|
رسالة إلى الرئيس العراقي الجديد
نبيل تومي
(Nabil Tomi)
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 14:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأستاذ برهم صالح رئيس العراقي الجديد تحية وأحترام :- في البدء أهنئك على أستلام منصبك الجديد ونتمنى أن توفق في مـا عاهدت به الشعب العراقي يوم أقسمت أن تكون مخلصا وقائدا للجميع ومثالا يحتذى به وبأن تكون الرجل الصالح الذي يسهر على أبناء البلد من صغيرهم إلى كبيرهم دون النظر إلى جنسه أو قوميته أو دينه طائفته أو مذهبه ، وأن تعامل الجميع سواسية كمواطنيين من الدرجة الأولى ، وأقسمت بأنك ستحافظ وتدافع على العراق وطنـا وشعبـا وتنهض به كبقية الأمم ... أتمنى أن لا أكون على خطأ فهذا ما سمعته حين أديت اليمين والقسم الدستوري ... ولكني أرى بأن هذا القسم يتضمن أيضـاً الكثير الذي لم يتسع الفعل الدبلوماسي من ذكره فلهذا أذكرك بأن تقسم على أن تراعي وتهتم أكثر بمن فقد أهله من اليتامى والمشردين الذين يفرشون الشوارع والأماكن العامة منتظرين رحمة من الله والعباد ثم أن ترعى بدرجة أكبر العوائل المتعففة والتي جنت عليهـا الأيام بالعوز ولكنهـا تمسكت بكرامتهـا ولم تبيع ظمائرهـا مخافة من الرب وألتزامهـا الأخلاقي وفضلت مذلة الفقرعلى مهانة أن تصبح سلعة في سوق النخاسة ، ولا تنسى الأرامل من أخواتك العراقيات الكثر والائي غدر بهم زمن القتل العشوائي والحروب العبثية المقيتة وأنت خير العارفين بهـا لأنك أحد الأشخاص الذين قارع النظام البائد وحارب من أجل السلام وضد الحروب ولأنك عانيت الأمرين منهـا ككردي ويوم كنت أحد أقطاب المعارضة ، تتذكر تلك الحروب والموت والدمار والقتل على الهوية والتهجير القسري والكيمياوي والأنفالات ثم جاء الأمريكان بأسم تحرير العراق وأمطروه بما لديهم من أحدث الأسلحة الفتاكة مما تضاعف عدد الأرامل عدة مرات وهـّن لم يكن لديهّن فيهـا لا ناقة ولا جمل سوى خسارة الأخضر واليابس . وبالتأكيد أنت على دراية بمـا يعانيه الأغلبية من العراقيين من سوء الأحوال العامة في سوق العمل وتوقف الصناعة والزراعة والأنتاج المحلي والترديئ الكبير في أحوال الصحة ومنشأتهـا والأنحدار نحو الهاوية في ميدان التدريس والمدارس من الصف الأول إلى الجامعات وهذه الكوارث التي أحاقت بالمجتمع وصولا ألى الخدمات العامة والنكبات التي تعيق ليس تطور الشعب وإنمـا مجرد أن يحيا حياة طبيعية لا أكثر . وأنت أدرى الناس بمرتبة العراق الأولى في أكثر الأشياء سوءا بين دول العالم . عزيزي نحن نعرف مقدار ثقافتك ونضالك من أجل الأنسان ورقيّه سيمـا وأنت من ساهم في الكثير من المؤتمرات والمحاضرات والندوات واللقاءات المختلفة وعملت المستحيل من أجل الخلاص من النظام الدكتاتوري السابق الذي حرم وظلم العراقيين وهجرهم وقتلهم ، فلهذا نسئلك أن تكون أمينـا لما عاهدت به الشعب وضحيت لأجله ، وأن تولي أهمية لكل تلك المعضلات وبالدرجة الأولى أن ترفع شعار مكافحة الفساد والفاسدين بحق وأن تضع سقف زمني لأنهاء هذه الحقبة المهينة بحقنـا وأن لا تتوانى من أجل تطوير وأنقاذ الثقافة والعلم والفنون والتي هي من تصنع تاريخ الشعوب وترتقي بالأمم ، وأرغب في أن افصح بشيئ علهُ في غيرمكانه ولكني مضطر للبوح بما أن صدرك مفتوح ومليئ بمحبة الناس ، هوأني رأيتك تحمل كيس النفايات الأسود مع بعض المجتهدين معك وأنتم تلتقطون النفايات من بعض الأماكن العامة ، أستغربت من هذا التصرف بشدة ، وخجلت لهذا الموقف حقاً ، ثم تداركت الأمر وقلت بأن هذه ليست مهمتك فنصف العراقيين ( حماميل وزباليين وكناسين ومشردين وجياع وعاطلين وأميين ومكبسلين ومخدّرين ومرضى وموتى وهم أحياء ) فهؤلاء يئنون من شغف العيش وقلة الرزق يستطيعوا فرحين أن ينظفوا الشوارع والمدن من كل شيئ أن أردت !!! ونصف النصف المتبقي الآخر هم سادة وآئمة وشيوخ ولصوص تحولوا من جياع إلى رأسماليين وأصحاب عقارات ومرتزقة وأنتهازيين وأغلبهم نصابين ، هم الذين أستبدلهم الأمريكان بالنظام السابق !!! ولم يتبقى سوى ربع السكان أو أقل ، فهم ما زالوا في خانة البشر الأسوياء يحمون الوطن في قلوبهم وحاملين على ظهورهم أطنان من الهموم والعلل والآلام وأيضاً مفاتيح التغير والحياة الأفضل للعراقيين جميعـا . يا سيادة الرئيس المحترم نأمل أن تعمل المستحيل لتثبت لنـا وللجميع بأنك الرجل المناسب الذي سيقود العراق إلى الخلاص وأنقاذ الشعب من جميع تلك المظالم التي طالتهُ ودنست تاريخة وأخلّت بأخلاقه وبموازين علاقاته مع البعض ، أعلم سيادتكم بأن المسألة كبيرة وهي صعبة عليك وحدك ولكن أن كنت ستبدأ بأعلان تلك الحرب الشريفة فستجد بأن جميع العراقيين سيلتفون من حولك يؤازرونك ويدعمونك ويدافعون عنك صدقاً أقول لك أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة ولا تكن بجمع النفايات ... بل بكنس اللصوص والمجرمين الفاسدين والمسببين في كل هذه الكوارث فهل أنت ذلك الرجل الذي سيخطو تلك الخطوة
#نبيل_تومي (هاشتاغ)
Nabil_Tomi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حيا على الصلاة
-
ثلاثة أشهر طول المسرحية
-
إلى من غادرنا مبكرا وأصبح نجما منيرا
-
هل نحن على خطأ
-
هل سيعود الأرهاب بخسارة الذئاب
-
موضوع الأنتخابات العراقية القادمة
-
هل لمجلس النواب أية فائدة
-
8 – شباط 1963 بدء أنتكاس العراق
-
أجنحوا للسلم رأفة بالشعب العراقي المتعب
-
متى تلبى طلبات الجماهير
-
لقاء في ذكرى الثالثة لسقوط الموصل
-
تحية لمؤتمر المدافعين عنا نحن الأقليات العرقية و الدينية
-
السعودية ترأس لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة ... هليلويا
-
عيد المرأة العراقية بطعم أخر
-
من قتل المتظاهرين
-
مشاهد شوهت الذاكرة في 8 شباط 63 الأسود
-
رأي في قانون الحشد الشعبي
-
أية تهنئة أتمناها لكم
-
الثائر ... من يكون ؟
-
المرأة ... هي الحل
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|