أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العولمة الرأسمالية والعلاقات الدولية















المزيد.....

العولمة الرأسمالية والعلاقات الدولية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6057 - 2018 / 11 / 18 - 14:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


العولمة الرأسمالية والعلاقات الدولية
لطفي حاتم
ــ حملت الطور الجيد من التوسع الرأسمالي الكثير من الاسئلة الفكرية والسياسية والاقتصادية الأمر الذي يشترط على القوى اليسارية الديمقراطية تحليل وتفسير عالمنا الرأسمالي المعاصر .وبهذا المسار تتنوع الاسئلة الاقتصادية ـ السياسية ــ الفكرية لمستويات تطور الرأسمالية الثلاث ، المتمثلة بالبلدان الرأسمالية الناهضة والدول الوطنية ، فضلا عن الدول الكسموبولتية التي تسعى الى تسيد روحها الكسموبولوتية في العلاقات الدولية .
لغرض متابعة تلك الاشكالات المتنوعة ومخاطرها ومحاولة تفسيرها نتعرض الى تغيرات التشكيلة الرأسمالية المعاصر عبر رؤى فكرية ـ سياسية تتمثل بالمحاور التالية ــ
أولا ـ السمات الاساسية للعولمة الكسموبوليتية .
ثانيا ـ النزاعات الايديولوجية بين أطراف التشكيلة الرأسمالية العالمية .
ثالثاـ الوطنية الديمقراطية ومركزيتها الفكرية في النزاعات الدولية .
استناداً الى تلك العدة الفكرية ــ المنهجية نتوقف بعجالة عند المحاور الاساسية المثارة آملين التوسع بسماتها الدولية ونتائجها السياسية في دراسات لاحقة .
أولا ـ سمات العولمة الكوسموبولتية .
شهدت التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية الرأسمالية تطورات عالميا اشترطتها التغيرات الدولية الكبرى المتمثلة بانهيار ازدواجية خيار التطور الاجتماعي اشتراكي ـ رأسمالي وما أنتجه ذلك من سيادة وحدانية التطور الرأسمالي الامر الذي ادى الى انقسام العالم الرأسمالي الى ايديولوجيتين متعارضتين أولهما الأيديولوجية الكوسموبولتية التى تبشر بها المراكز الرأسمالية المعولمة وميولها الهادفة الى التهميش والالحاق وثانيهما الأيديولوجية الوطنية التي تكافح من اجل صيانة الدولة الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية فضلاً عن أهمية الاحتكام للشرعية الدولية في العلاقات الدولية .
استنادا الى تعارض الأيديولوجيات المتحكمة في السياسة الدولية نحاول حصر رؤيتنا الفكرية ـ السياسية بالموضوعات العامة الآتية ــ
الموضوعة الأولىــ يتميز الطور الجديد من التوسع الرأسمالي المعولم بكسموبوليته ونزعته التوسعية المناهضة لتطور الدول الوطنية وما يفرزه ذلك من تزايد التوترات الدولية وكثرة التدخلات الخارجية.
الموضوعة الثانية ــ يتصف الطور المعولم من التوسع الرأسمالي بعالميته وانعدام وطنيته فضلا عن مناهضته لمصالح الدول الاخرى ومحاولته تخريب الدول الرافضة لنزعاته العدوانية .
الموضوعة الثالثة ــ يثير الرأسمال المعولم كثرة من النزعات العسكرية بهدف استخدامها لترتيب العلاقات الدولية لصالح تطوره الكسموبوليتي وما ينتجه ذلك النهج العسكري من فرض العقوبات الاقتصادية والتدخلات في الشؤون الوطنية خارج الشرعية الدولية .
الموضوعة الرابعةــ يسعى الرأسمال المعولم الى مد قوانينه الداخلية خارج حدوده الوطنية فضلا عن تشجيع الانقسامات في التشكيلات الاجتماعية الوطنية لغرض تسيد الطبقات الهامشية في التشكيلات الاجتماعية .
الموضوعة الخامسة ـ نزعات التدخل والميول التخريبية للرأسمال الكسموبوليتي العابر للحدود الوطنية تحمل في طياتها بذور الحروب الاهلية و الدولية وتمهد الطريق لسيادة الانظمة الاستبدادية.
الموضوعة السادسة ـــ وحدانية التطور الرأسمالي وتنامي دوله الكوسموبولتية يدفع الطبقات والشرائح الاجتماعية في الدول الوطنية الى عقد تحالفات سياسية ــ طبقية لمواجهة ميول التبعية والتهميش التي تحملها الشرائح الطبقية العليا من الرأسمالية المعولمة .
ان السمات العامة الملازمة لتطور الرأسمال المعولم تتعارض والأيديولوجيات الوطنية التي تحملها الدول الرأسمالية الناهضة والدول الوطنية الرافضة للتدخلات الخارجية والوصاية الدولية .
ثانيا ًــ سمات الأيديولوجية الوطنية .
يشير المستوى الثاني من تطور الرأسمالية العالمية الى ان الدول الراسمالية ذات النزعات الوطنية المكافحة ضد ميول التبعية والتهميش تعمل على تطوير ايديولوجيتها الوطنية المناهضة للرأسمالية الكسموبولوتية والمتسمة بالعناوين التالية ــ
اولا ـ بسبب المنافسة الحادة التي تخوضها الدول الكسموبولوتية الكبرى لم تبلغ الدول الرأسمالية الناهضة مرحلتها الكسموبولوتية رغم بلوغها مستويات متقدمة من التطور الرأسمالي .
ثانيا ــ تتمتع الدول الرأسمالية الناهضة بأنظمة ديمقراطية تسمح بالمنافسة الديمقراطية بين احزابها السياسية وقواها الوطنية بعكس الأنظمة الكسموبوليتية التي تتراجع ديمقراطية نظمها السياسية .
ثالثا ً ـ لغرض صيانة تشكيلاتها الاجتماعية الوطنية تحاول دول الرأسمالية الناهضة بناء علاقات ديمقراطية في اطار بنيتها الوطنية عبر المساومات الطبقية.
رابعاً ــ لمنع الهزات الاجتماعية في تشكيلاتها الاجتماعية تسعى الدول الرأسمالية الناهضة الى الموازنة الطبقية بين أحزابها عبر الديمقراطية السياسية المتلازمة والشرعية الانتخابية .
خامسا ً ـ تتمتع الدول الرأسمالية الناهضة بعلاقات دولية جيدة مع الدول الوطنية في محاولة منها بناء علاقات دولية مبنية على التوازنات الدولية المناهضة للهيمنة الكسموبولوتية .



ثالثا ــ الدول الوطنية وسمات نظمها السياسية
رغم عدم اكتمال نظمها السياسية ونشر الديمقراطية السياسية في ابنيتها السياسية إلا ان الدول الوطنية تتسم بمواصفات اقتصادية ـ اجتماعية ــ فكرية تميزها عن طوابق التشكيلة الرأسمالية العالمية الاخرى نحاول بتكثيف بالغ رصدها في العناوين التالية ـ
العنوان الاول ـ لازالت الدول الوطنية في المراحل الاساسية من بنائها السياسي والطبقي وما أنتجه ذلك من تعرضها للتدخلات الخارجية وانعدام مساواتها مع الدول الراسمالية الاخرى في السياسة الدولية.
العنوان الثاني ـ تتعايش في أغلب التشكيلات الاجتماعية للدول الوطنية انماطا من العادات والتقاليد ما قبل الرأسمالية وتسود في اغلب نظمها السياسية النزعات الاستبدادية وغياب الرابطة الوطنية.
العنوان الثالث ـ بسبب الميول الديكتاتورية في نظمها السياسية تسود التمايزات الطبقية الحادة وما تفرزه من عودة الى اشكال التضامن العشائري / الطائفي في تشكيلاتها الاجتماعية .
العنوان الرابع ــ لم تستطع الدول النامية بناء أيديولوجيتها الضامنة لوحدتها الوطنية ولازالت نظمها السياسية تعتمد على الطبقات الفرعية في سيادتها السياسية .
العنوان الخامس ـ تعتمد انظمة الحكم السياسية على الاضطهاد السلطوي في فرض سيادتها السياسية في الداخل الوطني ومحاباة الدول الكسموبولتية في السياسة الدولية.
العنوان السادس ـ بسبب هشاشة تشكيلاتها الاجتماعية واضطهاد نظمها السياسية للقوى الوطنية والديمقراطية تتعرض سيادة الدول الوطنية للاختراقات الخارجية من قبل المراكز الرأسمالية الكسموبوليتية.
رابعاً ــ الرأسمالية المعولمة والتعارضات الدولية .
بسبب تعد د طوابق التشكيلة الرأسمالية العالمية تتبدى الكثير من التعارضات السياسية ــ الاقتصادية في التشكيلة الرأسمالية العالمية بين مستويات الدول المتطورة منها والمتخلفة الامر الذي يدعونا الى رصد تلك التعارضات عبر الموضوعات التالية ــ
الموضوعة الاولى ـ تسعى الدول الكسموبوليتية الى الهيمنة والسيادة الدولية على اتجاهات تطور التشكيلة الرأسمالية العالمية وبهذا المسار تحاول الدول الرأسمالية الكبرى الهيمنة على ثروات الدول الوطنية وإضعاف سيادتها الوطنية .
الموضوعة الثانية ــ بسبب ميول الرأسمالية المعولمة المتسمة بالتفكك والتهميش تتعرض الدول النامية الى الاقصاء والإبعاد الامر الذي يشترط بناء تحالفات وطنية سياسية وطبقية للدفاع عن المصالح الاساسية للدول المستقلة.
الموضوعة الثالثة ــ محاصرة القوى الحليفة للرأسمالية المعولمة ومنع سيادتها الطبقية يشترط يناء انظمة سياسية ديمقراطية تتوازن في بنائها المصالح الطبقية والسياسية .
الموضوعة الرابعة ــ بناء انظمة الحكم الديمقراطية وحرية العمل السياسي المرتكز على المنافسة السلمية والشرعية الانتخابية يؤديان الى تحجيم النزاعات الداخلية ويمنع التدخلات الدولية .
الموضوعة الخامسة ــ تعدد المهام الكفاحية التي تواجه الحركات الديمقراطية تشترط بناء الجبهات الوطنية المناهضة لهيمنة الرأسمالية المعولمة على التشكيلات الاجتماعية الوطنية.
الموضوعة السادسة ــ بناء التكتلات الاقتصادية الإقليمية تتمتع بأهمية كبيرة في الظروف التاريخية الراهنة لمواجهة عمليات الاختراق و التشظي الاجتماعي ـ السياسي .
استنادا الى ما جرى استعراضه نستطيع صياغة الرؤى التالية ــ
الرؤية الاولى ــ أفرزت الرأسمالية المعولمة ايديولوجيتان أولهما الكسموبولوتية الهادفة الى الهيمنة الدولية وتفتيت الدول الوطنية . وثانيهما الأيديولوجية الوطنية ـ الديمقراطية والعاملة على صيانة الدولة الوطنية من الالحاق والتهميش .
الرؤية الثانية ــ استناداً الى نزعاتها الكسموبولتية تسعى الطوابق العليا من الرأسمالية المعولمة الى احتواء الدول الوطنية وضمها الى مسار احتكاراتها الدولية.
الرؤية الثالثة ـ تسعى الدول الرأسمالية متوسطة التطور الى تعزيز الديمقراطية السياسية واعتبارها ايديولوجية رسمية لمواجهة عمليات التفكك والتهميش .
الرؤية الرابعة ــ تسعى الدول الوطنية الى بناء انظمة ديمقراطية بهدف صيانة وحدتها الوطنية المبنية على السلم الاهلي والتفاهمات السياسية ــ الطبقية .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السياسية وانهيار تشكيلة العراق الوطنية
- وحدانية التطور الرأسمالي والسياسة الدولية
- العولمة الرأسمالية والدولة الوطنية
- الطائفية السياسية ودورها في تخريب الدولة العراقية
- العولمة الرأسمالية ومناهضة التبعية والتهميش
- العولمة الرأسمالية والتحالفات الوطنية
- الرأسمالية المعولمة وبرنامج الوطنية الديمقراطية
- الثقافة الوطنية ودورها في مناهضة العزلة والتطرف
- الفكر السياسي العلماني ومناهضة فكر الهوية الفرعية
- 14 تموز والتشكيلة الاجتماعية العراقية
- في مئوية اكتوبر الجذور الفكرية والاجتماعية للشرعية الاشتراكي ...
- التغيرات الدولية وفعالية اليسار الاشتراكي
- الوطنية الديمقراطية وإعادة بناء الدولة العراقية
- مستقبل العراق وأثره على الاستقرار الاقليمي
- عرض كتاب الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية محاولة في نقد الخطاب ...
- عنف السياسة الدولية وإشكالات الهجرة القسرية
- تبدل أولويات الاستراتيجية الامريكية وأثرها على البلدان العرب ...
- التدخل العسكري الخليجي في اليمن وأثره على الأمن الإقليمي
- أحزاب اليمين الأوربي والزعامة الأمريكية
- المراكز الإقليمية والفكر السياسي ( لدولة الخلافة الإسلامية )


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العولمة الرأسمالية والعلاقات الدولية