أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - التناقض والتعارض في آيات المشيئة الإلهية المتعلقة بالجبر والإختيار.!!














المزيد.....

التناقض والتعارض في آيات المشيئة الإلهية المتعلقة بالجبر والإختيار.!!


وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 20:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُقال أن لله مشيئتان، مشيئة تتعلق بالخلق والتكوين، ومشيئة تتعلق بأفعال العباد أو بالاحرى بالإيمان وعدم الإيمان، والمتتبع لآيات القرآن التي تتحدث عن المشيئة والإرادة الإلهية فيما يخص الإيمان أو العباد سيجد فيها غموض وتناقض واضح، دعونا نتعرًف إلى معنى المشيئة ومن ثم ننظر إلى الآيات المتناقضة.!!

المَشيئَة: هِي الإرادَة، شاء الشيء: بمعنى أراده، فالإرادة والمشيئة هي الأخذ بالأَسباب وهي القصد والهدف والغاية.!!

ولنأتي إلى الآيات التي تتحدث عن إرادة وإختيار الإنسان في الإيمان والكفر أو العبادة:

{وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، {إعملوا ما شئتم إنهُ بما تعملون بصير}، {فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة}.

هذه الآيات واضحة ولا تحتاج إلى جهد أو تفسير لتًثبت أنً الله أعطى إلإنسان حرية الإختيار وأنه أي "الإنسان" قادر بإرادتهِ على إتخاذ قراره بنفسهِ، فهو من يشاء ويختار ماذا يعبد وبماذا يؤمن أو يعتقد والله بصيرُ بإختياراته ويراقبه ويعلم تماماً قراراته وأفعاله.!!

ولكن عندما تأتي للآيات التالية، ستجد أنها تنسف وتناقض ما جاء في الآيات الأولى جملةً وتفصيلا:

{وما تشاؤون إلا أن أن يشاء الله إِنَّ اللَّهَ كَان عليماً حكيماً}، {إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما}، {إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين}، {كلا إنه تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله}، {يغفر لمن يشاء}، {يضل من يشاء}، {يهدي من يشاء}.

وهنا يأتي السؤال: كيف للقاريء العربي أن يفهم المشيئة والإرادة الإلهية على ضوء هذه الآيات المتعارضة والمتناقضة؟؟ فإن قلتَ أن القرآن يحتاج إلى دراسة وتعمق ودراية باللغة وبأحكامها، فأنت بقولكَ هذا تضرب ما يدًعيه القرآن بعرض الحائط حينما يصف نفسهُ بأنهُ كتابُ مُبين فصلت آياته، وبأنَّه لَم يُفرَط فيه مِن شَيء أو فيه تفصيل كُل شيء، خصوصاً في مثل هذه القضية "الجبر والإختيار" التي تعتبر من أهم القضايا المصيرية المتعلقة بمصير الإنسان، ثمً كيفَ سيفهمهُ من لا يعرف العربية ولا يتقنها حتى وإن ترجمت هذه الآيات لهُ فكيف ستقوم بترجمتها وإيصالها لهُ؟؟

ولأنه لا يمكن الجمع بين مشيئة الإنسان ومشيئة الله في آنٍ واحد، وإن حاولت فصلهما عن بعضهما كأن تقول إنً الإنسان هو من يشاء في ما يؤمن ويتعبد أو فيما يكفر فأنت ستنفي مشيئة الله التي صرًحت بها الآيات لأنهُ لا يعقل أن يشاء الله الإيمان لعبد ولا يأتي له الإيمان، ولا يعقل أن يشاء الله العذاب والهلاك لإنسان أو لأمّة ظلمت وتنجو بشطارتها من العذاب والهلاك، وإن قلتَ أن المشيئة للإنسان نفسه والله هو من يتبع مشيئة الإنسان فستجعل مشيئة الله تابعة لمشيئة الإنسان وخاضعة لهُ وبالتالي ستنفي عنهُ أي قدرة مزعومة، وإن قلتَ أن مشيئة الله هي العليا وهي النافذة فوق مشيئة الإنسان فقد وقعتَ في قضية الجبر ونسفتَ كل تهديدات الله وعقوباته الأخروية وجعلتَ منهُ إلهاً عابثاً فاقداً للحكمة وللعدل.!!

أما إذا قلتَ لا يوجد تناقض في الآيات، فإسمح لي بالقول إنكَ تلتف على اللغة وعلى صريح الآيات التي لا يخفى على أحدٍ تناقضها وأن أي محاولة تصدر منكَ لتبرير هذا التناقض فهي محاولة فاشلة بكل المقاييس وإلتفاف واضح لا يمكن القبول بهِ، ورجاءً لا تقل لي إذهب وتعرف على سبب النزول أو إفهم سياق الآيات ولا تقل لي أن المشيئة في هذه الآيات ليست مطلقة، أو تقل لا جبر ولا تفويض بل أمرٌ بين أمرين، لأن بصراحة أي محاولة ستقوم بها ستزيد السوء سوءاً وستعتبر إستهزاء وتسفيه للعقول.!!

والخلاصة من كل ما تقدًم، أنصحك بأن تقرأ الآيات جيداً لترى أنهُ لا يوجد أمامك إلا أن تعترف بالتناقض الواضح الذي يكشفُ لكَ تهافت وتعارض هذا الكلام والذي يثبت بشرية القرآن دون الحاجة لترقيع مفسر أو تبرير وتأويل من رجل دين.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!



#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آية قرآنية مليئة بالإشكالات والمغالطات.!!
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وحرية الإختيار.!!
- يسُوع المسيحي والإله القرآني - الألغاز الدائرية.!!
- إنَ شانئكَ هو الأبتر، فهل كان محمد أبتر؟؟
- حوار لطيف وخفيف بيني وبين أخي المؤمن.!!
- إضحكوا مع قصص وأساطير الأديان الثلاثة.!!
- تعالوا نتحدث عن تجاربنا وواقعنا بصدق.!!
- هل صحيح أن علم الله مطلق وهل فعلاً قرآنه مبين؟؟
- مشاكل الإله مع الذين لا يفقهون.!!
- ما هو الدليل على وجود الملائكة ومن منكم رآها؟؟
- حوار ودٍي وأخوي مع صديقي الإله؟؟
- الصراع القائم بين العقل وبين الله.!!
- الملائكة الذكور هل هم أصدقاء الله أم مساعدوه.!!
- العلة والغاية من الوجود والخلق؟؟
- الإله الغائب هل يعلم أو لا يعلم؟؟
- إغتصاب الحريات بحجة نقد وإزدراء الأديان.!!
- لماذا تركز على نقد الدين الإسلامي فقط.!!
- الإله الأزلي وصفاتهِ الزائدة عن الحاجة.!!
- هل الأفعال القبيحة تليق بإله الإسلام؟؟
- إله الإسلام مشاعره رقيقة جداً .. فلا تؤذوه رجاءً.!!


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - التناقض والتعارض في آيات المشيئة الإلهية المتعلقة بالجبر والإختيار.!!