فؤاد محمد
الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 20:46
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
لليوم السابع على التوالي تشهد العاصمة الفرنسية باريس وعدد من المدن الرئيسة احتجاجات واسعة لسائقي المركبات الذين يعارضون قرار حكومة ماكرون بزيادة الضرائب على الوقود بنسبة تفوق 23%( 4 سنتات يورو للبنزين و 7 سنتات يورو للديزل ) حيث تعد هذه الزيادة الاكثر منذ عام 2000.
لم تخلو هذه الاحتجاجات من أعمال عنف بين المحتجيين و رجال الشرطة الذين استخدموا العنف والغازات المسيلة للدوموع لقمع وتفريق المتظاهريين والتي على اثرها لقى اكثر من شخصيين مصرعهما و اصابة اكثر من 106 متظاهر بجروح، فيما وتم اعتقال العديد من المتظاهريين.
كان سعى المتظاهرين الذي ارتدوا السترة الصفراء
تعطيل الطرق السريعة و الطرق المؤدية الى مستوداعت الوقود كوسيلة رادعة لقرار الحكومة في زيادة الضرائب على الوقود.
في الوقت الذي وصف فيه أحد زعماء الاحزاب اليسارية، عن حق، هذه الاحتجاجات بانها “ولدت خارج نطاق الاحزاب السياسية.”. حاولت الاحزاب المعارضة اليمينة وبعض الكتل اليسارية احتواء هذا الاستياء الشعبي و السعي لركوبه في مواجهة حكومة ايمانويل ماكرون. كما حاولت حكومة رئيس الوزراء ادوارد فليب اخماد بركان المتظاهريين بمحهم منحة نقدية تقدر ب 4000 يورو “للاسرة الفقيرة “تمكهم من استبدال مركباتهم القديمة بواحدة جديدة أقل صرفا للوقود.
منذ القرن التاسع عشر، يوصف الشعب الفرنسي بانه شعب ثائر بين شعوب اوربا . و حديثا ثمة استطلاع يؤكد بأن الفرنسيين أكثر الشعوب العالم التي تُظهر المقاومة والتحدي لسياسية حكوماتها، على الرغم من كون الشعوب الثائرة و الشعوب النفيسة ليست خصائص ميتافيزقية بل انها حصلية التبادل العضوي بين اشكال النضال و الاحتجاج و المحاججة التي تظهرها الحركات الاجتماعية الثورية و الظروف الموضوعية و المادية لنمو و تطور الصراع الطبقي الاجتماعي لتلك الحركات التي تعطي طابعا متميزا للمجتمع برمته.
إن فرنسا التي شهدت عشرات الاحتجاجات و المواجهات بين النقابات العمالية و المهنية و حكومة ماكرون خلال السنة الحالية، بدءأً من احتجاج متقاعدى فرنسا ضد خطط ماكرون الاقتصادية و مرورا بالاحتجاجات داخل محطات السكك الحديدية و احتجاج ( حفلة ماكرون) بمناسبة السنة الاولى لتوليه السلطة، و التصدي لقانون الخدمة المدنية ( قانون الخمر) والاحتجاج على تقليص ملاكات الخدمات الصحية و غيرها، و الذي شارك فيه كافة شرائح المتجمع الفقيرة و متوسطة الدخل.
إن فرنسا التي تزيد فيها نسبة البطالة عن 11%، قد تكون بوابة التغير المرتقب.
لن نتكهن بان الذين سيهاجمون السماء هم عمال باريس و فرنسا.
غير ان ما تظهره فرنسا و عمالها تجعل من التكهن حقيقة.
#فؤاد_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟