أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .














المزيد.....

خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6069 - 2018 / 11 / 30 - 01:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أن مجلس مدينة طنجة أطلق اسم "سيد قطب"شيخ المتطرفين وملهم التكفيريين ومحرّض الإرهابيين على قتل الأبرياء وتخريب الأوطان وتمزيق المجتمعات ، على أحد أزقتها احتفاء به وتطبيعا مع عقائد التكفير وثقافة الكراهية وفقه القتل والتفجير . وأكد موقع "أنفاس بريس" وجود زنقة تحمل هذا الاسم بالمدينة . وما دام الأمر كذلك ، فوجب التنبيه إلى التالي:
1 ـ حزب العدالة والتنمية لم يقطع مع جذوره التكفيرية وروابطه الإيديولوجية مع تنظيم إخوان المسلمين . فرغم تحمله مسئولية رئاسة الحكومة للولاية الثانية ،إلا أنه ظل مشدودا إلى أصوله الفكرية والإيديولوجية الإخوانية .
2 ــ إن حزب العدالة والتنمية يثبت كل مرة أنه حزب ديني غايته أسلمة الدولة والمجتمع وضرب أسس الدولة المدنية عبر اعتماد إجراءات وقوانين تمس مدنية الدولة وتروم التأسيس لدولة دينية تستمد كل تشريعاتها من النموذج الإخواني للحكم . فمنذ تأسيسه ظل الحزب وفيا للإستراتيجية التي حددتها حركة التوحيد والإصلاح ، وفي مقدمتها "أسلمة الدولة" . وقد جاءت أطروحة المؤتمر6 للحزب واضحة في تحديد مداخل هذه الأسلمة بتوظيف المؤسسات المنتخبة والآليات الديمقراطية كالتالي(الاشتغال على قضايا المرجعية والهوية والقضايا الأخلاقية وجب أن يتم ضمن آليات الاشتغال وأدوات الخطاب السياسي أي باعتبارها من قضايا السياسات العمومية مما يقتضي التركيز على مقاربتها مقاربة قانونية وتشريعية ورقابية . فمقاربة الحزب لقضايا الهوية والأخلاق تتم بترجمتها إلى إجراءات عملية ومقترحات مفصلة مع آليات التنفيذ ، وهو ما يعني اقتراح سياسات عمومية في إطار برامج سياسية تطرح ديمقراطيا ضمن المؤسسات المنتخبة ذات الصلاحية ) . ولعل القارئ الكريم لاحظ أن إطلاق اسم منظّر التطرف والإرهاب "قطب" على أحد شوارع طنجة تم "بطريقة ديمقراطية" ، بحيث وظف الحزب المجلس الجماعي المنتخب في اعتماد هذا الاسم بإشراك مكونات هذه الهيئة الرسمية.
3 ــ إن حزب العدالة والتنمية يدين بالولاء لتنظيم الإخوان ويقتدي بمُنَظّريهم ويتخذ منهم رموزا له ومراجع إيديولوجية لأعضائه . ومادام الأمر كذلك ، فالحزب تنكّر لتاريخ المغرب ولرموز الكفاح من أجل الاستقلال ولأقطابه العلمية والفكرية التي ساهمت بفعالية في ضمان واستقلالية الهوية الفكرية والفقهية والفلسفية للشعب المغربي عن شعوب الشرق العربي . إنها إستراتيجية الأخونة التي تروم طمس الهوية الأصلية للشعب المغربي عبر طمس ذاكرته التاريخية .
4 ــ إن إطلاق اسم "سيد قطب" على شارع بطنجة هو سعي الحزب إلى جعل المغاربة يطبّعون مع رموز الإرهاب ومنظّريه الذين أشاعوا الفتن في مصر وبقية الدول الإسلامية . ففي الوقت الذي تحظر فيه مصر ودول الخليج كتب شيخ الإرهابيين هذا وتصادرها لما تشكله من خطر على أمنها ، نجد الحزب ، عبر منتخَبيه ، يتخذ من هؤلاء المتطرفين ودعاة الكراهية رموزا له يطلق أسماءهم على الشوارع .
5 ــ تكامل المخطط التخريبي الذي يستهدف النسيج المجتمعي للشعب المغربي . فبعد تسمية شوارع عديدة بمدينة أغادير بأسماء فلسطينية ، ثم استقدام دعاة الكراهية والتكفير وتحقير النساء ، وكان آخرهم عمر عبد الكافي ، جاء قرار إطلاق اسم منظّر الإرهاب والتطرف كمقدمة لإطلاق أسماء منظّرين تكفيريين آخرين على شوارع المدن المغربية. وسبق أن تصدت وزارة الداخلية لمشاريع قوانين في عدد من المدن الغاية منها فرض نمط مجتمعي غريب على الشعب المغربي حاول إخوان الأردن تطبيقه في تسعينيات القرن الماضي فكان حتْفهم السياسي .
6 ــ إن إطلاق اسم منظر التطرف والإرهاب على شوارع المدن ، وقبله استقدام دعاة الكراهية وأعداء المرأة ( العريفي ، عبد الكافي) هو خرق سافر للدستور الذي يجرّم التحريض على الكراهية والتمييز بين المواطنين .وسكوت الدولة على هذه الخروقات الفظيعة ، هو من جهة تشجيع على مزيد من الخرق والتعطيل للدستور ، ومن جهة ثانية، فتح الباب أمام التيارات التكفيرية لتغزو المجتمع من جديد بعد أن نجحت الدولة في تطويقها وتجفيف منابعها .
لهذا ، يكون لزاما على الدولة أن تتعامل بحزم مع كل الممارسات التي تستهدف وحدة النسيج المجتمعي وذاكرته الوطنية والتاريخية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس تؤسس للدولة المدنية في العالم العربي.
- احذروهم فهم يكيدون.
- تثبيت التوقيت الصيفي تأكيد للتبعية وفقدان للسيادة.
- الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .
- لازال في الإمكان تصحيح ما كان .
- دلالات الاعتداء على طالبة آسفي .
- جذور الإرهاب عقائده .
- أيها الريسوني ! الحداثة تجرّم التحرش والاغتصاب والابتزاز الج ...
- أيها الريسوني :السبي والرق أشد خسة من الدعارة 1/2.
- العنف ضد النساء جريمة تغذيها الإيديولوجيا الأسلاموية .
- من يُنقذ حرية الفكر والتعبير من الاغتيال ؟
- العرائض تفضح المتاجرين بالعقائد .
- لله دركم آل المرابط .
- حوار حول أسباب التحرش الجنسي
- تولي المرأة منصب -عدل- خطوة لتكريس المساواة.
- لنحتفل بالسنة الميلادية ولينعق الناعقون.
- المساواة في البنوة يدعمها الدين والدستور.
- الفقر في وطني صناعة ممنهجة وليس قضاء الهيا.
- الزلزال السياسي ينبغي أن يصل مداه .
- فشل المشروع التنموي ،ما العمل ؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .