية جديدة وفسح المجال لآخرين من الائتلاف العراقي الموحد لترشيح شخص آخر يقوم بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنشودة.
إن على المجتمع أن يبتعد في هذه المرحلة بشكل خاص عن تشديد الصراع مع جمهورية مصر العربية, وعلينا أن نتذكر مآسي الماضي غير البعيد, إذ أنها ما تزال في الذاكرة الجمعية للمجتمع العراقي, ذكرى تدخل عبد الناصر في السياسة العراقية وتحريضه ضد قاسم باعتباره قاسم العراق وتحريضه ضد الشيوعيين باعتبارهم قد هيمنوا على الحكم, إذ كان لها كبير الأثر على تشديد الصراعات السياسية وتفتيت الوحدة الوطنية, وهو ما يفترض أن تتجنبه مصر ونتجنبه نحن في العراق أيضاً.
10/4/2006 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ولن يكون الاحتلال في العراق نهاية التاريخ!
- في الذكرى السنوية لسقوط النظام الاستبدادي سقط النظام وسيسقط ...
- شخصيتان عراقيتان ستحملان للعراقيات والعراقيين المزيد من الأح ...
- هل من مشكلات فعلي للجاليات العربية والإسلامية في دول الاتحاد ...
- كلمة حق يراد بها باطل! (أو) صدام حسين ودموع التماسيح على أحد ...
- بيان عن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية وهيئة الدفاع عن أ ...
- الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!
- هل من مغزى واقعي وإيجابي للعراق من اجتماعات جامعة الدول العر ...
- حوار مع الزميل الأستاذ مصطفى صالح كريم حول مقاله الموسوم - ع ...
- هل من جديد في جعبة اليمين الأوروبي لإيقاف التجنس والهجرة إلى ...
- هل من رؤية قاصرة لدى قوى اليسار الأوروبي إزاء التنظيمات الإر ...
- الطائفية المقيتة تهيمن على لغة المليشيات المسلحة في العراق!
- الرفاق والأصدقاء الأعزاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية ...
- ما هو الموقف الصائب من المصالح الإيرانية في العراق؟
- من يساهم أيضاً في إشاعة الفوضى ونسف بنود الدستور والقانون في ...
- الفراغ السياسي الراهن وعمليات القتل الجماعي في العراق
- من المستفيد من الفوضى السائدة وسيل الدماء في العراق؟
- من يفترض أن ينهض بعملية التنوير والتحديث الديني والاجتماعي ف ...
- أليس هناك من يحمي حياة مواطنينا من الصابئة المندائيين من مخا ...
- هل يستخدم الإرهابيون الصراع الطائفي لصالحهم في العراق؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!