|
اخوتي مسيحيّ الشرق، اخاطبكم بكل محبة وحرص، ليس دفاعا عن الاسلام، بل دفاعا عنكم انتم، كي لا تخسركم شعوبنا، لانكم جزءا ايجابيا وأساسيا منّا:
سليم مطر
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 21:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إياكم إياكم والانقياد للكنائس الامريكية الصهيونية من امثال عميلهم (الاخ رشيد)! إسمحوا لي ان أذكّركم بالحقائق التالية التي تعمل هذه الكنائس على طمسها، وبث الحقد والتجهيل بينكم ضد اخوتكم المسلمين:
1 ـ الحقيقة المهمة والكبرى والمنسية للأسف: ان المسيحية الشرقية(العربية) النقيض التام التام التام للمسيحية الاوربية الغربية ـ الامريكية (الكاثوليكية والبروتساتنية والانجيلية).. لماذا؟ لانه بكل بساطة، ان (المسيحية الشرقية) لم تستلم ابدا السلطة منذ نشأتها قبل 2000 عام وحتى الآن. وبالتالي لم يتح لها ممارسة اي قمع ولا مذابح. بينما المسيحية الاوربية الامريكية، منذ الملك قسطنطين قبل 1700 عام وحتى وقت قريب، كانت مستولية على السلطة في اوربا، واشرفت او ساهمت بكل الحروب الاهلية والدولية والمذابح(بين البروتستان والكاثوليك وكذالك ضد اليهود)، والتصفيات العرقية(ضد الهنود الحمر في امريكا) وفرض العبودية ضد الافارقة. إذن ليس من صالحكم ابدا ابدا ربط تراثكم وتاريخكم بهذه الكنائس الغربية ذات التاريخ الدموي الحقود.
2ـ ان المسيحية الشرقية، بشرا وتراثا هي اساس الحقبة العربية الاسلامية. والسبب لانه قبل الفتح كان العالم الشرقي(العربي فيما بعد) الممتد من الخليج الى المحيط الاطلسي، كان حوالي 90% مسيحيا. ولولا المسيحية وتراثها وكفاحها الثقافي والوطني ضد المستعمرين الايرانيين(المجوس) والبيزنط(المسيحيين)، لما نشأ الاسلام وشيد اعظم حضارة انسانية في دمشق وبغداد والاندلس. ان اجداد المسلمين العرب الحاليين، ليسوا عرب الجزيرة بل سكان بلداننا الاصليين المسيحيين، وتراثهم قبل الاسلام، ليست الجاهلية، بل المسيحية الشرقية، التي انجبت اعظم اعلام المسيحية العالمية، ابتداءا من (السيد المسيح) نفسه و(يوحنا المعمدان) وغالبية التلاميذ، بالاضافة الى كبار امثال (اسحاق القطري ـ الموصلي)، و(اوغسطين الفينقي الجزائري) و(انطون القبطي المصري)، و(سمعان العمودي السوري) غيرهم الكثيرون! وهذه الحقيقة المتجاهلة عمدا، يجب ان نكافح نحن مسلمون ومسيحيون من اجل فرضها والتثقيف بها.
3 ـ من الخطأ والكذب المقارنة بين (القرآن والانجيل)، باعتبار ان (القرآن) يحث على العنف والتكفير بينما (الانجيل) يحث على المحبة والتسامح. اقول هذه حيلة سقيمة لأن اي مبتدئ يعرف جيدا ان كتاب المسيحية المقدس ليس (الانجيـــل) وحده، بل كذلك (التــــــــــــــــوراة)، والاثنان يجتمعان ليشكلا (الكتاب المقدس) الذي تعتمد عليه المسيحية بكل انواعها. نعم صحيح ان (الانجيل) روحاني ومسالم جدا، لكن (التوراة) اسوء كتاب عنصري ودموي ولا اخلاقي في ميراث البشرية. ولو بيدي لطالبت الامم المتحدة بمنعه من التداول وابقائه فقط للباحثين. يكفي التذكير، بانه في التوراة (الاله يهوى) يطلب من (موسى) في صحراء سيناء بالرحيل مع جماعته الى ارض كنعان(فلسطين) وذبح جميع السكان، بل حتى الاطفال يتوجب ضرب رؤوسهم في الصخر، بدون ذكر اي ذنب، بل فقط من اجل اخلاء هذه البلاد لسكن (اليهود احباب يهوى)!! وقد نفذت إسرائيل ولا زالت هذا التوصية اليهووية! ان التوراة هي السبب الاول لانحراف المسيحيين الاوربيين عن تعاليم المسيح السلمية، وقيامهم طيلة التاريخ بهذه الجرائم التي لم يرتكب المسلمون جميعهم بما فيهم الداعشيون، حتى 5% من حجم هولها ومذابحها وإباداتها وعدد ضحاياها. (طالعومثلا كتاب ـ الكتاب المقدس والاستعمارـ المترجم عن الانكليزي، رابطه تحت). ولوكنت انا مسيحي، لكافحت من اجل تخليص المسيحية من هذا الكتاب الاجرامي، قبل ان تخلصوا المسلمين من قرآنهم!!!
4 ـ الكثيرمنكم يعلمون، ان جميع اعدائكم من المسلمين، اما حلفاء علنيين او سريين للدول الغربية(المسيحية)!!! فهل نسيتم ان الوهابية التي فرّخت القاعدة وداعش وجميع شيوخ الظلام، ودولتيها السعودية وقطر، هي الحليف التاريخي والمحبوب لهذه الدول الغربية (المسيحية)! قبل تسلل شياطين المسيحية الغربية الى بلداننا قبل عدة قرون، ظل المسيحيون الشرقيون طيلة قرون الحكم الاسلامي يعيشون مثل اخوانهم المسلمين خيرا وشرا. لم يذكر لنا التاريخ أية مذابح جرت ضد المسيحيين. وغالبيتهم دخلوا الاسلام بالتدريج ليس خوفا، بل طمعا بالمغانم والاستفادة من الدولة. يكفي تذكيركم، انه حتى سقوط الدولة العثمانية في القرن العشرين، كان غالبية سكان (اسطنبول) عاصمة الخلافة، من المسيحيين، وان تقريبا جميع امهات السلاطين العثمانيين كن مسيحيات!! حتى المذابح الشهيرة ضد الارمن والسريان التي اشرف عليها الاتراك ونفذها اغوات الاكراد، هي من تشجيع واعداد الكنائس الاوربية (الكاثولكية والبروتستانية) ضد اخوتهم (الارثوذكس)! هل نسيتم ان (القسطنطينية ـ اسطنبول) عاصمة المسيحية الارثوذكسية(الشرقية)، لم تسقط بيد الاتراك المسلمين، الا بفضل عمليات التدمير والحصار التي ظلت تقترفها جيوش الكنيسة الكاثوكية الغربية، منذ الحروب الصليبية، التي لم تكن ضد المسلمين وحدهم، بل ضد المسيحيين(الارثوذكس) باعتبارهم مارقين! هل نسيتم ان المذابح ضد المسيحيين في العراق جرت بعد دخول الامريكيين، وان (داعش) مثل (القاعدة) هي صناعة (امريكية ـ إسرائيلية)، مولتها السعودية وقطر واستفادت منها تركيا وحتى ايران، كل حسب مصالحه. 5 ـ بالنسبة لهذا المدعو(الاخ رشيد) الذي يتهجم على الاسلام والسلمين باسم الدفاع عن المسيحية. بالحقيقة هو عضو في كنيسة امريكية بروتستانية انجيلية امريكية، من التيار المعروف رسميا بـ (الصهيونية المسيحية)، التي تدافع عن تأسيس اسرائيل وتأخذ المعونات منها وتبرر سياستها العنصرية. مع هذا نحن نقول ان من حق هذا الشخص ان يعبّر عن رأيه ويحاور من يحاور. ولكن ليس من حقّه ابدا ان يتكلم باسم المسيحية والمسيحيين، ليخدم (المشروع الغربي ـ الصهيوني ـ الوهابي) منذ قرنين لدفع المسيحين للهجرة من خلال تأجيج الاحقاد بينهم وبين الملسمين. ليس صدفة ابدا انه منذ قرن جميع السفارات الغربية تعمل على تسهيل هجرة المسيحيين. كما نجحوا باخلاء بلداننا من (اليهود) من خلال تكوين (اسرائيل)، هم يعملون بلا كلل لاخلائها من المسيحيين. ليس صدفة ان اسرائيل عملت كل جهدها لاخلاء فلسطين من المسيحيين. لان الوجود المسيحي في بلداننا عنصرا ايجابيا وجسرا للحوار مع اوربا. فيا اخوتي (مسيحي الشرق) احذروا المشاريع الشيطانية لبث الحقد ضد اخوتكم المسلمين. ادينوا مثل هؤلاء الاشخاص والجهات والمواقع التي تبث الحقد والتشويه. اعلنوها جهارا انكم ضد هذا العميل(الاخ رشيد) وانه لا يمثلكم وليس من حقه ان يتكلم باسمكم. من حقه فقط ان يتكلم باسمه وحده! اكرر، انا لا ادافع عن الاسلام فهو ليس بحاجة لي، وانا ديني ضميري، بل ادافع عنكم وعن سلامتكم وضرورة بقائكم ونشاطكم في بلدانكم الى جانب اخوتكم من جميع الاديان والطوائف، بعيدا عن مشاريع الحقد مهما كانت، إسلامية ومسيحية ويهودية!
#سليم_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله ، الدين، الشريعة، الحج، نبي، حواء، آدم، المسيح ،عيسى، م
...
-
الجوائز الثقافية الخليجية السعودية والسيطرة على مثقفي العالم
...
-
العراق.. الى المحتجين واصحاب الضمائر الباحثين عن حل: هذا اقت
...
-
الاصول الدينية العراقية المصرية للأديان السماوية: اليهودية و
...
-
الاصول الدينية العراقية المصرية للأديان السماوية: اليهودية و
...
-
الاصول الدينية العراقية المصرية للأديان السماوية: اليهودية
...
-
(نظام القرعة) هو البديل المستقبلي العالمي عن (نظام الانتخابا
...
-
من اجل نظرة جديدة عن: (من هم العرب)؟!
-
الى النخب الكردية العراقية، ها قد آن أوان خلاصكم من هذين الك
...
-
ماذا تعني مجلة خاصة بالهوية الوطنية؟
-
تيار الهوية الوطنية العراقية، هو المطلوب لتوحيد العراقيين!
-
الى جميع اصحاب الضمائر من العرب والمسلمين: لنكافح من اجل اقر
...
-
كتاب(المنظمات السرية التي تحكم العالم)، صدور الطبعة الثانية
...
-
هذا هو سبب انفصام الشخصية العربية، وضعفها وانحطاطها!!
-
آخر واهم اكتشاف في العصر الحديث: القصة الحقيقية لتحول اول قر
...
-
الساعات الاخيرة من حياة زعيم
-
أنا وآخري
-
زعيم ثورتي
-
خرافة الديمقراطية
-
يا عراقيين اصحو اصحو اصحو اصحو.. الى متى تصرون على دفن رؤوسك
...
المزيد.....
-
مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر
...
-
الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا
...
-
شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
-
هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال
...
-
الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
-
الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا
...
-
الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم
...
-
الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس
...
-
الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|