رســـالة نـوروز

الحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا

الحوار المتمدن-العدد: 431 - 2003 / 3 / 21 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

يا جماهير شعبنا الكردي

أيتها القوى الوطنية والديمقراطية في البلاد

   

    في كل عام ، وفي الحادي والعشرين من شهر آذار ، يجدد جماهير شعبنا الكردي في أماكن تواجده ، ومن خلال احتفاله بعيده القومي « نوروز » ، مضمون رسالته الإنسانية ، والمعاني الحقيقية لهذه المناسبة السامية ، وذلك من خلال تأكيده على تمسكه بقيم ومبادئ الحق ، وإصراره على ترسيخ وشائج الأخوة وعرى الصداقة بين الشعوب قاطبةً ، ودعوته إلى السلم والوئام ، وعشقه إلى الحرية والانعتاق ، إلى مجتمع يسوده العدل والمساواة ، وينتفي فيه كل أشكال القهر وممارسات العنف ، إلى حياة بنيانها الخير وقوامها المحبة .

     هذا العيد الذي يعتبر في مضمونه نقلةً نوعية في تاريخ وحياة شعبنا وشعوب المنطقة ، والذي يجسد قيم البطولة ومعاني التضحية ونكران الذات ، في سبيل إعلاء تلك المعاني السامية ، وانتصار قوة الخير على الشر وإرادة الحرية على شرور تسلط المستبد .

    وإذا كان لهذا الشهر ومنذ أمد بعيد ، أكثر من دلالة بالنسبة للكرد ، على أنه يجمع بين أفراحهم وأتراحهم ، ويحتضن انتصاراتهم وانكساراتهم ، فإنه وفي السنوات الأخيرة منه خاصةً ، كان مثقلاً بفاجعة لا مثيل لها في العقود الأخيرة من القرن المنصرم ، تلك الفاجعة التي أودت بحياة الآلاف من أبناء شعبنا في حلبجة وخورمال الشهيدتين ، والتي أقدم على ارتكابها بكل حقدٍ وفظاعةٍ وبشاعةٍ ، تفوق كل التصورات ، وبأسلحة محرمة دولياً ، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي بأسره ، النظام الدموي في العراق . هذا النظام الذي جرَّ الخراب والويلات بعنجهيته وممارساته ليس فقط على شعبه وبلده ، بل هيأ مبررات وأسباب التدخل الخارجي في شؤونه ، وبالتالي دفع المنطقة بأسرها إلى أتون حرب قادمة .

    واليوم ، وترافقاً مع احتفالات جماهير شعبنا بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الخالد مصطفى البارزاني ، والذي شكل بحق امتداداً طبيعياً لتلك المعاني السامية ، ومنعطفاً تاريخياً في حياة الكرد السياسية ، وداعياً أصيلاً لتجنيب المنطقة من الضغائن والأحقاد ، وبالتالي ويلات الحروب والصراعات ، وذلك من خلال نضاله الدؤوب في سبيل إعادة الحقوق إلى أصحابها ، والأمور إلى نصابها . هذا من جهة . ومن جهة ثانية ، إحياء شعبنا لذكرى شهداء حلبجة وخورمال ، نستقبل عيدنا القومي « نوروز » وسط ظروف دولية وإقليمية مخيفة وبالغة التعقيد .

    إن الأحداث المتلاحقة والمتسارعة التي تجري على منطقتنا والتي تنذر بوقوع حرب قد تكون ذات هول ودمار ، تستدعي منا اليقظة وأخذ الحيطة والحذر ، وعدم الانجرار إلى مواقف لا تخدم فحوى قضيتنا العادلة .

    وإذا كانت الأنظمة الحاكمة في منطقتنا قد تجاهلت حقيقة ما يجري من تطورات ، وما ستتمخض عنها من أحداث ، وظلت متشبثة بمواقفها ومواقعها ، مرتكزة في ذلك على سلطتها في التحكم بمصير شعوبها وعدم إفساح الطريق لها بمشاركتها في الفعل والقرار ، وبالتالي وصلت الأمور إلى الحالة التي نراها ونحاول جاهدين تجنبها ، فإننا ندعوا جماهير شعبنا الكردي وبمختلف فعالياته وانتماءاته السياسية والثقافية والاجتماعية ومن خلال احتفاله بعيده القومي « نوروز » ، إلى التمسك بالقيم السامية والنبيلة لهذه المناسبة ، والابتعاد عن كل مظاهر وأشكال الاستفزاز ، وبالتالي إلى قراءة متأنية في مفردات المستقبل السياسي لمنطقتنا ، وتجنيب شعبنا وقضيتنا القومية المشروعة والعادلة من كل شر أو إساءة .

    

     عاش نوروز رمزاً للحرية والسلام

     وكل عام والعالم ، وشعبنا بألف خير

                
           أواسط آذار 2003
 

                                                                               اللجنة المركزية

        لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا  

 

 

 

#الحزب_الاتحاد_الشعبي_الكردي_في_سوريا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات