أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - هل كان كارل ماركس على حق؟














المزيد.....

هل كان كارل ماركس على حق؟


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6058 - 2018 / 11 / 19 - 00:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ان الطبقة العاملة هي اكثر الطبقات ثورية على مر العصور، وان ثوريتها لم تكن بسبب فقرها وحرمانها ولا بسبب احتجاجاتها اليومية ولا بسبب معارضتها للنظام الرأسمالي.. وانما بسبب موقعيتها الطبقية في التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الحالية والتي تكمن في تمركز الملكية الخاصة بيد الطبقة الرأسمالية فقط والتي تغيرت كثيرا في شكلها الاجتماعي عبر التاريخ. ان هذه المكانة الاقتصادية والاجتماعية للطبقة العاملة والتي تحرمها من كل الملكية وتكون مجبرة ان تخدم الملكية البرجوازية عن طريق العمل المأجور وهي بالاساس الصاحب الاصلي لكل العمل والثروة في المجتمع الرأسمالي. ان هذه المكانة الثورية قد عبر عنها في التاريخ المعاصر الصراع الطبقي ووصوله الى الصيغة النهائية وتبسيطه الى الصراع فقط بين الطبقتين الاجتماعيتين الاصليتين في المجتمع. طبقتين مختلفتين ومتناقضتين في رؤيتهما لشكل الملكية والنظام الاجتماعي وهما الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية. ان الطبقة العاملة الاجتماعية في تناقض كبير مع شكل الملكية للبرجوازية بل وتكون عدوا لهذه الملكية الخاصة للبرجوازية من البداية والى النهاية. لان الملكية البرجوازية تجبر العامل ان يكون عبدا لهذه الملكية البرجوازية عن طريق اجباره على بيع قوة عمله كي يستمر في العيش والحصول على مستلزمات الاستمرار في الحياة. وعندما تنتقد الطبقة العاملة النظام البرجوازي تنتقد هذا الشكل من الملكية الخاصة والذي تمركز بيد قلة قليلة من البشر وحرم اكثرية المجتمع اي حوالي 90% من الناس من هذه الملكية و اجبر هذه الاكثرية من الناس ان يكونوا تابعين وخدما لهذه الملكية الخاصة للبرجوازية. وان هذه الاكثرية من الطبقة العاملة هي في موقع بأمكانها ان تقضي على الملكية الخاصة للبرجوازية وتحويلها الى ملكية الاكثرية والتي هي بالاساس صاحبتها. وان هذه الامكانية من اجل التغيير في الملكية الخاصة للبرجوازية الى الملكية المشتركة للاكثرية في المجتمع هي العنصر الثوري والراديكالي في التاريخ كله.. لانه في تحويل شكل الملكية الخاصة الى الملكية الاشتراكية سيتحرر المجتمع بأكمله من الملكيات الخاصة واستغلال الانسان لاخيه الانسان على مر التاريخ ان الطبقة العملة عندما تحرر نفسها من الملكية البرجوازية تحرر المجتمع بأكمله والى الابد. هذه السمة الثورية التاريخية الى النهاية هي من نصيب الطبقة العاملة في المجتمع الرأسمالي، هذه هي المكانة الثورية التاريخية للطبقة العاملة.
ان كارل ماركس تمكن ان يثبت هذه المكانة الثورية في نقده للنظام الرأسمالي من كل النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ولكن اثبات هذه المكانة الثورية لا تعني ان هذه الثورية تأتي بشكل عفوي في سلسلة احداث التاريخ ويمكن ان تترك بصماتها بشكل عفوي! اي ان موقع الطبقة العاملة وسماتها الثورية ليس معناها انها ستكون ثورية دائما في التقلبات والاحداث او في الانتفاضات والاحتجاجات بشكل عفوي وانما ثوريتها في الاحداث تعتمد على مدى استيعابها الوعي الطبقي الاجتماعي ومعرفة دورها في تغيير شكل الملكية وتدخل قياداتها وافقها وبرنامجها السياسي والتكتيكي في مختلف الاحداث. اي ان الطبقة العاملة لا تصبح طبقة ثورية اذا لم تستوعب واجباتها الطبقية والقيام بالاعمال الثورية والاستجابة الى مهامها الطبقية والتاريخية. حتى كارل ماركس وفريدريك انجلس ولينين لم يكونوا يوما يؤمنون بالعفوية الثورية للطبقة العاملة. وانما حاولوا وجاهدوا وناضلوا لكي تستجيب الطبقة العاملة لمتطلبات دورها ونضالها ووحدتها الطبقية وصراعاتها الطبقية. وان التنظيم وتشكيل الاحزاب السياسية والعمالية كانت خطوة بهذا الاتجاه. ان تشكيل التنظيمات السياسية والعمالية الثورية ومحاولة قيادة الطبقة العاملة في صراعاتها مع البرجوازية هي من اجل تحقيق هذه المكانة الثورية للطبقة العاملة في التاريخ والتي تحلم بها البشرية منذ القدم لتحقيق المساواة والحرية والرفاه والسعادة. ان تاريخ كل المنظرين الماركسيين والاشتراكيين هو تاريخ ابراز الخاصية الثورية للطبقة العاملة وابراز دورها ومحاولة فرضها على التاريخ والمجتمع بشكل واعي وطبقي.
اثبت التاريخ بأن الطبقة العاملة بدون حزب وافق ثوري وبدون وعي طبقي لا يمكن ان تفصل صفوفها عن الصف البرجوازي وفي احسن احوالها ستكون ذيلا لاحدى الحركات البرجوازية من اجل تحقيق بعض الاصلاحات. ورأينا كيف تسير الطبقة العاملة وراء الطبقة البرجوازية في كثير من الاحداث التاريخية وخاصة في الحربين العالميتين الاولى والثانية والحروب الرجعية بين الامبرياليين والاقطاب البرجوازية. ورأينا ايضا عندما يكون هناك حزب ثوري وطبقي كيف ستتغير الاحداث لصالح المحرومين من العمال والكادحين كما فعل البلاشفة في الثورة الروسية. وان لينين كان رمز الثورية والمعبر عن امكانية وجسارة الطبقة العاملة الثورية.. لقد كان لينين حقا يعبر عن المكانة التاريخية الثورية للطبقة العاملة التي صنعت الثورة والقضاء على الملكية البرجوازية .



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كابينة عادل عبدالمهدي وتحدياتها!
- دروس من تجربتين للثورة العمالية، كومونة باريس واكتوبر الروسي ...
- قضية خاشقجي وزيف الادعائات الديمقراطية!
- الاعتراف الصريح!
- ما هو الهدف الحقيقي وراء قتل النساء في العراق؟
- الماركسية والشيوعية العمالية!
- ماذا نقصد ب-فصل صفوفنا- عن البرجوازية؟
- المصالح الحقيقية للاحزاب الشيعية
- يجب الخروج من الضعف في التنظيم!
- معرفة طابع حركتنا!
- الاحتجاجات الجماهيرية ودور المخرب للعشائر!
- الاحتجاجات في العراق ينقصها التنظيم
- الاحتجاجات في جنوب العراق وواجب عمال النفط!
- ديمقراطيتهم الطائفية ومجالسنا الانسانية!
- خطر ما بعد انتخاب اردوغان!
- كلمة بمناسبة اسبوع منصور حكمت!
- لماذا التحزب الشيوعي له اهمية؟
- حول ضرورة التحزب االشيوعي والعمالي!
- الازمة في القضية الفلسطينية!
- حول كارل ماركس.. في الذكرى المئوية الثانية لميلاده


المزيد.....




- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - هل كان كارل ماركس على حق؟