|
إلى أبو ذر المقديشي
رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 06:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى أبو ذر المقديشي 10/4/2006 أبعث هذه الرسالة إلى أبو ذر المقديشي وأمثاله من سفاكين الدماء الذين لا ينتمون لأي ديانة على وجه الأرض وللأسف أن بعض الناس يعتبرونهم يجاهدون في سبيل الله، أي جهاد هذا وأي سبيل؟!.. إن هؤلاء الأشخاص أجبن من أن يجاهدوا في سبيل الله ولذلك يستغلون بعض الشباب البائس في تنفيذ أحقادهم الحقيرة بقتل الأبرياء ظلماً وغدراً، لمصلحة من قتل الناس، لمصلحة من خراب البلاد، لمصلحة من يعملون هؤلاء السفاحين جميعاً؟!.. إن هؤلاء الحاقدين الذين حولوا العالم إلى ساحة لقتل الناس بدون وجه حق، إنهم في حقيقة الأمر مجرمون في حق البشرية جميعاً، كفاكم قتل يا سفاكين الدماء أنتم وأتباعكم في هذا العالم، ولو كانوا هؤلاء الذين يعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله لماذا لا يقتلون؟!.. إلا أنهم لا يعلمون أنهم على خطأ، وللأسف يستغلون بعض الناس لأفكارهم الهدامة والعدوانية إلى كل البشر ثم يقنعون هؤلاء البائسون أمثالهم أنهم يعملون كل هذا من أجل الدين، والدين منهم بريء، إنني ألقي اللوم على الإعلام في الوطن العربي قبل ما ألقي على أجهزة الأمن، لأن الإعلام هو الذي له الجزء الأكبر في هذا المجال من المفروض على الإعلام في الوطن العربي جميعاً أن يسلط الضوء على أفكار هذه الفئات الضالة لمعرفة حقيقتهم الفاسدة، وتصحيح الدين الحقيقي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى ليس بالخرافات التي يقتنعون بها معظم الناس وكشف حقيقة هؤلاء الأشخاص الذين حولوا بلادنا العربية إلى رعب ودمار بسبب أفكارهم البغيضة الفاسدة، ونسوا هؤلاء جميعاً أن الله سبحانه وتعالى قال لرسوله الكريم: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) آل عمران آية 159.
وأيضاً قال: ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) النحل آية 125.
بما أن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله الكريم أن يدعوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وهو رسول الله وهو خاتم النبيين والمرسلين، وليس مطالب بقتل الناس ليهتدوا، وأيضاً قال سبحانه وتعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) الأنبياء آية 107
وليس كهؤلاء الذين يبيحون لأنفسهم قتل المسلمين وغير المسلمين أن أفكار هؤلاء الذين خرجوا عن الدين أن أفكارهم تدعوا إلى قتل البشرية جميعاً، ولو حدث ذلك كما يعتقدون هؤلاء (الاعتقاد الخاطيء) أين هي الدعوة التي يدعون من أجلها بما أنهم في هذه الحالة قضوا على البشرية كلها بسبب تكفيرهم البشر، وإذا كان هؤلاء يعلمون من كتاب الله شيئاً كما يقولون ألا يقر قول الله تعالى ((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)) المائدة آية 32.
وهنا يتضح لنا من كتاب الله أن رب العزة يتحدث عن أي نفس بصرف النظر أياً كانت هذه النفس مسلمة أو غير مسلمة ولذلك قال سبحانه من قتل نفس بغير نفس، وأيضاً ألا يقرأوا قول الله تعالى: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) النساء آية 93.
أي هذا أمر من الله بعدم قتل الناس بغير وجه حق أي كانوا مسلمين أو غير مسلمين والله يهدينا وأياكم إلى سواء السبيل.
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واصطبر لعبادته
المزيد.....
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|