أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان محمد السعيد - عنصرية البلهاء














المزيد.....

عنصرية البلهاء


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6065 - 2018 / 11 / 26 - 14:39
المحور: حقوق الانسان
    


لم اتقبل ابدا ان تكون الفروق الفردية من لون وجنس ودين أو قناعة سياسية هي سبب كافي لاعتقاد البعض أنهم افضل من غيرهم وأنه يحق لهم ما لا يحق لغيرهم.
ولم اعتبر نفسي جزء من مجموعة اللهم الا مجموعة البشر، وحتى التفاخر بالمهن أو المستويات الاجتماعية كنت ومازلت وسأظل اعتبر انه من قبيل البلاهة والغباء.
ولا استطيع تفهم الخلافات الكبيرة بين اصحاب الديانات المختلفة أو اصحاب الطوائف المختلفة في نفس الديانة والتي قد تجعل كل منهم يعتبر أن من حقه سلب الأخر حياته وحقوقه.
وبالتأكيد لا استطيع تصنيف معايرة موجه لغة في وزارة التعليم لطفلة بلون بشرتها أو تصنيف اضطهاد مشرفات في أحد المعاهد التعليمية لطالبة بسبب لونها، الا في باب انعدام الثقافة الانسانية فلو كان من يعير الأخر بلونه أو أي فروق فردية اخرى يعلم أن الكل متماثل من تحت الجلد وأن الفرق يكمن في بعض الصبغيات التي يزيد تركيزها أو يقل في بشرة شخص مقارنة بالاخر وأن التمايز الحقيقي هو تمايز بالعمل والاجتهاد واتباع الحق ودعم الحقيقية ومساندة الضعيف والوقوف في وجه الظلم لما وصل بنا الحال لأن تنهي شابة جميلة حياتها بسبب هؤلاء الذين انعدمت انسانيتهم.
ان مثل هذه الأفعال تذكرني بقول الامام علي بن ابي طالب "مَا لِابْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَآخِرُهُ جِيفَةٌ وَلَا يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَلَا يَدْفَعُ حَتْفَهُ"
ولكم تملكتني مشاعر الغضب من معايرة العربي لأخيه في كل خبر ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي أو في كل لقاء رياضي يفترض ان يجمع بين الاشقاء لا ان يفرق بينهم، أو ظلم العربي لأخيه بسبب اضطراره للعمل في بلده أو قصف العربي لأخيه واستحلال دمائه أو مساندة المحتل الغازي على الأشقاء.
وكلما عاير عربي اخيه بسبب احوال بلاده اكاد اشعر أنني ارى جرذين يطل كل منهما من بالوعة فيعير صاحبه ويؤكد له ان بالوعته هي انظف من بالوعة الأخر وأن تاريخ عائلته من الجرذان يعلو على تاريخ عائلة الأخر، عليك اولا ان تنظف بيتك من الفاسدين المجرمين الذين حرموك من ثروات بلادك ونزعوا منك حقوقك الأدمية واوصلوك الى ما انت عليه من جهل وعنصرية وان تساعد اخيك وتتضامن معه لا ان تتخذه مادة للسخرية وتشمت في احواله او تتفاخر عليه وحالكما لا يختلف كثيرا عن بعضكما البعض فكلنا في الهم عرب وكلنا في الذل عرب وكلنا في الظلم عرب.
ان نقص الفرص وانتشار الجهل وانعدام الأمن يجعل كل انسان يبحث عن مجموعة يتضامن معها ويجد لها من الفضائل ما يجعلها احق من غيرها بالشرف او الثروة وهو ما يؤجج من الكراهية ويزيد من العداء ويجعل الناس تصطف في مواجهة بعضها البعض وتنتهك حقوق بعضها البعض لمبررات ما كان لها أن تظهر في بلد قائم على العدل يتم فيه محاسبة الفاسد ويتساوى فيه الجميع في الفرص ولا يتمايز الا اصحاب الموهبة والمجتهدين.
اتمنى ان يعرف كل انسان ان الجمال بداخله وان كل الألوان جميلة وكل الملامح جميلة وان القشرة الخارجية لا تغني عن الجمال الداخلي وأن لا تلتفت فتاة الى اشخاص بلغ بهم الغباء حد ان يعيروها بلونها او بملامحها أو غيرها من الفروق الفردية، وان تجد في نفسها مواطن القوة لتعمل عليها لا ان تستجيب لهؤلاء الأغبياء المتنمرين وتنهي حياتها البريئة الثمينة وتتركهم يمارسون عنصريتهم وغبائهم وتنمرهم على ضحية جديدة!
ان لونك او دينك أو جنسيتك أو بعض النجوم والرتب النحاسية التي تعلو كتفيك لا تجعل لك حقا يفوق حقوق الاخرين ولا تجعلك افضل من غيرك وانما ما يجعلك افضل بحق هو ان تكون انسان يشعر بغيره ويعمل على ترك اثرا طيبا على هذه الأرض.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة المنشار عار
- حسنين ومحمدين
- التنوع البيئي والتنوع السياسي
- الجسد المريض
- غزة الصغيرة الكبيرة
- ميزان الديمقراطية
- طويل العمر
- دعم الاستقرار
- الثمن الباهظ
- مؤتمر الشباب ودعم الخبز
- صفعة القرن
- القهر
- ادعموا القتلة والخارجين عن القانون
- لماذا تكرهوننا؟
- المواطن المخبر
- المجرم الخائب
- على شفا الهاوية
- أعداء الثورة
- الكفيل
- طريقة اللواءات في حل المشكلات


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان محمد السعيد - عنصرية البلهاء