أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يحيى غازي الأميري - الصابئة في مدينة واسط خلال العصر العباسي للفترة 324 656 ه أو 953 1258 م















المزيد.....

الصابئة في مدينة واسط خلال العصر العباسي للفترة 324 656 ه أو 953 1258 م


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 10:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لموقع مدينة واسط المتميز وسط العراق شأن بارز ودور مهم في تأريخ العراق منذ تأسيسها على يد (الحجاج بن يوسف الثقفي ) عام ( 83هــ) واختيارها مركز للعراق خلال فترة العصر الاموي ، وتقول باحثة الأثار (جنان خضير منصور ) في مقالتها الموسومة ( تاريخ واسط ) المنشورة في مجلة فيزوبوتاميا ( بلاد النهرين ) العدد( 5 و 6) والمنشورة على صفحات الانترنيت تقول : عن بناء المدينة
(امـا عن تاريخ بناء المدينة فقد اختلفت المصادر في تحديده، إلا ان معظمها يجمع علي ان عملية البناء تمت بين الاعوام 83هـ ــ 86هـ/ 702 ــ 705م أي في أواخر حكم الخليفة عبد الملك بن مروان الذي استأذنه الحجاج في انشاء المدينة. واني ارجح بناء مدينة واسط سنة 83هـ/702م معززين الرأي بما وصلنا من مسكوكات فضية (دراهم)، مضروبة بهذه المدينة حيث تعتبر المسكوكات وثائق اساسية ومهمة جداً يعتمد عليها في تتبع مسيرة التأريخ وفك الاشكالات والتداخلات التي يقع فيها كتابه. ويحتفظ المتحف العراقي بدرهم فضي مضروب بواسط سنة 83هـ، كما ويحتفظ بدرهم اخر من ضرب سنة 84هـ. وهذا يقدم لنا دليلا علي ان بناء المدينة كان قبيل عام 83هـ واخذت تستكمل بعد ذلك مرافق المدينة حتي عام 86هـ. لقد وصفت واسط بناء وتخطيطاً بأنها كانت تقع علي الجانب الغربي لنهر دجلة يقابلها علي الجانب الشرقي مدينة قديمة تسمي كسكر. وقد ربط المدينتين جسر من السفن على كل جانب من جانبي النهر جامع، وكان يحيط بالمدينة سور وخندقان، إلا ان( بحشل)1 يذكر انه كان للمدينة سوران وخندق ) .
وكذلك تشير الباحثة جنان خضير منصور الى ان ياقوت الحموي يقول :) واسط اكتسبت اسمهما من موقعها الوسط بين البصرة والكوفة والأحواز ) .
وبعد سقوط الحكم الاموي وانتقال الخلافة للعباسيين وبناء بغداد على يد ( ابو جعفر المنصور) عام 145هـ ، وأختيارها عاصمة للدولة العباسية ، بقيت واسط من الأقاليم المهمة في العراق ، وخلال القرن الرابع الهجري حدثت تقسيمات أدارية مهمة في العراق أصبحت واسط ، أحدى الولايات المهمة والمرموقة حيث ضمت مدنا ًعديدة وقرى وقصبات كثيرة .
ويشير الأستاذ عبد القادر سلمان المعاضيدي في كتابه الموسوم ( واسط في العصر العباسي )2 وكان يسكنها خليط من العرب والفرس والاتراك والديلم والنبط * والزط **، وقد تعايشت فيها طوائف دينية الى جانب المسلمين ، اذ كان هناك نصارى ويهود وصابئة مندائيون .
ويوضح الأستاذ المعاضيدي : لقد كانت مناطق وجودهم ( الصابئة المندائيين) تمتد من واسط الى خوزستان في منطقة (الطيب ماثا ) بعد هجرتهم ونزوحهم من مدينة حران وقبلها من فلسطين ، كما ورد ذلك في أحد كتب المندائيين كتاب (حران كويتا )3 المدون باللغة المندائية .
كما أن هناك العديد من المصادر تشير الى أنهم سكنوها قبل الفتح الاسلامي بزمن طويل ، وعندما جاء الفتح الاسلامي ذهب وفد من الصابئة لمقابلة القائد العربي المسلم وعرضوا عليه أمرهم فأقرهم على دينهم فأكسبهم ذلك قوة ومنعة بأعتبارهم أصحاب كتاب وظلوا بين المسلمين يؤدون الجزية . فقد كتب الأستاذ عزيز سباهي ***في كتابه الموسوم ( جذور الصابئة المندائيين ص193 مانصه ( ونحن تعرف ومن كتاب حران كويتا أن أنش بر دنقا ، وكان يشغل أعلى المراكز الدينية عند المندائيين ، قد ذهب وبصحبته مجموعة من وجهاء المندائيين إلى قائد الجيش الإسلامي وأوضح له طبيعة دينهم وعرض عليهم كتابهم الديني ( الكنزا )4 لكي يضمن لقومه التسامح الذي خص به القرآن أهل الكتاب ، وقد تم له ذلك ).
وفي صفحة 180 من كتاب الاستاذ عزيز سباهي يقول : (ورد في كتابهم ( حرّان كويتا ) أنهم كانوا جماعة كبيرة ، وأن في الأيام الأولى من وجودهم في بلاد ما بين النهرين وليس في ميسان وحدها ، كان هناك أربعمئة مشكينا ( أي مندي ، وهو المعبد المندائي ) .
وعن دور الصابئة في المساههمة في بناء الحضارة في بلاد الرافدين يشير الاستاذ ( عزيز سباهي ) في صفحة 9 من كتابه ( جذور الصابئة المندائيين ) ( لعب الصابئة ، رغم كونهم طائفة دينية صغيرة ، دورا ً ملحوظا ً في تطور الحياة الروحية والفكرية في بلاد مابين النهرين خلال ظهور المسيحية وانتشارها أو بعد ظهور الإسلام ، ولاسيما بعد ازدهار الحضارة العربية ــ الإسلامية أيام العباسيين ، ولمعت من بينهم شخصيات علمية أسهمت بقسط وافر في إعلاء شأن الحضارة العربية ـــ الإسلامية ) .
يشير الاستاذ عبد القادر سلمان المعاضيدي في كتابه ( واسط في العصر العباسي ) لقد سكن الصابئة المندائيون في الجانب الغربي من مدينة واسط وكان لهم درب خاص بهم سمي( درب الصاغة) لانهم كما يشير المؤرخ ( الخطيب البغدادي ) أشتهروا بمزاولة الصياغة كحرفة خاصة بهم .
ويشير الاستاذ عبد القادر المعاضيدي في بحثه لقد ساعد وجود الصابئة في واسط على ظهور علم الفلك فيها لمعرفتهم الواسعة في علم الفلك والرياضيات تلك المعرفة التي نقلوها معهم من مدينة حران المشهورة في علم الفلك. ويشير الى وجود ( البيت المندائي ) الذي يعد من أهم البيوتات التي ساهمت في بناء وتطوير الحياة الفكرية والثقافية في واسط ، فيقول ( أذ اشتهرت في واسط عائلة عريقة في القضاء والعلم والرواية وهي من اصل (مندائي ) ساهمت في تطور الحياة العلمية فيها .

ومن ابناء هذه العائلة المندائية كما ورد في كتاب الاستاذ عبد القادر المعاضيدي :
1 ـــ القاضي ابو العباس أحمد بن بختيار أبن المندائي توفي سنة 552 هـ 1157 م وهو قاض ٍ وكاتب .
2 ـــ أخوه أبو السعادات علي بن بختيار أبن المندائي وكان أديبا ً وشاعرا ً وكاتبا ً وقد تولى القضاء في واسط .
3ـــ أبو الفتح محمد بن بختيار أبن المندائي توفي سنة 605هـ ـــ 1208 م وقد تولى القضاء في واسط .
4 ــ أبو حامد محمد بن محمد أبن المندائي فقيه توفي سنة 602 تولى القضاء في واسط .
5 ــ أبو العباس أحمد بن محمد أبن المندائي وكان من رجال العلم والحديث توفي عام 642 هــ


يحيى غازي الأميري
السويد في أذار 2006
yahya_ghazi 2003
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) بحشل : هو ( أسلم بن سهل الواسطي ) توفي في 292 ألف كتاب ( تاريخ واسط ) وقد كان من كبار الحفاظ العلماء من أهل واسط ، وقد حقق الكتاب كوركيس عواد .
( 2 ) كتاب ( واسط في العصر العباسي ) للأستاذ عبد القادر سلمان المعاضيدي ، أستاذ العلوم الأسلامية ، والكتاب دراسة تأريخية قيمة عن أحوال واسط الادارية والأجتماعية والثقافية والإقتصادية و كذلك عن الحياة السياسية وطوائفها الدينية خلال العصر العباسي لفترة من ( 324 هـ لغاية 656هـ ) أو (953 لغاية 1258 م) .
* النبط : هم من الأراميين سكان العراق القدماء وكان هؤلاء يسكنون البطائح ويشتغلون بالزراعة وقد أطلق المسلمون بعد فتح العراق على سكان السواد اسم النبط . المصدر السابق
** الزط : أصلهم من بلاد السند وهم مربوالجاموس وقد تحولوا أخيرا ً الى قطاع طرق حتى قضى عليهم الخليفة المعتصم وكان يقدر عددهم قرابة ( ألـ ) 27 ألف . المصدرالسابق
وكذلك تشير عديد من المصادر ان الزط هي احدى اسماء الغجر . فقد ورد في كتاب ( الغجر الظرفاء المنبوديين ) الطباع والدكتور منذر الحايك : يعدد الكتاب بعض التسميات العربية القديمة للغجر كالزط والسبابجة, وتجمع المصادرالعربية على أن الزط قوم من بلاد الهند وبالتحديد من حوض نهر السند, ويعتقد أن (زط) عرّبت عن أصلها (جت) وهي باللغة الهندية اسم هؤلاء القوم الذين كانوا يعرفون بـ(زنوج الهند) بسبب بشرتهم السمراء .
*** الأستاذ عزيز سباهي : مناضل وسياسي ، وكاتب وباحث له العديد من الاصدارات والدراسات والبحوث ، وكتابه ( (اصول الصابئة المندائيين ) يعد من الدراسات القيمة التي أضيفت للمكتبة العربية فيما يخص الديانة المندائية لما احتواه من مصادر غزيرة متنوعة ، بالاضافة إلى تحليلاته وشروحاته الوافية .
( 3 ) كتاب ( ديوان حران كويتا )أو ( ديوان حران كويته ) وهو محاولة لعرض تأريخ الطائفة المندائية . وقد وضع الكتاب ودون في بداية العهد الإسلامي الأول . وقد ترجمته السيدة دراور ونشرته سوية مع كتاب ( تعميد هيبل زيوا ) في الفتكان عام 1953. المصدر:عزيز سباهي ( اصول الصابئة المندائيين) ص15
( 4 ) كتاب الـ ( كنزا ) هو كتاب ( كنزا ربا ) ، أو الكنز العظيم ،أو السيدرا ، هي جميعها أسماء لكتاب واحد الا وهو الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ، وكنزا يكتب بالمندائية بالجيم وليس بالكاف وأثرنا على كتابته بهذا الشكل لان المندائيين ينطقون الجيم كاف . المصدر ( أسماء الأعلام المندائية في ( كنزا ربا ) ص2 وهو دراسة ماجستير في اللغات السامية ( اللغة المندائية ) ـــ جامعة بغداد 1997 للأستاذ عبد المجيد سعدون الصباحي
الصابئة



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أمي .. وفيروز .. والإنقلاب .. شدة وفرج
- الاشاعات ومروجوها ..... جيف وقمامة لا تستحق إلا الطمر
- زهرون وهام .... رمزٌ جميل للصداقة ، والتواضع
- العزيزية ...... سحرها بنهرها وشاطئيها وأهلها
- مسودة الدستور الجديد ضربة موجعة للأقليات الدينية غير المسلمة ...
- الى : أول صوت ( للصابئة المندائيون ) في لجنة كتابة دستور الع ...
- تثبيت حقوق طائفة ( الصابئة المندائيين ) في الدستور يقطع عنهم ...
- الصابئة المندائيون ....أخيراً ....في لجنة كتابة دستور العراق ...
- أحداث من الماضي الأليم .... محفورة في الذاكرة
- الصابئة المندائيون : حصتهم من الاضطهاد كبيرة ...ومن الغنائم ...
- سلاما ً يا أحبتي
- قديس أسمر من الناصرية أسمه سلمان منسي
- من يضمــــــــــــد جراحنا ؟ من يوقف مآسينـــــــــــــــا؟


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يحيى غازي الأميري - الصابئة في مدينة واسط خلال العصر العباسي للفترة 324 656 ه أو 953 1258 م