|
خاشقجي اشهر مقتول في العصر الحاضر
أنور فهمي عبده
الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 22:02
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
خاشقجي اشهر مقتول في العصر الحديث عالم الشهرة يسيطر عليه اسماء معروفة للملايين و منها مثلا في عالم كرة القدم ميسي و رونالدو و صلاح...و كثيرين. لكن ايضا مشاهير كثيرين في عالم الفن و السينما و المسرح و السياسة و العلم و و مختلف الميادين حتي الدين يوجد فيه مشاهير. لكن ان تفاجيء بان شخص صار الاشهر في نشرات الاخبار العالمية و المحلية لأنه قتل، فهذا لا يخطر علي بال. فمنذ حوالي شهر او اكثر و الخبر الابرز في وسائل الاعلام هو مقتل الصحفي السعودي خاشقجي في سفارة بلاده في تركيا. لم يهز العالم مقتل مئات الاطفال و آلاف الرجال و النساء باليمن قدر اهتزازه لمقتل خاشقجي. و بغض النظر عن من هو القاتل الحقيقي او المسؤول الرئيسي عن مقتله فأن امر الشهرة بعد الوفاة يضعنا في حيرة شديدة. و نستطيع ان نقول "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ (متّى 26:16)". فالراحل كان رئيسا لعدد من الصحف السعودية و رئيسا لقناة اخبارية و كاتبا في جريدة امريكية مشهورة. حصل علي اعلي المراكز و ارفع المناصب التي يتمناها اي صحفي و تزوج اكثر من مرة و انجب ابناء و بنات. لكنه في لحظة من لحظات حياته قرر ان يدخل سفار بلاده في تركيا ليوثق عقد طلاق آخر زوجاته (لأن تركيا لا تعترف بتعدد الزوجات!!!) و لكي يستعد للزواج من خطيبته خسر حياته. فجأة انتهي كل شيء بابشع الطرق و لفتموضوع اختفاءه و قتله انظار العالم كله، فصار اشهر مقتول في العالم خلال سنة 2018. قد نري واحد من اشهر المقتولين في بداية الخليقة و هو هابيل، الذي قتله قايين أخاه. و حاول قايين باستماته ان يهرب من تهمة قتله و لكن هيهات، كيف يهرب امام الله. و هكذا ايضا قاتل خاشقجي الحقيقي و حتي ان استطاع ان يهرب من عدالة الارض فكيف سيفلت من عدالة السماء. و من وجهة نظر اخري ماذا استفاد خاشقجي او ما هي المحصلة النهائية لحياته. لقد فاز بكل طموح الرفاهية و العلم و المال و المتعة، لكنه خسر حياته الابدية. و ما اكثر البشر الذين يلهثون خلف سراب. يبنون و و يجمعون و يرتقون اعلي المناصب و يبتغون العظمة لكنهم في النهاية لا يربحون حياتهم الابدية. مات غدرا و لكن هذا لا يعفيه من الدينونة الابدية لأن اجرة الخطية هي موت. ان كان خطأه ضد ملك ارض نال لاجله عقوبة فظيعة ، فكم و كم من يخطيء لملك الملوك و رب الارباب. خالق الكون كله، من يخطيء يقع تحت لعنة الموت الابدي في نار جهنم. لكن الله في محبته رتب خلاصا عجيبا عن طريق موت شخص بديلا عنا. لقد أرسل الله برحمته مسيحه إلى العالم، ليظهر للبشر الغنى الحق في الله. فعاش فقيراً متواضعاً محتقراً، رغم أنّه كان له الحق والقوّة، ليعيش حياته في مجد وترف وسلطان.ولكنه غلب كل استكبار جسدي، واتّضع كخادم لكل الناس، مستهيناً بالغنى، والشرف البائد. وبقي غنياً في الله. وعاش بلا خطية. فالمسيح قلب المقاييس الاجتماعية كلها.ولم يعش المسيح بالتواضع فقط، بل أوجد بمحبّته القويّة فداءً، ليخلّصك من خداع غناك. قد كفر عن ذنوبك، ومات لتعيش. وسفك دمه، عوضاً عنك. لا يوجد في الدنيا ولا في الآخرة قوّة مخلّصة إلاّ بدم ابن الله. فمن يقبل هذا الخلاص، يتحرّر من ذنوبه، ويتمتّع بغنى الله غير الزائل. وروح الله يحل فيك، ويجدّد قلبك القاسي، ويحييك من موتك الطماع. فتدرك أنّ الله أصبح بواسطة الغفران في المسيح أباك السّماوي. كل ما له، فهو لك، وقلبه يحبّك. هل تحبّه أيضاً، وتشكره مسلّما نفسك إليه كاملة؟ فروحه يحرّرك من كل فكرة مادية، إلى شركة مع الله في المحبّة. فتخسر الأرض، لتربح السّماء. وتترك العالم بنفاقة، وتدخل إلى الحياة الأبدية من ينهض، ويقترب من الله، يدرك بخوف خطاياه. لانّ كل أهدافنا وأعمالنا، بنيت على الأنانية. وقد اعتمدنا على أموالنا وعقولنا، أكثر من الله. فأوقعنا الضرر بأنفسنا وخسرناها، وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟لا تنفعك صلواتك، ولا صومك، ولا شهادتك، لتبرير نفسك في وضعك الراهن، لأنّك خسرت كل شيء، وسقطت من اعتبار الله. كل أكاذيبك، ونجاساتك، وفجورك، وابتزازاتك، تشهد عليك. وإن تقدّمت إلى الله، فتشعر أنك مسكين، لا تملك شيئا، ولا تقدر على شيء. تعالي اليه كما انت يغير حياتك و يمنحك قلبا جديدا.
#أنور_فهمي_عبده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يحدث انقلاب عسكري في امريكا؟
-
أين الله؟
-
قرار بسيط و نتائج هائلة
-
اعظم مولود
-
أنين الخليقة
-
ثورة روحية
المزيد.....
-
م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا
...
-
عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
-
الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
-
مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب
...
-
مسلمو بريطانيا قلقون من اليمين المتطرف
-
العاصمة مغلقة والإنترنت مقطوع وسط اشتباكات بين متظاهرين والش
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يساند ويدعم النضالات والاحتجاجات ال
...
-
أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|