أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد المودني - ثقافة التغيير في قاعة الانتظار














المزيد.....

ثقافة التغيير في قاعة الانتظار


محمد المودني

الحوار المتمدن-العدد: 6063 - 2018 / 11 / 24 - 22:47
المحور: المجتمع المدني
    


علينا في البداية أن نتفحص الثقافات العائدة والتي سبقت تاريخ الثقافة أكثر تعقيدا لوضع التسلسل للمجتمعات المعاصرة المتباعدة في المكان. فرغم التحول البعيد بين الدول المتقدمة والدول النامية حيث عرفت البشرية عامة تكدس ووفرة في الاختراعات الموجهة في نفس الاتجاه وهو التطور والتقدم من جهة والاستمرارية من جهة أخرى فمعظمها بقيت للوجود البشري آي ليس هناك قوة غيبية في التركيبات التي أدت إلى التغيرات بمعنى أخر أن التقدم البشري هو صنع بشري من حيث النشاط البشري بل يتعلق بعرق وثقافة الإنسان في جغرافياته لكن السؤال هو، لماذا ثقافة التغيير في الدول المتخلفة مشوهة؟ ما يمكن أن نقول عن ذلك غياب المرجعية المعرفية التي لا تكشف عن نفسها إلا بأشكال جزئية والتي تجعل من التطور السريع يفقد المعنى وهذا لا يعني أنها نتيجة للتحولات التقنية للعلاقة بين العلة والمعلول وإنما وجود النسبية أمر حتمي ومن هذا المنطلق نلاحظ أن التقدم قد أدى كنتيجة تاريخية ملازمة الاستغلال الإنسان لأخيه. فحياة الإنسانية لا تتغير في وجود نظام موحد للحضارة المجتمعية وإنما التشكيك والحياد في المكانيزمات الثقافية تجعل من المرء يتسارع وفق جدلية نقدية قد تؤدي به إلى صنع تعابير اجتماعية جديدة والعكس صحيح . وهنا نستحضر قول هرقليطس في قوله عن التحول لا يمكن للمرء أن يسبح في النهر مرتينولكن للعجب...
نعم فهو شعار للبلدان التي تقلد السلحفاة لأن عملية التغيير تعيق التفكير المشترك فالمجتمع مهما تعايش آليا يحتاج إلى أسس مادية للمشاركة في المجتمع نفسه لأن خلف القناع مناظرة حول التاريخ والحداثة ليس أقل من العلاقة الجدلية بين النظرية والممارسة قد يعترض هذا التحليل بسب صفته ويقال عنه هناك منطق مجرد ولكن بإمكان المرء أن ينظر حوله وينتبه إلى كل ما يجري في العالم منذ نهاية القرن العشرين إلى يومنا هذا فتنهار كل التأملات ، أعترف لنفسي أن هذا الأمر لا يزعجني بل يبدو أنه الأكثر مطابقة للوقائع كما يكشفها التاريخ من خلال الخط الزمني للعيش وأي نفي لتاريخ هو تقدم غير معقول بل يمكن أن نقول في هذا الصدد تنافر لموقعنا لأن تاريخ الغرب وثقافتهم ليس فعل منزل، بل هو تركيب مصمم وفق تدقيق واستقراء ضمن خطاب مقاوم لثقافة الاجترار. فالإنسان الغربي عامة يضع مقاربة لتحول وفق ممارسة ناجحة بمعنى أخر لما يسأل عن حياته الاقتصادية أو الاجتماعية يكون جوابه منطقي إما جيد أم العكس ليس هناك قسط من( د) و (س) وبهذا يضع كفن للممكن أمر مدني بطبعه وأن كل ما هو موجود يخضع لجدلية الأخذ والرد والمساءلة والنقد بعيدا عن معجم القداسة ومعنى هذا ما هو إلى نقل السؤال من مكان إلى أخر. وبهذا تكون الثقافة الغربية تسعى إلى زيادة في كمية الطاقة المؤمنة لكل فرد من الأفراد بشكل مستمر وهذا ما جعل من الثقافة الغربية ترفع شعار نعم للمكن وقد قلبت رأسا على عقب نموذج وجودهم التقليدي سواء بفرض نموذجها أو استبدالها بشيء أخر، في شتى الأحوال قد يصاب الانسان بنوع من التحفظ لكون التجديد يفرض القبول وغياب الذاتية الجماعية، ومن هنا نتأكد فورا من التصور المجتمعات التي تحاول أن تقطع أشواطا في التقدم والتغيير. حقا إن ثمة من العقول التي لديها ميل مزعج للحديث عن التاريخ للقضاء على التصدع الداخلي لكن يجد نفسه في نفس تلك اللحظة مستسلما للنسب الذي يسعى إلى قمعه في مسار تاريخي يحكم عليه بالاستمرار وهي بنية مفاهمية يلتزم بها الناس في المجتمعات التي ترقص في وهم التقدم ماداموا يعتبرون في التاريخ نقطة مخيفة لان من اشد العيوب الفكرية وأعمقها وهي عدم إدراك أنه من الأفضل أن يقرأ تاريخه قبل تقبل مايطلقه عليها الآخرون من أحكام ..



#محمد_المودني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد المودني - ثقافة التغيير في قاعة الانتظار