نبيلة جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 10:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما يتجاوز المد الظلامي قلاعا كنا نخالها حصينة..وعندما تتناقل الأيادي الصغيرة بين جدران المدارس شريط عنف بامتياز بدعوى انه دعوة للدين والطريق المستقيم والتذكير بيوم القيامة ..
"شاب يعذب في قبره" شريط جديد من سلسلة الشرائط الألفريد هيتشكوكية التي تخرجها قوى الظلام و دعاة الرجعية و مناصري اللاعقل والخرافة..فبعد نجاح قصة الفتاة الممسوخة بحصدها الآلاف من جوائز الأوسكار الرمزية من الناس. .يأتي الآن دور هذا الشريط الذي أول من دق؛ دق باب المؤسسات التعليمية في أوقات الامتحانات ليتبادله التلاميذ في انبهار يشل العقل و يعطل التفكير..فالشريط يضم مجموعة من اللقطات المرعبة لشاب ميت في الثامنة عشر من عمره توفي وتم دفنه ،ليخرج من قبره وجثثه مليئة بالندوب و آثار الكي وشعره يكسوه الشيب و كأنه قد خرج لتوه من أعماق الجحيم..ليعلن مفتي الشريط بطريقة دموية أن هذا الشاب عذب بسب تركه للصلاة و سماعه للأغاني ..
وسط حجرات الدرس و بمباركة بعض الأساتذة ينتقل الشريط بين التلاميذ، و دون أدنى إحساس بأن نسخ هذا الشريط و بيعه، بمثابة جريمة ضد الإنسانية و ضد الوطن تستحق اشد العقاب. لان من يقرا و يتفرج على عذاب القبر إنسان ميت لا يمكنه العيش و الإبداع و تقويم المجتمع و تطويره. و لعل هذا السبب هو الرئيسي في إخراج هذا الشريط و زرعه وسط فئة معينة من الناس لا تملك آليات التحليل و المناقشة، وسط الأسواق و في أوساط التلاميذ الذين يعتبرون عجينا سهلا قابلا للتشكيل . فإذا كان هذا هو حال المدارس و الاعداديات فليس بالبعيد يتحول المجتمع غدا إلى بياعي خوذنجان و مساويك أمام المساجد، منتظرين حلول يوم القيامة، مهمشين أحب شيء إلى الله و هو العمل و العلم .فإلى أي منطق يحتكم دعاة الظلام و على أي شرع يستندون في التعبئة لحملاتهم الانتخابية بأفلام رعب .
#نبيلة_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟