|
الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
حسام جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6061 - 2018 / 11 / 22 - 11:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انتهت مدة الحجز للإنتماء الحزبي و تأخرت امتحانات الطلبة لحين رفع الصور والملفات للاحزاب السياسية دينية أو يسارية كلها تتبع و تدور حول الاستعمار كالجاذبية القوية للشمس لحفظ المجموعه الشمسيه من الرقص بحريتها - جاء المدير كفانا ضحكا !!! تعدلت الوجوه كأنها في الأمم المتحدة و استبشرت كأنها تتلقى المعونات الأمريكية بعد عطش طويل - و ما لدية سوى الخطب المفرغة من الأمل حتى ؟!! - انت لا يعجبك العجب انه أفضل مدير في هذة المدينه أحمد ربك انه يمثل مدرستنا غيرها من المدارس تتمناه - هههههههه بالعافية .
وقف المدير و خلفه اثنان من المعاونين كأننا في محكمه لاهاي و ظل ينمق كلامه الجديد على غير العادة و ينطق بالفصحى أشد النطق و يرسو حين يقف بالكلام بكلمة إنكليزية و يلملم أقوال النبي محمد أو ابن عمه علي بجملة حديث لا يعلم من قال الحديث أمحمد ؟!! أم علي ؟!! و يبتسم ليقول لا فرق بينهم ولاد عم واحد المهم يا أبنائي الطلبة انا و بفضل من الله و بجهودي الذاتية رشحت نفسي عن مدينتكم الموقره لخوض الانتخابات البرلمانية و اتمنى من صميم قلبي أن نطور بلدنا العظيم الجميل بوجودكم يا أبناء المستقبل الرشيد . و تهامست الأصوات و تهامس معي صديقي - ما هذا الكلام أنها فصحى لا افقه شيئا و ما علاقه المستقبل بنا على رأي المثل ( نجحني اليوم و موتني باجر ) - هل هذا وقت النكات !!! ضج الصراخ في أنحاء المدرسة بصوت ( علي وياك علي و محمد وياك محمد ) و ركض الطلبة لأخذ البطاقات الانتخابية و صور الدعاية !!!!! و مشينا نحو الصفوف و لأ زال صوت النفاق يصرخ ذاته و مر أمامي أحدهم يصيح ( علي وياك علي ) فقلت له : كيف تربط اسم الوصي علي باسم المدير الفاسد !!!!!
هل تعلم بأن بينهم ألفين سنه مضت فكيف جمعت الاثنين معا بلا سبب ؟!!!!! فأجاب : هذة لغه العصر انت لا تفهمها أنها النفاق انا لا أحب المدير أتمنى أن يخسر و لكن اوحي له بالمحبة كي لا ارسب هذة السنه و من الأخير هل أنا حيوان بلا عقل كي انتخبه . و سار أمامي و هو يضحك و يصيح ( علي وياك علي ) .
تولد الخبرة السياسيه المستمدة الدين كواجهه حالة انفعالية قد تصل في شدتها حدا يستدعي القيام بسلوك ما من أجل إعادة التوازن إلى النفس و الجسد اللذين غيرت التجربة من حالتهما الاعتيادية . و يترافق تقنين الطقوس الدينية أو السياسيه أطر محدده ثابته مع تنظيم التجربة الدينية و ضبطها في معتقدات واضحه يؤمن بها الجميع و يرون فيها تعبيرا عن تجاربهم الفردية و بذلك يتحول الطقس من أداء فردي حر إلى أداء جمعي ذي قواعد و أصول مرسومه بدقه و يتم ربط الطقس بالفكر السياسي الحاكم و يتعايش هذان النوعان في الثقافه الواحده . يرسم المعتقد صورا ذهنية واضحه و قوية التأثير للعوالم المقدسه سماويا (ظاهريا) و حكوميا ( باطنيا ) لذلك الأفكار وحدها لا تكفي لصنع دين سياسي دون احتوائه على تلك الطقوس لالهاء الشعب عن المقاومة الاستعمارية و البحث عن تنقيب اليورانيوم و اكتشاف العلم الجديد حولنا . و تتحول الأفعال حينها للدفاع فقط عن هذا الدين السياسي و محاججة رافضيه و الاهتمام بنقدهم و قتلهم و تشوية سمعتهم دون الالتفات إلى الصراع القائم حولنا و التطور القائم أيضا . و تبقى وحدها الأساطير تدور في عقول الجماعه مثل اساطير الخلق و التكوين و الغيبيات التي لا نستفيد شيئا منها سوى التخدير عن العمل و الابداع الذي سبقتنا إليه أمم الأرض و احجارها !!!!! إن الإنسان الغير واعي بحاجه دوما إلى أساطير تعينه في ألعيش و التكيف و التواصل و قد باتت صناعة الأسطورة وظيفه سياسيه و يؤشر إرنست كاسيرر في كتابة ( الدولة و الأسطورة ) ظهور قوة مفزعه في الفكر السياسي هي قوة الفكر الأسطوري حتى : ( أصبحت غلبة الفكر الأسطوري على الفكر العقلاني واضحه في بعض المذاهب السياسية الحديثه) . و إذا كانت الأسطورة تتخذ أشكالا لاعقلانية فإنها تتوجه نحو مقاصد هي في الصميم مرسومة بقوة العقل و منطقه . و بحسب كاسيرر : قد وصفت الأسطورة دائما أنها نتيجة لفعل لا شعوري و بأنها نتيجة لانطلاق الخيال و لكننا في الأساطير السياسيه الجديده نرى الأسطورة تتبع مخططا فهي لا تظهر عشوائيا . إنها ثمرة شيطانية من صنع خيال خصيب أنها أشياء مصنوعه قد صنعها صناع مهرة ماكرون إلى أبعد حد . أما هربرت ماركوز فيؤشر إمكانية رجوع الفكر العقلاني إبان تقدم الحضارة إلى الحالة الميثولوجيه و كما يشير ( ما زالت عناصر التضليل الأسطوري تستخدم إلى اليوم و تستعمل بصورة منتجه في الدعاية و الإعلان و السياسه . فالسحر و الخزعبلات يمارسأن تاثيرهما على نحو روتيني و يومي في البيت و المكتب و المخزن و ينتشي الناس و يدهشون بالإنجازات العقلانية التي تحجب لا عقلانية النظام) .
- هل حاولت إقناعه بدخول الامتحانات النهائية ؟!! - انه مجنون لقد طلب مني هاتف محمول بسعر عالي جدا من الدولار الأمريكي كي يسمح بنجاحي . - و هل وافقت ؟؟!!! - لا طبعا و هل اسمح لعقلي أن يتلوث سوف انتقل من هذة المدرسه و أحاول النجاح السنه القادمه سابذل جهدا كبيرا . - انا سعيد لأنك عرفت الصواب و ماذا تعتقد سوف يفعل أن فاز بكرسي البرلمان للحكم بالانتخابات القادمه ؟!!! إي انه منذ الأن يجاهد للسرقة قبل لمس كرسي السرقات العليا في الخضراء !!!! - سيفوز لا تخف ما دام لدية القوة من الحزب الإسلامي . - اذن ساقاطع مهزلة الانتخابات انها الفاجعة و المؤامرة الكبرى .
#حسام_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقاب و الهوية الانسانية
-
الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
-
الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3
-
احاديث دينية في سن السادسة
-
الشمس تحدق في الزقاق
-
حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
-
ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
-
الله و الديمقراطية
-
عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام
-
الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2
-
الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1
-
عشتار تشاطر ام محمد النواح
-
قبل بلوغ سن الهلوسه
-
احذرك و ارجوك
-
المساواة بين الجنسين في ظل الصراع الطبقي
-
الحب وجهة نظر طفولية
-
ثقافة الانفصام
-
مرض (الخوف من الابداع )
-
الراقصه و المطبخ
-
عين الله
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|