|
العراق غير صالح للحياة فالمدارس المتخلفة والبطالة والفساد تبدد الأعمار ........... بلغ اليأس بالعراقيين حد الفرار الى المجهول في قوارب الموت
رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer
(Raid Shafeeq Tawfeeq)
الحوار المتمدن-العدد: 6061 - 2018 / 11 / 22 - 21:56
المحور:
حقوق الانسان
العراق غير صالح للحياة فالمدارس المتخلفة والبطالة والفساد تبدد الأعمار بلغ اليأس بالعراقيين حد الفرار الى المجهول في قوارب الموت رائد شفيق توفيق مهما كنت طيبا وكريما,ستجد بعضا من الناس تبتدع وتتفنن وتخترع شتى أصناف الحقد والكراهية والتشويه لك لا لسبب معين أو لذنب إقترفته وانما فقط لأنك تتميز عنهم بما يفتقدون من طيبة ومحبة وشرف ، هذا ما يحصل للمتظاهرين والناشطين المدنيين لا لذنب اقترفوه سوى انهم طالبو بحقوق الناس ، لا امتيازات او مناصب ينافسون عليها الاحزاب الفاسدة واصدق ما تسمعه من اخبار عن اوضاع البلاد من سائق التاكسي او الباص الذي هو دفتر المدينة والمعبر الأصدق عن نبضها وهمومها.. فالعيش في بلاد لا يحكمها القانون مأساة ، والوزير كما المدير العام كما رئيس مجلس إدارة مؤسسة عامة ، يتحول مع الخطأ إلى موظف بسيط ارتكب خطيئة تستوجب عقابه هذا في السياق الطبيعي ولكن في السياق المعمول به في العراق وحتى تبقى للمرجعية التي أتت بهؤلاء إلى مناصبهم الهيبة ولا يمس الدنس سمعتها الطاهرة المطهرة فانهم لا يحاسبون وكل شيء مباح لهم ولا يعد ذلك وصفة للخراب . عناوين الاخبار كل صباح مفعمة بالفضائح ونشرات الاخبار تضج بفضائح اكثر دسومة واثارة ونطاق الفضائح ومداها يتسع باستمرار حتى شمل كافة مفاصل الدولة ابتداء من رؤسائها الذين لا حصر لهم ( رئيس الجمهورية .. رئيس الوزراء .. رئيس مجلس النهاب .. رئيس الاقليم .. رئيس هيئة النزاهة .. رئيس حكومة سابق .. رؤساء الكتل .. رؤساء اللجان النيابية ..… الخ )) بإداراتهم ومؤسساتهم فالدولة هي مشروع استثماري لهم ولعوائلهم واحزابهم اذ يشتركون بها جميعاً ومعها ما اتصل بها من مجالس وهيئات وشخصيات ونكرات شقوا العتمة فجأة واستقروا في عناوين ما يسمى دولة نجوما كنجوم هوليود لكنهم ليسو نجوما على الشاشة وانما نجوما حقيقيون في سلب الحياة وسرقة المال العام بالحرام ولهم القدرة على تحويله إلى رزق حلال بشتى الفتاوى والذرائع ، وتعطيل الحكومة ومصالح الناس سببها المتظاهرين ومن يحركهم من الشرفاء فجلسات مجلس النهاب بوقائعها المثيرة وأسباب العراك وتبادل الشتائم خلالها ومن ثم تعليقها حتى تهدأ النفوس تمثيلية لتضييع الحقوق والانتقال الى مشروع السرقة الذي يليه ، فثمة فضائح دفع ثمن الكشف عنها شرفاء الصحافة من فرسان الكلمة الصادقة تضيع هذه الفضائح في الطريق إلى القضاء ، أو تسبقها الشفاعات والعلاقات وربما التنبيهات والتحذيرات فلكل مرتكب جريمة مرجع سياسي وديني معمم يهتم لأمره وقد يكون هذا اللص عفوا ((الشريف الحرامي)) من أصحاب الدولة أو أصحاب المعالي أو من أصحاب المواقع الحاكمة الذين يمارسون السلطة بغير خوف من الحساب لأنهم محصنون بقوة من أتى بهم ، اضف الي ذلك أن القضاء متعدد المراتب والمناصب والاجتهادات فضلاً عن أن التقاضي درجات فيها البدائة والاستئناف والتمييز، وما لا يمكن معالجته من الأمور بشكل فوري وتضيع الادلة بل والقضايا في القنوات المؤدية الى كل ذلك والقنوات الرابطة بينها هذا اذا سارت القضايا بالشكل القانوني ، على انه يمكن إرجاء النظر فيها حتى ينسى الناس امرها ، أو يقضي الله أمرا كان مفعولا ، فالقدر أقوى من القضاء ، ولا بأس من محاكمة ثانية أو إعادة المحاكمة لتصحيح الحكم الذي أصدرته المحكمة الأولى بحق اللصوص اصحاب المعالي وقيل انه حكم خاطىء وجل من لا يخطىء .! إن إهدار الأعمار ليس أقل خطورة من سرقة المال العام واهداره ؛ اذ ان سرقة المال العام هي السبيل لاهدار اعمار الشعب ، وإن المواطن يبدد عمره في تعقب المعاملات التي لا يفرج عنها إلا إذا دفع للموظف ( المقسوم ) ما يسهل انجاز المعاملة ،هذا على المستوى الشخصي في التعامل الذي هو صورة مصغرة عن تعامل كبار اللصوص في بيع وشراء المناصب وتحويل المليارات ، هكذا اصبح بلدنا غير صالح للعيش فالمدارس المتخلفة تهدر أيامك والبطالة تلعب الدور نفسه والفساد يبدد الأعمار والفقر إهدار للأعمار والجهل وسوء التخطيط وغياب المؤسسات كل ذلك يدخل في باب إهدار الأعمار ؛ وتمسك دولتنا بتعليم متخلف عن حاجات العصر والاقتصاد الحديث وتدفق ملايين الطلاب على اختصاصات لا يحتاجها سوق العمل هذا ان كان هناك سوق عمل وبقاء بيئة العمل تحرض على السلبية والنفعية واستشراء الأمية بكل صورها وابشعها في عصر يتقدم بسرعة مذهلة على وقع ثورات تقنية متلاحقة ، كما ويمكن إدراج الكلام المذهبي والطائفي والظلامي في باب إهدار الأعمار واغتيال فرص الحياة في السياق ذاته يمكن فهم ظاهرة القتل والتشريد والتهجير سبيلا لهجرة الوطن اذ يشعر الناس أن بقاءهم في العراق تحت التهديد بالقتل عقابا لهم ولأطفالهم فيبلغ بهم اليأس حد الفرار في قوارب الموت .. كم انتم معجبون بفكرة إهدار الأعمار ايها المجرمون حكام العراق واحزابه !! كل ذلك لافراغ البلد من العقول النيرة التي كشفت زيفكم وجرائمكم امام الشعب ، ومصداقية ذلك ، تجنح القوى والاحزاب التي كانت مندرجة ضمن ما يسمى بالطيف السني واعطائها بعدا إيرانياً وربطها بحاجة طهران الى استعمال أوراقها في الساحات الاقليمية ، تحت وطأة تشكيل الحكومة والوزارات المتنازع عليها في المزاد العلني وتداعياته السياسية ، فمن يكون المبادر الى التنازل عن حصته وبكم؟ هذا ما لم تظهر مؤشراته بعد ان كان المعنيين يتصرفون على اساس ان المرحلة الحالية ليست لتصفية الصراعات السابقة وتقديم حسابات ختامية لها ، وإنما هي للتكتيك السياسي والمناورات التفاوضية من أجل تحسين شروط المزايدات ، وما على المزايدين سوى التحمل قليلا خاصة وانهم خبراء في معارك عض الأصابع وبالتالي فإن من تحمل ضغوطا قاسية في محطات هذا الصراع وقدم تضحيات لا حصر لها هو الشعب الذي لا بد له ان يحكم بالحديد والنار بيد ميليشيات الاحزاب التي تديرها ايران على ان الاحزاب السنية تدور في فلك ايران منذ نشأتها .. وتستمر معركة عض الأصابع بين القوى بمطلب تمثيل كتلهم في الحكومة ، اذ لا أحد أعطى إشارة واضحة حتى الآن الى نيته في التراجع عن موقفه بعدما أصبح الجميع أسرى السقوف المرتفعة التي ألزموا أنفسهم بها ما يعني ان الانتظار سيطول الى أن يتعب أحد الأطراف ويصرخ أولا. وإذا كان معارضو عبد المهدي يفترضون انه محرج أمام من افتى بجعله رئيسا للحكومة ، والرأي العام الذي لا قيمة له طبعا برغم الضغط الشعبي والاعلامي ولكن عبد المهدي لن يتأثر بما يواجهه حاليا ، لاسيما انه مقتنع بأحقية مطالب الكتل بحصصها ، وبوجوب وقوفه الى جانبها لاسباب حزبية وسياسية . وطبيعي أن تكون للطبقة السياسية بـ(أغواتها ) الكلمة الفصل أليست هذه الطبقة التي لا يتشرف بها الوطن؟! اليست هي المسؤولة عن انهيار الدولة واضطهاد وتشريد الشعب بميليشياتها الارهابية وبإدارتها جميع المجالس والهيئات ؟! ثم أليست هذه الطبقة السياسية دونية المقام هي من اختار الرؤساء والوزراء والمديرين العامين وأعضاء مجالس الإدارة في البلاد ؟! .. هنا تبرز الإشكالية التي تتجاوز بقوتها القوانين اذ لا بد من إرجاء قضايا الفساد التي تجاوزت اثنا عشرة الف قضية في ما يسمى بهيئة النزاهة حتى ينساها الناس وتسقط من ذاكرتهم تفاصيلها وأسماء أبطالها ومن يحميهم ، وهذا أخطر تهديد يمكن توجيهه إلى الناظر في القضية ( القاضي ) ، فهو إن صدَّق الإعلان بالنزاهة والشرف وتصرف بموجبه كان كمن يحكم على صاحب الحماية ، وان هو تجاهل الحماية أو اعتبرها قد سقطت بتقادم الزمن أو بنسيان الحامي كان كمن يحكم على نفسه بالخلع بتهمة الغباء ، واذا صدق الأقوال الشائعة ولم يرجع إلى صاحب الأمر فيستأذنه في اصدار الحكم ولم يكن الوقت مناسبا ، فربما سيصيب ارتداد نتائج الحكم صاحب الحماية بضرر الامر الذي يؤدي بالنتيجة الى معاقبة من اصدر الحكم مليشياتيا لانه تجاوز الخطوط الحمر، وهكذا فان الأحكام التي لا تحترم عقول الناس انما هي لتبرئة الاحزاب الحاكمة وممثليها في الحكومة التي اقامت حكمها مليشياتيا بالقوة وبالإتكاء على اسيادها الذين جاؤا بها لتمتص دماء الشعب وكل من يكتب حرفاً ضد الفاسدين وجرائمهم يصفى جسديا او .… كما حصل للنقود في المطر. كان العراقيون يرحبون بالمطر ويتفاءلون بهطوله لان المطر يعني بث الحياة وإيقاظ الأشجار والأزهار وبشارات مواسم الخير ، لكن في الآونة الأخيرة أضيفت إلى عقدنا الكثيرة عقدة جديدة هي عقدة الأمطار وطفح المجاري اذ كلما أمطرت بغزارة وجدنا أنفسنا أمام فضيحة هنا اوهناك ، تهطل الأمطار وتفضحهم فالمياه لا تجري في المجاري لأن الفساد أغلق الباب بوجهها وتتحول الشوارع الى بحيرات ، وعلى المواطن الاستعانة بالقوارب للوصول إلى منزله وتشمل الفضيحة أيضاً مؤسسات عديدة مثل المصارف بعد ان كانت مقصورة على امانة العاصمة والبلديات التي تميزت بفسادها وهدر الأموال في أماكن أقل أهمية ويتم التباخل على مؤسسات تنقذ حياة الناس فالعراق بلد يضج بالفساد والجشع والحروب المليشياتية الطائفية الجديدة التي تخاض عبر القراصنة الذين يهددون سلامة المصارف والمجاري وكل ذلك يترافق مع أزمات هوية وارتفاع أصوات معادية للتعدد وحق الاختلاف وميل متزايد إلى بناء الجدران العالية والقلاع الحصينة وسيكذب التاريخ آمال من توهموا ان للعراقي القدرة على التعلم من الويلات بعد خمس عشرة عاما.
#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)
Raid_Shafeeq_Tawfeeq#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آيات زرعت الخوف والرعب بين الناس......... جانب اخر من قبسات
...
-
برغم شحة الامطار العاصمة تتحول الى برك ومستنقعات ....
...
-
قبسات من ظلمات حيث السرقات المحمية بالقانون والصفقات والميلي
...
-
حتى الحلم في وطني حرام والميت أعلى سعرا من الحي. .......
...
-
قتل الأسماك جريمة كبرى لانهاك الاقتصاد وتفسيرات حكومية مقنعة
...
-
هل حكوماتكم منذ الاحتلال الامريكي للعراق قانونية ؟
...
-
رئيسي وزراء للعراق .. العملية السياسية مهزلة واستهزاء بالعرا
...
-
لا احد يستطيع ايقاف التظاهرات … هوة واسعة بين المجتمع العراق
...
-
اسئلة بلا اجوبة .....
...
-
لابد من تدخل الامم المتحدة وتدويل قضية العراق لانقاذ الشعب .
...
-
كل الزعامات في العراق طائفية وهي السبب في شقاء العراقيين ...
...
-
من اين ناتي بالارادة الوطنية العراقية ؟ ... عبد المهدي على خ
...
-
رقابة فاسدة .. عدالة فاسدة .. وسياسة فاسدة … نظام الفساد في
...
-
العرف العشائري يحكم في الامور الطبية .. استهداف الأطباء واب
...
-
الأرصفة للباعة والشارع للمشاة .. الفوضى التي يعيشها العراق ا
...
-
التسول مهنة لها قوانينها وعالمها الخفي .. مسؤولية استشراء ال
...
-
التعليم الحكومي في العراق .. تباطوء وتراجع باستمرار المدارس
...
-
حكومة حازمة هدفها خدمة المواطن .. حلم لن يتحقق . الكل مشترك
...
-
من التحديات التي تواجه الاقتصاد العراقي .. الموازنة يجب ان ت
...
-
خريجون يسحبون العربات.... ايغالا في هدر القدرات العراقية ..
...
المزيد.....
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
-
مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟
...
-
ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟
-
العمال المغاربة الموسميون بأوروبا.. أحلام تقود لمتاهة الاتجا
...
-
الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و
...
-
فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار
...
-
نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ
...
-
السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|