أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - بالعقل يا فضيلة الإمام














المزيد.....

بالعقل يا فضيلة الإمام


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن أمور مثل الاعتقاد والإيمان, هي وظائف عقلية تحتل مكانها داخل الحالة الإدراكية للعقل الإنساني, مثلها مثل أمور الشك والظن والترجيح واليقين .... الخ.

تتشكل الحالة الإدراكية للعقل الإنساني, وتنمو وتستمر بالنمو بتأثير عوامل متعددة, أهمها تراكم المعرفة, والخبرات المكتسبة, والبيئة المحيطة, وتتفاوت بين شخص وآخر, ولذا فإن أهم خصائصها هي الإنتقائية والاختلاف, كما أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالنزعة الإنسانية, وطبيعة النفس الإنسانية وانفعالاتها, وما تشمله من توجهات وأهداف وغايات, وما يحيط بها من ظروف وأحوال.

اذن فما هو عقلاني ومنطقي لدي شخص ما ليس شرطا أن يكون كذلك لدي الآخرين.

من هنا, فإن فرض عقائد معينة علي الانسان, بحكم مولده أو انتمائه هو شيء مجاف للعقل وللطبيعة الانسانية.

كما أن شمولية الفكرة أو الاعتقاد, لا تتوافق مع انتقائية العقل, التي تتباين بين شخص وآخر, ولذلك فإن تفاصيل الفكرة أو الإعتقاد, ليست كلها قابلة للإعتناق والتصديق, الا بالعقل, حتي وان لقي جوهر الفكرة قبولا عقليا ابتداءا.

هذا يفسر الصراع القائم بين التنويريين والأصوليين, حيث يصر الأصوليون علي أن العقيدة مكانها القلب, وهو أمر غير علمي بالمرة, فليس القلب بأكثر من مضخة للدماء, في حين أن العقيدة موطنها العقل بكل تفاعلاته التي أشرت اليها.

وعندما يصمم المتشددون علي أنك مطالب بتطبيق كل التعاليم والأفكار والتفسيرات المتواترة والمتعاقبة, بصرف النظر عن صحة أصولها, وحتي لو تعارضت مع العقل والمنطق, فهو أمر بعيد عن العقلانية, ولا يخدم العقيدة, ورغم كل هذا, يصرّ شيخ الأزهر, علي أن الأحاديث المتواترة والمشكوك في صحة أكثرها, تمثل ثلاثة أرباع الدين, خاصة وأن بها الكثير مما يتعارض مع جوهر فكرة الدين, وتحمل كثيرا من الطائفية والتطرف وكراهية الآخر, فضلا عن احتوائها علي تفاصيل تخطّاها الزمن منذ أمد بعيد.

هؤلاء الأصوليون غير المجددين, لا يحترمون العقل الإنساني, ويتبنون شعار (من تمنطق تزندق), في حين أن المنطق والعقل هو الطريق الصحيح, لإكتساب عقيدة قوية راسخة, يتلوها حالة إيمانية مستقرة, لدي كل شخص (علي حدة), تلزمه بكل ما هو طبيعي وعقلاني من تعاليم.

يتغافل الأصوليون عن حقيقة أن معظم القضايا الخلافية المثارة الآن, هي قضايا لا تتفق مع العقل, ولا يمكن فهمها في أي إطار, فقضايا الميراث والطلاق وغيرها, هي قضايا غير محددة السبب أو العلة, وتفسيرات الفقهاء تتعامل مع أسبابها بسطحية واضحة, وتغلق الطريق أمام المجتهدين علي قاعدة أنها أحكام شرعية لا يجوز نقاشها, (افهم ما تفهم من الأحكام, وما لا تفهمه خذه كما هو دون نقاش).

ولا أري في هذا, الّا احتكارا لا معني له للأمور الدينية, ممن لم يوكّلوا بهذا, وأتعجب ممن يصمم علي أخذ رأيهم واعتباره حكما, رغم أن لنا عقولا مثل عقولهم, ورغم أن العقل الجمعي للناس واتفاقهم هو بلا شك أصلح من عقولهم.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح مفاهيم تحتاج للتدقيق
- جمهورية مصر المصرية
- شيخ الأزهر لا يرغب في التجديد
- الناس علي دين ملوكهم
- كونوا رجالا بحق
- لتجارة المغشوشة
- تزوير التاريخ
- العبرة لا بعموم اللفظ ولا بخصوص السبب
- كيف أكون نفسي
- الإنسان بين عبودية السيد وعبودية الأديان
- آدم والإنسان ( الجزء الثاني)
- آدم والإنسان ( الجزء الأول )
- لمحات من التاريخ السياسي للأزهر (الجزء الثاني)
- لمحات من التاريخ السياسي للأزهر (الجزء الأول)


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - بالعقل يا فضيلة الإمام