أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - جيناتنا الإيمانيّة














المزيد.....

جيناتنا الإيمانيّة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6055 - 2018 / 11 / 16 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدالة الأرض، وعدالة السّماء
مهداة إلى جميع من يهدوني إلى الإيمان ، وإلى قراءة الأذكار
أرغب أن أسأل ذلك الكمّ المؤمن ، والذي لا يتوانى على مدار الثانية من التفكير بهداية الآخرين وكأنّ الله كلّفه بذلك. لماذا تعذب نفسك؟ دعهم يذوقون عذاب النّار. أرغب أن أستشهد بحادثة جرت معي وكنت في العشرين حيث عشت أيام "الميني جيب والمكرو جيب"، ولم يكن في كليّة الحقوق كلّها سوى بضع فتيات محجبات، لكنّهن منفتحات في العلاقات الاجتماعية، عندما تزوجت، وعشت مع عائلة زوجي لفترة. كانت النّساء تأتي إلى أم زوجي من أجل شرب القهوة، وقد حرضنها عليّ مرّة حيث كنت أسمعهن بينما أعدّ القهوة، كنّ يعترضن على الميني جيب، وبعد أن أنهت النسوة حديثهن أجابت أم زوجي قائلة " إنها مستورة، وجعلت ابني يعود إلى عقله، ثمّ إن هذا نميمة. لا تهدي من أحببت. إن الله يهدي من يشاء" كان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، وقد كانت تقول لي أنت أكثر إيماناً من إمام الجامع حيث كنت أقوم بإعطائها الحقن، وكلما أعطيتها حقنة كانت تدعو لي.
هي حادثة عرضية، لكن حادثة أخرى جعلتني أشعر بمدى فهمها للدّين. كان القس يأتي ليعايدها في عيد الإسلام كون والد زوجها فدى البطرك بليرات ذهبي، وفي مرّة كانت الدنيا ماطرة موحلة ، وقبل أن يصعد الثلاث درجات وقع، وتدمم وجهه. رأيتُه. أمسكت بيده، وأدخلته، مسحتْ له جروحه ، وهدّأته وجلست إلى جانبه تجامله، وتدعو له باسم المسيح. كانت امرأة عادية، وربما هكذا كان أغلب البشر.
لم يكن في سورية عصر ذهبي، ولا ديموقراطية، فقد كان الإقطاع ينخر بجسد المجتمع، وتم الانتقال من الإقطاع إلى البعث مباشرة حيث صدر قانون الإصلاح الزراعي الجائر، ووزعت الأرض على بعض الفلاحين الذين لهم حظوظ في السلطة، وظلم الإقطاعي حيث أصبح الفلاح الناصري أو البعثي الذي استلم أرضه يغتني منها، ويجلب له ما يقدر بربع الإنتاج. أصبح الفلاح بسيارة مرسيدس، وهج الكثير من الإقطاعيين. أتحدث بشكل عام ودون ذكر حالات معينة.
اليوم انتهى دور البعثي، وحل محله دور الدّاعية المسلم الذي يرشدنا إلى الطريق القويم، والكثير من أصدقائي على الفيس من هذا النوع . هم يبشروننا بالجنة، كأنّهم ضمنوا الجنّة لهم ويعرفون أين تكون ،ويعرفون أيضاً أنّك قد لا تكون سمعت بتعاليم الدين فيهدونك إلى السّراط المستقيم. أخي المؤمن: ابتسم من فضلك، ف"الابتسامة صدقة" ولا تهوّل علينا الأمر. إن كان لديك حلّ حول العدل في الدنيا فلا بأس شريطة أن لا تصرع رأسنا بأن الدين صالح "لكل الأزمنة والأمكنة"، فهذه المقولة تسري في دمنا، وفي التحليل تحمل جيناتنا كلمة الله أكبر في إحدى جهاتها والسّيف في الجهة الأخرى.
أتحدث عن أصدقائي السّوريين الذين أكنّ لهم الودّ، وحتى أكون أمينة فإنّني خلال مسيرة حياتي تلقّيت الدّعم من أناس مؤمنين بسطاء أكثر من مدّعي العلمانية، ولم أتعرض لسؤال منهم، ولكن لماذا يلعب الآخر بعقولنا، فهل هناك من فرق بين السعودية وقطر ومصر. مصر تقتل الأقباط بواسطة داعش، أو ماعش، وسورية تقتل الجميع، والسعودية أسست طالبان، وقطر أسست الإخوان، والحريرين والخاشقجي فقط هم من ظهر للعيان، أما الباقون فقد قطعوا أحياء. الآلاف في هذا الوطن العربي الكبير، والأمة العظيمة. لاتعرف أماكن قبورهم. هم لم يذّوبوا بالحمض بل رميت جثثهم إلى الكلاب. لن نزايد في الكلام، فالقضية السورية محفوظة في أروقة الزمان، والعار السّوري الذي سمم أغلب الأبدان لن ينتهي خلال يوم أو يومين. نحن نعيش في النّار كشعب الله المختار، ولا يمكن أن تحرقونا مرّتين.
عزيزي المؤمن. لا تتلصص على صور الفيس بوك، ولا تقم بهداية الناس. اعمل فالله يطالبك بالعمل والعمل فقط، والعمل الصّالح هو أن تغني أهل بيتك من الجوع، وتترك الحرية لزوجتك وابنتك في اللباس والكلام فأنت لست رباً. لهم رب يعاقبهم أو يسامحهم، والله "غفور رحيم"
وأخيراً وليس آخراً أنا لا أقرأ رسائل الفيس بوك. لذا أنصحك بإرسال الأدعية والأذكار إلى شخص متفرّغ .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى طيرة
- آه . لو تدرين!
- الملف السّوري سوف يظهر إلى العلن يوماً
- ليلة الكريستال
- القوميّة، والطائفيّة
- الوحدة، والعالم الرّقمي
- نحن وهم
- قضايانا
- المساواة بين الجنسين
- الاعتداء الجنسي على النساء
- التقليد عند الإنسان
- أفكار متعدّدة لموضوع واحد
- هل بحثت يوماً عن أبيك البيولوجي؟
- توزيع الصّحف على البيوت
- صحافي أم مأمور
- جواز سفر
- صباح الخير السّويد
- - إنّها البداية، وليست النّهاية-
- - الذكورة السّامة-
- - أوقظوني عندما تنتهي-


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - جيناتنا الإيمانيّة