طه رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 08:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا يريد الشعب؟ يريد إسقاط النظام. هكذا تاتي الاجابة بشكل آلي! ومرجعية هذه الالية هي تلك التظاهرات العارمة التي اجتاحت عواصم عربية مختلفة، بعد أن شعرت، تلك الشعوب، بالاغتراب والاستلاب والتهميش في اوطانها! واستطاعت قولا وفعلا إسقاط تلك الانظمة التي بقيت جاثمة على صدر شعوبها سنين طوال، كما حدث في تونس ومصر وليبيا.
أما في عراقنا فكان الأمر مختلفا، إذ أن سقوط النظام الدكتاتوري أتاح قلب المعادلة،من نظام يرأسه فرد واحد وحزب واحد ورهط من المخابرات والقتلة، إلى نظام يعتمد صندوق الانتخابات حصرا، إلا أن الحكومات التي جاءت بعد ذلك السقوط أساءت استخدام السلطة هي واحزابها المتنفذة بعد اعتمادها على المحاصصة في الحكم والادارة، تلك المحاصصة التي كانت مسؤولة على ولادة أزمات متلاحقة أهدرت فيها المليارات من الدولارات بين اهمال وسرقة وسلاح منفلت وفساد طال جميع مفاصل الدولة، حتى ضاعت فرص البناء، وإعادة الدورة الاقتصادية والزراعية، وزادت البنى التحتية خرابا، وكادت أن تضيع نصف خارطة الوطن بين فكي الإرهاب، لو لا جهود الشرفاء والغيارى في القوات المسلحة بمختلف فصائلها مدعومة بشباب حشد، كان المتضرر الاساسي من تلك السياسات.
فما كان من شرائح اجتماعية متضررة إلا أن تنتفض ضد الفساد وانعدام الخدمات وتفشي البطالة، بين اوساط الشباب خصوصا، عبر تنظيم احتجاجات في مختلف المحافظات، فسقط شهداء وجرحى وجرت اعتقالات تعسفية عديدة بين أوساط المتظاهرين، رغم أن رئيس الحكومة ومعظم المسؤولين يتطابق حديثهم مع رغبة المتظاهرين بمحاربة الفساد وإبعاد المحاصصة الطائفية والاثنية عند توزيع المسؤوليات واعتماد الرجل المناسب في المكان!
لقد فوت رئيس الوزراء السابق فرصة تاريخية في إصلاح الوضع برمته حين وقف معه المتظاهرون والمرجعية في بداية انطلاق الاحتجاجات صيف 2015، ولكن لم يبق من تهديداته بكشف الفاسدين الكبار سوى حبر على ورق!
اليوم تفاءلنا خيرا بإبعاد عدد كبير من الوجوه التي تحوم حولها شبهات الفساد، فهل يستطيع رئيس الوزراء الجديد بتحقيق المطلب الرئيس للمتظاهرين: نريد إصلاح النظام!!
#طه_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟