|
الجزائر على فوهة بركان
هادي المختار
الحوار المتمدن-العدد: 6063 - 2018 / 11 / 24 - 00:15
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
المتابع للوسائل التواصل الاجتماعي نلاحظ خروج عدد كبير من المعارضين بشكل علني دون خوف او وجل من العقاب ينتقدون النظام الجزائري وأركان حكمه، وكأن الجميع يستبصرون نهاية حقبة وراثة جبهة التحرير الجزائرية بعد ان هرمت واستغلت هذه الوراثة على حساب التعسف والسطوة على الشعب الجزائري، واستغلال واهدار للموارد الشعب الجزائري، شاركهم فيها المنافقون والمتهوسون من الأحزاب الكارتونية المتحالفة مع جبهة التحرير الجزائرية للحصول على امتيازات والمناصب الحكومية. ان ما زاد للطين بِلًة الصراع السلبي بين اجنحة قيادات جبهة التحرير الجزائرية وخاصة بين القيادات الجهوية الشرقية بقيادة احمد قايد صالح والغربية اللذين اقالهم ليسهل الطريق لخلافة عبدالعزيز بوتفليقة، وأكثر من ذلك إقالة امين عام جبهة التحرير الجزائرية عن طريق الهاتف "انتهت مهمتك يا ولد عباس" فيصاب جمال ولد عباس بأزمة قلبية ينُقل على أثرها الى مستشفى ويُعلن استقالته دون علمه، ويُقال ان الإقالة الهاتفية كان من السعيد بوتفليقة، اذا كان هذا صحيحا، فهل توجد دولة في العالم يُقال فيها امين عام الحزب الحاكم عن طريق مكالمة هاتفية من شخص لا يملك اية صفة قانونية في الدولة سوى انه اخ لرئيس عاجز حتى عن الكلام.
لا نحتاج الى المنجمين ليخبرونا عن الجزائر في 2019، بل نجد نتيجة واضحة إذا قيمنا النقاط التالية: 1. ميزانية الدفاع (جبهة احمد قايد صالح) أكثر من 10 مليار دولار قرابة ضعف ميزانية مصر التي تحارب الإرهاب في سيناء وفي داخل المدن المصرية وفي الصحراء الغربية وحماية حدود مصر البحرية في البحر الأبيض والبحر الأحمر وتقدم خدمات كبيرة للشعب المصري، فاذا لم تكن وزارة الدفاع تستغل هذه الميزانية لتمويل شراء ذمم الاحزاب الانتهازية وكسب الأصوات لتولي الرئاسة، فلتذكر وزارة الدفاع قائمة بالعمليات العسكرية الكبيرة التي ستقودها بهذه الميزانية الضخمة. 2. الصراع بين المراكز القوى المختلفة، ظهرت للعيان من خلال الإقالات الجنرالات وامين عام حزب الحاكم، وخاصة بين جناح السعيد بوتفليقة واحمد قايد صالح. 3. بعد الرد البارد من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على دعوة الملك محمد السادس لفتح «حوار مباشر» مع الجزائر ينهي الخلافات العالقة بين الدولتين، تقدمت وزارة الخارجية الجزائر، جناح احمد قايد صالح، بطلب عقد اجتماع لمجلس وزراء خارجية "دول اتحاد المغرب العربي"، أي وجود تنافس بين قيادة الجيش والرئاسة في أخذ القرارات الاستراتيجية تناقض بعضها البعض.
إذا لم تتدارك المراكز القوى الخطر المحدق بالجزائر ويستمرون في صراعهم الخفي والظاهر على خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فأن الجزائر داخلة في حرب أهلية، فاذا بدأت الحرب فلن تنتهي قبل مضي عقد من الزمان وبعد ان ودعوا الحياة من تسببوا في إثارتها، فلا يحصلون حينها على شيء من ما عملوه او كسبوه بل على لعنات الشعب الجزائري والخزي والعار على صفحات التاريخ تكتب بحروف حمراء بدماء الجزائريين.
على المراكز القوى إعادة التوازن بين القوى الجهوية المؤثرة على الساحة الجزائرية، بإعادة الاعتبار إليها قبل ان يسبق السيف العذل، بدل التنافس السلبي بلي الاذرع، فان للصبر حدود، فاذا انقلبت الأوضاع ضد مصالح المراكز القوى الجزائرية الفاعلة في يومنا هذا، فلا دولة اوربية تقبلهم كزين العابدين بن علي وستُجمد أموالهم واستثماراتهم في اوربا كما حصل لعائلة محمد حسني مبارك ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي، وستصادر ممتلكاتهم واستثماراتهم في الجزائر.
تحذيري أعلاه ليس حرصا على القيادات الهرمة لحزب الجبهة التحرير الجزائرية التي تمتعت بامتيازات فلكية لأكثر من نصف قرن وكأنهم من سكان كواكب أخرى، ولكن حبي للشعب الجزائري وخوفي ان تقضي الفوضى القادمة على مليون آخر من الجزائريين تخلف الملايين من اليتامى والارامل والامهات الثكلى وتتولى أحزاب المتاجرة بالإسلام حكم الجزائر وتأسس دولة داعش جديدة (داجم - دولة الاسلامية الجزائر المغرب) في الجزائر.
فهل يعيان احمد قايد صالح والسعيد بو تفليقة خطورة اللعبة التي يديرانها ونتائجها؟
#هادي_المختار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يجري في الجزائر، اقطعوا رأس الافعى قبل ان ينهار النظام
-
من المستفيد من استمرار الصراع والخلاف الجزائري المغربي لأكثر
...
-
هل ينجح الفريق احمد قايد صالح ان يزيح كل منافسيه عن طريقه لر
...
-
الانقلاب العسكري غير المعلن في الجزائر
المزيد.....
-
هزة أرضية بقوة 5.1 درجة في تكساس
-
مادورو يدعو ترامب إلى التحقيق بنفسه في محاولة اغتياله
-
الكشف عن الرسالة الأخيرة لطاقم -تيتان- وأول صورة لها من قاع
...
-
مصدر: 250 عسكريا أوكرانيا في إدلب يدربون الإرهابيين على تصني
...
-
عقيلة صالح يتحدث عن أثر التقارب المصري التركي على تواجد القو
...
-
نيجيريا.. الفيضانات تساعد281 سجينا على الفرار (فيديو)
-
ضربة مزدوجة للأمراض.. طبيب ينصح بخلط عشبتين
-
صحيفة: شكاوي سابقة عديدة حول سلوك المتهم بمحاولة اغتيال ترام
...
-
OpenAI تعلن عن نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي
-
توجيه تهمتين للمشتبه به في محاولة -اغتيال- ترامب
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|