أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!















المزيد.....

رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدي شعور بان البعض ممن اغضبهم سقوط صدام, اكثر من غضبهم من سقوط الضحايا من ابناء العراق وبشكل يومي, يتمنون ان تحصل الحرب الاهلية باي شكل بالرغم من رؤياهم لابناء العراق وهم يدينون عمليات القتل ويوعزوها لبقايا عصابات صدام او لعملاء امريكا من ابناء القاعدة التي جلبوها معهم.
رامسفيلد يضع خطة لمواجهة حرب اهلية بالعراق! هذا عنوان خبر نشر في صحيفة الحياة اللندنية!
ولكن لنسال ماذا عن الخطط الاخرى؟ خطط اعمار العراق وانقاذ الشعب العراقي من صدام, ماذا حل بها؟
او لماذا لم يضع خطة لحماية العراقيين ولاخطة لحماية حدود العراق؟ ولاحتى خطة لكيفية ادارة البلد بعد سقوط صنم صدام؟
بل لماذا رفضوا وعارضوا بشدة، كل الخطط التي وضعها العراقيون (المتحالفون معهم) لاقامة حكومة مؤقتة قبل سقوط صدام؟ اما كان ذلك سيجنب العراق الخراب والقتل اليومي المتواصل؟
ولكن من يدري قد تكون تلك هي خطتهم، ان يفتحوا بوابات العراق لكل اعوانهم من المجرمين. ليعيثوا بارض العراق فسادا، ويخربوا كل ماطالته ايديهم، ويقتلوا ويخطفوا كل من يسعى للبناء او يفكر بوضع نهاية للكوابيس.
اليس هم من عارضوا حتى امكانية اصلاح المنشآت الكهربائية او الخدمية الاخرى من قبل العراقيين؟ بحجة العقود مع شركاتهم التي ترفض المباشرة بعملها بحجة الوضع الامني؟! لنكتشف بعد حين سرقة تلك الشركات للمليارات من الدولارات العراقية, وهروبهم لامريكا بحماية الرامسفيلد بعينه. والمؤسف له ان الحكومة العراقية للان لم تطالب بمعاقبة السراق واعادة تلك الاموال.!
العراقيون كانوا بانتظار اللحظة التي يخلصوا فيها من صدام, ليعود لهم الاطمئنان وتعود الكهرباء طبيعية وياتيهم الماء بلا انقطاع ، بعد ان ملوا الانتظار.
ولكن اكتشفوا بعد حين ان صدام صار شاعرا وخطيبا على مسرح (المحكمة) والكهرباء صارت من الكماليات النادرة اما الماء فصارلايروي عطشا. وفوق كل هذا ازداد القتل والخطف واصبح علنا نهارا جهارا بفضل ديمقراطية بوش ورامسفيلد!
بعد ان ازدادت الامور سوءا, وصل الياس بالناس، بفضل خطط رامسفيلد ورئيسه، لان يتسغنوا عن كل الخدمات تلك, ويلتفتوا فقط لكيفية حماية اولادهم من اسلحة الغدر الصدامي او الزرقاوي او الامريكي او غيرهم من عصابات القتل اليومي. فاي خطط تجعلنا ننسى تلك المصائب. لكن الضاهر انها محاولة امريكية بائسة للتنصل من الكارثة التي انتهت لها حربهم في العراق, فاتجهوا لتغطية ذلك الفشل بغربال الحرب الاهلية, التي تسعى لها واشنطن اكثر من غيرها.
فرامسفيلد لايعترف بفشل قواته بتوفير الامن والاستقرار في العراق. كفشلهم سابقا في افغانستان وفضيحة عدم تمكنهم من القبض على بن لادن او رجاله, حسب ادعائهم, بالرغم من القصف المكثف على افغانستان. فارادوا تغطية فشلهم ذاك بحربهم على الشعب العراقي وماجره ذلك من كوارث. لم يستطيعوا خلالها حتى انهاء صدام, بل اكتفوا بتخريب كل المؤسسات, وزرع عصابات للقتل والخطف, تمهيدا للحرب بين فصائل ابناء العراق.

قبل ايام عرض التلفزيون البريطاني فيلم عن ماتعرض له شبان ثلاث بريطانيين من اصل باكستاني و بنغلاديشي، الذين ذهبوا لزيارة اقرباء لهم في باكستان. ولكن بسبب الفوضى التي عمت المناطق تلك بسبب القصف الامريكي والحرب الاهلية الافغانية، التي اشتعلت بمباركة وتسليح الامريكان. وجدوا انفسهم في افغانستان. ليقادوا مع مجاميع من القرويين الافغان لسجون امريكا هناك ومنها الى سجن (غوانتانامو) ليمارس ضدهم كل انواع التعذيب النفسي والجسدي، الذي يجيده احفاد (الكوكس كلان). كنت اتابع الفلم وشعور بالغثيان مصحوب بالغضب والقهر والصراخ المكتوم، من الطريقة (المتحضرة) التي يتبعها ابناء العم بوش ضد سجناء (غير متحضرين). لايسمح لهم حتى بالكلام او شرح ضروفهم. الى الوسائل التي تدل على عمق الحضارة البوشية او الرامسفيلدية, خاصة والاخير يؤكد على انسانية التعامل ذاك وانسانية الاسلوب الذي اتبعوه بالتحقيق مع اؤلئك الشباب السجناء, برده على سؤال الصحفي البريطاني! لتنتقل بنا الكامرة بعد تعليقه مباشرة لتصورلنا كيف كان ذلك التعامل انسانيا.
تلك الصور نقلتني للسجناء العراقيين الذين ذاقوا الاهانة والذل والتعذيب ذاته على يد جنود رامسفيلد المنحرفين هناك، ومن قبلهم على يد تلميذهم صدام. والتي اكدت على بعد هؤلاء عن كل مايمت للانسانية بصلة!
فمن تلك الممارسات كتم انفاس السجناء ومنعهم من الكلام ومن رفع ابصارهم للنظر حتى للجنود اوالسجان. ثم اتباع الاسلوب الهمجي (الكوكس كلاني) باستعمال الاكياس لتغطية الراس وربطها ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا نظارات سوداء كبيرة فوق الكيس! لالغاية الا لجعل المنظر مهين ومخيفا لنا، ومضحكا لابناء العم بوش، احفاد عصابات العنصرية، ممن كانوا يستخدموا الاسلوب ذاته مع الزنوج الذين كانوا يتسلوا بنصب اعواد مشانقهم امام بيوتهم وامام اولادهم الصغار!
ولم يكتفوا بالضرب والاهانة والتعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع اعترافات عن انتمائهم لابن لادن (عميل السي اي اي المفضل) الذي دمروا البلد الفقير افغانستان بحجة البحث عنه!
بل عمدوا, للتدليل على عمق تحضرهم! عمدوا لربط ايدي السجناء من الخلف بسلسلة حديد وتربط هذه السلسلة باخرى قصيرة بالارجل ليصعب بعدها الوقوف او الجلوس، والاسوأ ربط السجين بحلقة بالارض ليصبح وضعه اسوأ من اي كلب مربوط ويبقى هكذا لساعات. تلك هي احدى خطط رامسفيلد (الذكية).
فصرخت "اين جماعة الرفق بالحيوان، هل يرضو ان تربط كلابهم بهذا الشكل؟.." ؟ لينظروا الان اي حضارة تلك التي تمتهن الانسان وبالطريقة البشعة البربرية هذه، حتى لو كان هذا الانسان متهما, اليس له الحق ان يشرح سبب وجوده هناك او يدافع عن نفسه؟
ولكن يبقى الامريكان يعتقدون انهم الجنس الاعلى ولابد ان يمارسوا مااعتاد عليه اجدادهم العنصريين من قبل مع الزنوج او الهنود الحمر.
وسائل التعذيب تلك خلقت نوع من التحدي او الياس, وقد راينا كيف ان بعض العراقيين الذين كانوا ينتظروا لحظة الخلاص من صدام بفارغ الصبر, صاروا يترحمون على ايامه! بفضل رامسفيلد وخططه الكارثية! فاي خطة ممكن ان يتحفنا بها رامسفيلد الذي سعى لخراب العراق كله، واشتغل طويلا لاشعال الحرب بين ابناء الطوائف هناك؟

لكن العراقيون اذكى من ان تمرر عليه تلك الخطط, اذا كانت القيادات واعية. فالعراقيون غير الافغان، الذي جعلت منهم الطبيعة الوعرة القاسية، وعزلتهم عن العالم ثم ممارسات جماعة الطالبان وبن لادن، جعلتهم اشبه بالمتوحشين يقتلوا بعضهم البعض.
فقد عرف العراقيون اللعبة الحقيرة التي يلعبها الاستعمار مع فلول الغربان التي اتوا بها من زرقاويين ولادنيين، مع بقايا عصابات صدام المنحرفين. من الذين حاولوا اشعال الفتن بشتى الوسائل بين العراقيين، ولم يفلحوا. كادوا في بعض الحالات القليلة بسبب انانية بعض القيادات التي لم تتعظ, والتي لاتعرف غير ممارسة التسلط والنهب. لكن بقي السني يساعد الشيعي والشيعي يقف مع اخيه السني وكل العوائل العراقية هناك بينها تلاحم موثوق بين كل ابنائها. لذلك يسعى رامسفيلد لتلك التصريحات لكي يصدقه الاغبياء, من ان العراق موشك على حرب كتلك التي خلقوها في افغانستان او لبنان او يوغسلافيا. وبذلك يحاولوا ان يمرروا خططهم تلك، للتعويض عن ذلك الفشل.
فلا بد من الوعي لنفشل تلك الخطط بوقوفنا معا ضد كل من يسعى لخراب اكبر. فخططهم الفاشلة لن تضرهم وهم يتهيئون للهروب, بل سيدفع ثمنها ابناء العراق الابرياء, مالم يكف قادتنا عن التناحر على المناصب. لعلهم يعتبروا درس صدام، ويحاولوا ان لايعيدوا الخطأ ذاك, ويعملوا بمسؤولية لاعادة الامان للناس ومحاولة حمايتهم. والتخلص من كل ادران العصر الصدامي الامريكي, ولابد لكل المسؤولين ان يواجهوا المخاطر بروح وطنية واخلاص مهما كان دورهم صغيرا.
فقد اثبتت امريكا ان رجالها فاشلين عسكريا وسياسيا، فحربهم مع اليابان لم يحققوا انتصارا الا بعد استخدامهم القنابل الممنوعة, التي راينا عمق جريمة استخدامها فمازال الشعب الياباني لليوم يعاني من اثارها!
وفشلوا في فيتنام بصمود الفيتناميين واصرارهم على الانتصار عن طريق الوحدة والتضامن والتي بها هزموا جيوش امريكا المسلحة باحدث الوسائل.
وهاهم يحاولوا ان يغطوا فشلهم في العراق وماسببوه من كوارث، بخطط وهمية. وهم الذين لم يعرفوا حتى كيف يخططوا للقضاء على بن لادن صنيعهم ولا على صدام، الذي اكتفوا بوضعه بالقفص ليتسلوا على خطبه الفارغة، و اكتفوا بحماية انفسهم والتسلية بمشاهد القتل اليومي والتعذيب لابناء العراق.
ومافوزهم وانتصاراتهم في الحروب العالمية الا محض خيال تبنته هوليود سينمائيا لاعادة الاعتبار لهم ولو بالخيال.
اذن ليحتفظ رامسفيلد بخططه الغبية اللاانسانية، وليلتفت ابناء العراق لوحدتهم التي بها سيهزموا الاحتلال وبتضامنهم سيهزموا فلول الزرقاويين عملائهم, والسلفيين الكفرة, وعصابات صدام ومن تبعهم, من القتلة وعصابات الخطف الحاقدين على العراق والحياة.
وليرحل هو وقواته ولياخذ معه صدام وغربان القاعدة صنيعتهم.

لندن 28-3-2006



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذي فقد صوته
- رهينة الحصارات
- الشجاعة في الاعتذار
- خراب العراق , قدرٌ ام مؤامرة؟
- السياسة بين التجارة والمبادئ
- عن اي انتصار يتحدثون؟
- فرشاة على الرصيف
- شارع الرشيد...ضحية الحصار ام الحروب ام الاهمال؟
- اليد التي تبني المحبة هي الابقى
- الدوائر المستطيلة
- اللغة الكردية ومايكل جاكسون
- الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟
- .......وظلم ذوي القربي
- المتعاونين مع الاحتلال
- العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق
- من يرفع الراية
- الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم
- لمصلحة من، قتل العراقيين؟
- من هم اعداء الاسلام، اليوم؟
- صدي الايام


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!