عمر عبد الكاظم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 14:37
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
الكثير من صغائر الامور في بعض الاحيان تكشف عن حجم المأساة التي يمر بها مجتمعنا العراقي من حيث انه مجتمع مأزوم ومهزوم وعنيف لاشك ان هذه الصفات السيئة هي ليست صفات لصيقة ولا ماركة يعرف بها المجتمع العراقي ويميزه عن غيره من الشعوب .
بل هي وليدة ازمات وظروف كثيرة منها عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحروب المتتالية والتي مازالت مع الاسف الشديد مستمرة الى حد هذه اللحظة .. الخ من الازمات التي مرت على العراقيين فانتجت بدورها مخرجات بشرية سيئة للغاية .
اثارت قضية محافظ نينوى مؤخرا الرأي العام العراقي والهبت مواقع التواصل الاجتماعي وانقسم العراقيين الى فسطاطين فسطاط مؤيد للمحافظ الذي تجاوز صلاحياته الادراية وظهر بمظهر الرجل الحازم وفسطاط مؤيد للمعلم الذي يعنف الاطفال ويرهبهم .
فالعاكوب محافظ نينوى والمعلم الذي تم تعنيفه واهانته هم بلاشك نتاج ظروف العراق الاجتماعية والسياسية المضطربة الاثنين معا هم نموذج مصغر لثقافة العراقيين الحالية ثقافة العنف المتغلغلة في الشخصية العراقية لان الاثنين معا هم في نفس الوقت ضحايا وجلادين ضحيا ثقافة جبلتهم على العنف .
لايمكن التخلص من هذه الثقافة المشينة حاليا الا بمظافرة جميع الجهود من خلال تفعيل القوانيين الحكومية وردع كل من يتجاوز صلاحياته الادارية ان كان المحافظ او المعلم او ائمة مساجد او خطباء منابر اوشيوخ عشائر او غيرهم ..
واقامة ورش متخصصة يقودها علماء اجتماع وعلماء نفس واطباء نفسانيين ممن يحفل سجلهم المهني بالسلوك القويم لاعادة تاهيل المجتمع العراقي وخاصتا للعامليين في القطاعات الحكومية ان كانوا اساتدة جامعات او اطباء او مدرسين او معلميين او محامين او اداريين او غيرهم فالجميع اليوم مصابين بلوثة العنف ان كان العنف لفظي او جسدي ......
#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟