أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - في ضوء المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول العراق : الشركات الغربية ودورها في معاناة العراقيين















المزيد.....

في ضوء المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول العراق : الشركات الغربية ودورها في معاناة العراقيين


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 431 - 2003 / 3 / 21 - 03:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                     

يقول الكاتب و المؤرخ المعروف  توينبي بأن هناك فرق بين منتجات الحضارة و بين قيم الحضارية ، وأن أشياء من منتجات الحضارة قد تسبق الحضارة في الانتقال إلى ابعد من مكان الحضارة .

ثمة إجماع في أوساط الشعب العراقي بأن كبار طواغيت الشركات الغربية ساهموا  في بقاء النظام العراقي ، وبالتالي عملوا  في تعميق استمرار معاناة العراقيين ، و تأتي في المقدمة الشركات الألمانية و الفرنسية و الروسية خاصة و الغربية بصورة عامة  ، شركات هذه الدول  زودت مفردات و مرادفات الأجهزة الأمنية العراقية و الجيش العراقي   ، بأحدث ما أبدعته التكنولوجيا من أجهزة و مواد  في مجال القمع و التعذيب و القتل و الاغتصاب ، و تعتقد هذه شركات  بأنه لا توجد جهات عراقية أو جماعات عراقية تلجأ إلى إقامة دعاوى للتعويض عن الضحايا العراقيين الحاصلة نتيجة تعاملها مع النظام العراقي ، متناسية بأن عدم حصول تلك الدعاوى هي بسبب مشاكل و ظروف خارجة عن إرادتهم ، و لا يعني هذا  بأن التيارات  أو  الجماعات الوطنية العراقية قد تنازلت أو نسيت حقها، ويعلم العراقيون بأطيافهم جميعا ، بأن الدول و الحكومات التي  لا تتحرك عاطفتها لما يجري للعراقيين ، بأنها حكومات و جهات غير أنسانية ، و الساكت عن الحق شيطان اخرس. 

أن أنامل الحكومات الفرنسية و الألمانية و الروسية  المتعاقبة  مغروسة في الواقع الصعب الذي يعيشه العراقيون منذ وصول البعثيين  إلى الحكم ، المطلوب من الفاعليات العراقية  أن تبقي ملفات تعامل  هذه الدول  و شركاتها مع النظام العراقي مفتوحة باستمرار ، لتقتطف منها ما تؤكد حصول انتهاكات خطيرة ولإثبات  تورط جهات مسؤولة في هذه الدول  في سرقة أموال العراقيين و مساهمتهم  في معاناة الشعب العراقي .

حينما تتكلم هذه الدول  عن معاناة الشعب العراقي يكون عندها القول سهلا ، ولكن في حالة المطالبة برفع هذه المعاناة يكون رد فعلها صعبا من ناحية التجاوب مع معاناة شعبنا ، و السنين الماضية اُبتت بأن هذه الدول  لا تفعل إلا ما يزيد شعبنا العراقي قهرا على قهر ، كأنه لا يكفيهم ما يعانيه شعبنا من الموت و الاعتقال و الإذلال ، بل يتصرفون عن سابق تصميم بأنهم يريدون مضاعفة آلام شعبنا .

هناك عوامل عديدة تجعل هذه الدول  في موقع الدفاع المباشر عن نظام قد سقطت أوراقه، منها ما هو ظاهر و ما هو خفي ، الظاهر من هذه العوامل هو مسايرة الرأي العام الذي هو ضد الحرب كحرب و ليس الدفاع عن  نظام صدام حسين  ، أي مواقف عاطفية  من هذه الجماهير ربما كانت بعضها صادقة ، و لكنها في التحصيل الحاصل ليست عاطفة إيجابية لأنها تحول دون سقوط أشرس نظام عرفه التأريخ القديم و الحديث ، أما الخفي من هذه العوامل التي تدفع هذه الحكومات   للوقوف إلى  جانب النظام العراقي  ، هو وجود مشاركة   بمليارات الدولارات من الأسرة الحاكمة في العراق ومن المقربين منها مع كبريات الشركات في هذه الدول  ، بالإضافة إلى استلام مسؤولين كبار  في هذه الدول  من الساسة و رؤساء الشركات و من أعلى المستويات للرشاوى  و الإعانات من النظام العراقي خلال العقود المنصرمة . 

إن حلقات مؤامرات شركات الدول الغربية  ضد الشعب العراقي ليست بنت يومها بل هي تعود إلى عقود ، وما مطالبتها مؤخرا باستمرار احتواء العراق ، وبقاء المفتشين في هذا البلد لمنع تطوير و إنتاج الأسلحة المحرمة ، هي خدمة جديدة تقدمها   للنظام العراقي على حساب معاناة العراقيين ، مما حدى  بمستشارة الأمن القومي الأمريكي كوندوليزا رايس للقول ( يوم الأحد 2/2/2003 حيث نقلت هذه التصريحات جريدة الأهرام اليومية التي تصدر في القاهرة )  إننا نسمع البعض الذي يقول ربما يكون بإمكاننا احتواء النظام ، و لكننا نعرف انه لا يمكن احتواؤه ، و هناك البعض الذي يقول انه لا يمكنه تطوير أسلحته في الوقت الذي يوجد فيه المفتشون هناك وفي الوقت الذي نبقي فيه على العقوبات ، و لكن ماذا عن الشعب العراقي الذي يقال له يجب أن تبقى تحت العقوبات لأننا لا نستطيع التعامل مع هذا الدكتاتور القاسي .. الشعب العراقي يستحق افضل من ذلك ، ( انتهت التصريحات ) . 

 

كنا نصبح سعداء لو كانت هذه الدول  تعمل  بصدق لأبعاد شبح الحرب عن وطننا و شعبنا      ( الذي لا نريده لوطننا )  ، و العمل في نفس الوقت بخط موازي لرفع هذا الكابوس الجاثم فوق رؤوس و صدور العراقيين منذ عقود ، و المساهمة في تخفيف معاناة شعبنا ، و لكن التجارب السابقة و كل المؤشرات تشير بان غاية هذه الدول  هي ليست إبعاد شبح الحرب عن العراق ، بل الدفاع عن النظام العراقي و الحؤول دون تغيره ، وإبقاء الأوضاع على حالها ، نظرا لمتانة علاقتها  المصلحية مع النظام العراقي ، و لوجود لوبي قوي للنظام في هذه الدول ، وما تشير إليها وكالات الأنباء بين فترة و أخرى  بقيام هذه الدول  تزويد النظام العراقي بمكونات الأسلحة الفتاكة حتى بعد الحصار و منها قبل عدة اشهر ، هذه التصرفات دلالة على نوع توجهات ومواقفها  من النظام العراقي .

إن التاريخ الأسود لممارسات فرنسا في  أفريقيا  التي تدخلت في شؤون هذه الدول 160 مرة منذ ستينات القرن الماضي ، و ما جرتها ألمانيا على العالم من حربين عالميتين ، و ما مارستها روسيا في أوربا الشرقية   ، و إبادتها للشعوب و سلب قدراتها و سرقة خيارتها ، تتجلى حاليا في المآسي التي تعيشها شعوب كثيرة التي خضعت لاستعمار هذه الدول ، حيث قلعت شعوب من أراضها ،و ألغت دول من الخريطة ، وتركت مآسي على الأرض تندى لها جبين البشرية ، قامت بكل ذلك دون وازع أو ضمير ، لذا  نحن العراقيين لا نتوقع الخير من أحفاد هتلر ومن اخوة و أشقاء لوبين و فيشيه و أحفاد ستالين . 

جاء في التقرير الإستراتيجي لحلف ( الناتو ) في سنة 1998- 1999 ( أي قبل أحداث 11سبتمر في أمريكا بأكثر من سنة ) ، -- بان الهدف الرئيسي للحلف العمل في سياسة مشتركة للتصدي للخطر الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل ، و يعتبر من الخطأ القول بأن التعاون الأمني في إطار الناتو أن يكون مقيدا بحدود مرسومة على أساس جغرافي ، في الوقت الذي تأتي التهديدات من اتجاهات كثيرة وفي أماكن عدة -- .

إن تهرب هذه الدول  من التزاماتها  مع الناتو في الحالة العراقية ، وحضورها  قبلها بقوة في الحالة الأفغانية ، دلالة على عمق مصالحها و قوة علاقاتها مع الأسرة الحاكمة في بغداد ، و المتفقة جميعها على بناء سعادتها على حساب بؤس العراقيين ، لذا يفسر المراقبون سياسة هذه الدول تجاه العراق ، بأنها سياسة محيرة الملامح متناقضة مع الواقع المأسوي الذي يعيشه الشعب العراقي ، أما الادعاء  بحقوق الإنسان و احترام الرأي العام ، فقد فقدت بريقها و تأثيرها بمظاهرها الخداعة ، لأنهم لم يتعالوا بصدق و نزاهة مع حقوق العراقيين ، أنهم  يذكرون   لين الأفعى و ينسيان سمها .

نحن العراقيين قد دربنا أقدامنا على مشاق الصعود و النزول ، و رأينا الكثير من اللؤم والخبث والمتاجرة بمعاناة شعبنا من القريب و البعيد ، و حينما تبدو لأعيننا معالم الطريق المأمون وهو آت لا ريب فيه ، حينئذ نطهر أرضنا من الإفرازات السامة و النباتات المتسلقة لهذه الدول أو  لغيرهم ، وذاكرة شعبنا تحتفظ بالكثير من أطماعهم و مواقفهم ، لأن  صراعنا إذا كان مع صدام حسين فانه معهم أيضا ، لأنهم هم الذين غذوا مفاصل أجهزة النظام القمعية بحقن المنعشة ، لذا يكون هنا ضروريا على القوى الحية لشعبنا العراقي الوصول إلى ميثاق شرف بعدم السماح مستقبلا ببقاء مصالح هذه الدول  في بلدنا ، وشعبنا في الداخل كفيل بطردهم بالعصي و بالأسنان ، كما طردت شعوب كثيرة الألمان من أوطانها بعد الحرب الكونية ، وكما يطرد شعب ساحل العاج  حاليا الفرنسيين و كما طرد الروس من أوربا الشرقية .

من حق ذوي ضحايانا المطالبة بالتعويض عن كل قطرة دم أراقها النظام العراقي بواسطة الأسلحة الفتاكة ، و التي حصل عليها من هذه الدول  ، لأننا لا ننسى مناظر اخوتنا و أهلنا وآهاتهم و حسراتهم و عيونهم  كانت تصرخ باللهفة للحياة ، في حين كان طواغيت المال في فرنسا و ألمانيا و روسيا و في الغرب ، يدخنون و يشربون و هم يمتصون قطرات من دمائنا ، وان غدا لناظره لقريب .   

 



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه
- لا للديكتاتورية – لا للتدخل الإقليمي – لا للاحتلال
- العراق و رياح التغيير- الشجرة لا تحجب الغابة ... و الشعوب تص ...
- مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع
- العراق في قلب العاصفة
- تحية تقدير و اعتزاز إلى حمورابي العراق الحديث
- تحية عطرة إلى موقع الحوار المتمدن
- الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بال ...
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
- لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطني ...
- تفعيل اتفاق الحزبين الكرديين تعزيز لوحدة العراقيين
- عراق الغد و علاقاته الإقليمية
- سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش
- تركيا وسياستها الغبية
- تركيا الطورانية و طابورها الخامس
- كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين
- الطورانية شكل من أشكال العنصرية
- هناك فرق شاسع بين قوة الحضارة وحضارة القوة
- ماركة مسجلة .... أحذروا التقليد


المزيد.....




- ماكرون في القاهرة: هل من مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في غز ...
- نحو سوريا أفضل.. إلى السوريين حكومة وشعبا
- شولتس يبحث مع زعماء كتل برلمانية ألمانية كيفية الرد على رسوم ...
- حتى طيور النعامة لا تحب بوريس جونسون! (فيديو)
- تراجع الأسواق العالمية بسبب رسوم ترامب وخسارة بتريليونات الد ...
- بلدٌ يشيخ: عشرات آلاف اليابانيين بلا أسرة أو معيل لا يجدون م ...
- -كيف سيتغير الاستثمار إذا لم يعد الدولار هو المهيمن على العا ...
- بلاغ صحفي : إطلاق مبادرة لتشكيل لجنة نيابية لتقصي الحقائق حو ...
- ماكرون والسيسي يرفضان أي -تهجير قسري- لسكان قطاع غزة
- لماذا يميل الشاب إلى التقاعس عن الادخار من أجل -خريف العمر-؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - في ضوء المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول العراق : الشركات الغربية ودورها في معاناة العراقيين