أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ليبرمان إستقال بدافع حساباته السياسية الانتخابية وليس بدافع الخلافات الأمنية















المزيد.....

ليبرمان إستقال بدافع حساباته السياسية الانتخابية وليس بدافع الخلافات الأمنية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليبرمان إستقال بدافع حساباته السياسية الانتخابية وليس بدافع الخلافات الأمنية
بقلم :- راسم عبيدات
ليبرمان المحسوب على معسكر الصقور الصهيوني،بل ربما الأكثر تطرفاً و" حربجية" في هذا المعسكر،هو من دعا الى قصف السد العالي في مصر،وتوعد قادة حماس والجهاد الإسلامي وبقية قوى المقاومة الفلسطينية بالتصفية في قطاع غزة،وأيضاً دعا الى ضم مناطق (سي) من الضفة الغربية (60%) من مساحتها الى دولة الاحتلال،ولا ننسى اطروحاته القائمة على التخلص من المثلث بمدنه وبلداته العربية عبر التبادل الجغرافي والسكاني في أي حل سياسي مع السلطة الفلسطينية،وهو قانع بأن الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة سيخضع بالمزيد منها،ولا يعترف ولا يقبل بأية حلول سياسية من شأنها أن تلامس الحد الأدنى من حقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة،دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967 وعاصمتها القدس،وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي ( 194 ) .
الجميع يدرك بأن قطاع غزة يشكل مأزقاً مستديما لكل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة،وكان العديد من قادتها يمنون النفس أن يصحو وقد غرقت غزة في البحر،ولكن الكثير من قادة أسرائيل،وفيهم الأكثر " حربجية" من ليبرمان رحلوا،وبقي قطاع غزة وبقيت القضية الفلسطينية حية ...هم يدركون بأنه لا توجد أية حلول عسكرية للقطاع ولا للقضية الفلسطينية،والخلافات بينهم في الحكومة والأحزاب الإسرائيلية،فيما يتعلق بقطاع غزة،جزء كبير منها ليس له علاقة بالأمن،بل تدخل فيه المزايدات والإعتبارات الإنتخابية....ولذلك أنا اعتقادي الراسخ بأن ليبرمان،استقال لإعتبارات لها علاقة بدوافع حسابات السياسة الإنتخابية الضيقة وليس بسبب خلافات جوهرية مع القيادة الأمنية ومع نتنياهو كما يدعي،حيث وجه انتقاده مباشرة له،وليس للجيش وأدائه،اختلف معه في أكثر من قضية،قضية اخلاء الخان الأحمر والسماح بإدخال المنحة القطرية..والآن حول العودة للتهدئة ...والتي قال بأن القبول بها يشكل هزيمة وفشلاً ذريعاً وخضوعاً لحماس وفصائل المقاومة....ليبرمان يدرك تماماً بان استقالته سيكون لها أصداء وأثر معنوي كبير في المجتمع والشارع الإسرائيلي،والذي أبدى قدر عالي من الغضب تجاه نتنياهو،على خلفية موافقته على العودة للتهدئة،حيث تظاهر مستوطنو مستوطنات غلاف غزة،وأغلقوا الطرقات،كذلك نقلوا تظاهراتهم الى قلب تل أبيب،وقالوا لنتنياهو بأنهم ليس مواطنو درجة ثانية،وان عليه الرحيل،وكذلك الفلسطينيين اعتبروا بأن استقالته،هي نصر سياسي وعسكري ومعنوي لهم،حيث نجحوا في زعزعة أركان حكومة الإحتلال،خلال عدوان لم يتجاوز ال 48 ساعة.
منذ الغزوة الأولى لفلسطين،وما تبعها من النكبة والحروب المتواصلة التي شنت على الشعب الفلسطيني والأمة العربية،والهدف الصهيوني واضح،إستئصال المقاومة والقوى والدول القائلة بها،كخيار ونهج وثقافة،ورفض تقديم أي تنازلات ذات مغزى جدي للعرب والفلسطينيين،من اجل تبريد الصراع او تجميده،،او ايجاد مخرج او حل له،ولذلك كانت القوة وليس غير القوة ما تستخدمه اسرائيل وحلفيتها الإستراتيجية امريكا ضد الفلسطينيين والعرب،لدفعهم للتخلي عن المقاومة وحقوقهم المغتصبة،ولعل إستقالة ليبرمان لا يمكن لنا ان نصفها بانها خروج عن المألوف والنهج والخيار الإسرائيلي،ليبرمان الذي هدد بمسح المقاومة من قطاع غزة،وهدد قادة حماس السنوار وهنية بالقتل خلال 48 ساعة.

إستقال ليبرمان وسواء جاء بينت بدلاً منه،والذي يعتبر نفسه على يمين يمين ليبرمان ونتنياهو،وانه يطمح بتولي حقيبة الجيش،لكي يستعيد قوة وهيبة الردع الإسرائيلي أمام فصائل المقاومة الفلسطينية،فهو لن يستطيع ان يقضي على المقاومة الفلسطينية،او يجبرها على الإستسلام،فالقضية،هي قضية شعب طرد وهجر من أرضه،ولن يوقف مقاومته حتى يتحقق حلمه بالعودة الى دياره وأرضه التي طرد وشرد منها.

صحيح ان المرحلة بكل تجلياتها رديئة فلسطينيا وعربياً ودولياً،حيث الوضع الداخلي الفلسطيني غير محصن وموحد،والإنقسام يفعل فعل السرطان في الجسد الفلسطيني،وعربيا النظام الرسمي العربي متعفن ومنهار بشكل غير مسبوق،حيث نشهد حالة "تسونامي" تطبيعي علني بين العديد من الدول العربية ودولة الإحتلال،ومشاركة البعض عربياً امريكا في الضغط على الفلسطينيين قيادة وشعباً لتطويعهم للقبول ما يسمى بصفقة القرن،واعتبار اسرائيل دولة " طبيعية" في المنطقة،وبان العدو الرئيسي للأمة العربية ومن يهدد أمنها واستقرارها هو ايران.

رغم كل ذلك نحن نرى بان محور المقاومة في المنطقة يحقق ويراكم انجازات وانتصارات من طهران حتى غزة،وبان مأزق دولة الإحتلال يتعمق في المنطقة،ولن تنجح في شطب وتصفية القضية الفلسطينية.
ليبرمان بإستقالته،يريد أن يطلق المعركة الإنتخابية القادمة، يريد خوض هذه المعركة الإنتخابية ،لكي يظهر انه اكثر " حربجية" من أي زعيم اسرائيلي،وبأنه " رامبو" حقيقي،وليس رامبو من " بلاستيك"،معركة ليبرمان على مستقبله ومستقبل حزبه السياسي،فإستطلاعات الرأي تشير الى أن حزبه،قد لا يتجوز نسبة الحسم،ولذلك هو يريد المزايدة على نتنياهو،وإظهارة بانه يتخلى عن امن ومصلحة اسرائيل ويخضع امام " الإرهاب" الفلسطيني،وهو يدرك بانه ليس فقط العملية الإستعراضية الفاشلة شرق خانيوس وما تبعها من ردع ولجم المقاومة الفلسطينية لدولة الإحتلال من القيام بأي مغامرة عسكرية،هي من أسقطته،لكون الثمن الذي سيدفعه سيكون باهظاً بشرياً ومعنوياً ومادياً،فالرسائل التي أرسلتها المقاومة الفلسطينية بصواريخها المتساقطة على مستوطنات غلاف غزة وعسقلان،قالت للقيادة الإسرائيلية ( القصف بالقصف) والعمارة بالعمارة) و"الدم بالدم"،ونتنياهو نفسه سعى الى إذلال ليبرمان ودفعه للإستقاله،حيث وافق من خلال المجلس الأمني والسياسي المصغر على العودة للتهدئة ووقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية،دون أن يطرح ذلك للتصويت،نتنياهو لا يستعجل حل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة،وهو لن يسلم لبينت بمنصب وزير الجيش،فهو يدرك بان حزب "كولانا" بزعامة كحلون يهدد بالإنسحاب من الحكومة إذا ما تولى بينت وزارة الجيش،ولذلك هو سيسعى للحفاظ على الإئتلاف الحكومي الى أطول فترة ممكنة،وبما يجعل إجراء الإنتخابات المبكرة،يحقق له أعلى قدر من الشعبية،ولذلك هو يرى بان هذا الموعد،هو شهر أيار القادم،الذي سيلقي فيه الكثير من الخطابات في العديد من المناسبات منها " الإستقلال".

نتنياهو بخبرته وتجربته الطويلة،يدرك بان الحل في قطاع غزة ليس عسكرياً،بل سياسياً وتورطه في حرب عليها،قد يطيح بمستقبله السياسي،وكذلك هو ينظر الى الصراع مع حماس،على أنه صراع استراتيجي،يدار بوسائل سياسية،ولا يشكل خطر وجودي على " اسرائيل"،ولكن الخطر الذي يخشاه نتنياهو،هو الخطر القادم من طهران ومحورها،فهو يشكل الخطر الوجودي على دولة الإحتلال،وكذلك الشروع في تهدئة مع قوى المقاومة في قطاع غزة،قد يحقق اهدافه في تخليد الفصل السياسي والجغرافي ما بين غزة والضفة، وتحرم الفلسطينيين من تمثيل موحد أمامها وأمام العالم،وهو أمر يخدم إستراتيجية اليمين الإسرائيلي الذاهبة باتجاه الانسحاب من حل الدولتين، من خلال عزل غزة وتكريس حالة مناطق الحكم الذاتي في ما يتبقى من الضفة الغربية بعد ضم مناطق ج إلى إسرائيل، واعتبار غزة هي الدولة الفلسطينية العتيدة.
وفي النهاية نقول بان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ونتنياهو هما من أسقطا ليبرمان، ويمكن اعتبار استقالته بداية نهايته السياسية، وأن الحسابات السياسية والانتخابية الضيقة غلبت لديه على الاعتبارات الأمنية.
القدس المحتلة – فلسطين

16/11/2018
0525528876



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي تعنيه المصادقة على قانون - الولاء في الثقافة-....؟؟
- اقتحام وزارة شؤون القدس ومحافظتها رسائل أمنية وسياسية من الع ...
- الصراع على -كي-و -صناعة- الوعي- في الجولان والقدس
- العدوان على وكالة الغوث في القدس يتصاعد
- بن سلمان في طريقه للهاوية
- في القدس...نعم فشلنا في تحقيق المناعة المجتمعية
- هل سيلجأ بن سلمان لل- حضن- الروسي هرباً من عقوبات ترامب..؟؟
- إدخال الوقود لقطاع غزة والإبتزاز الإسرائيلي
- لماذا لم نتعلم من - تسونامي- تسريب عقارات سلوان...؟؟
- لماذا الإضراب وشمولية الإضراب ؟؟
- ترامب يزداد -تغولاً- كممثل للعولمة المتوحشة
- الحرب على الأقصى والتقسيم المكاني
- هل ستكون تركيا قادرة على تحقيق مضمون التفاهمات ..؟؟؟
- المشهد الإقليمي ذاهب نحو التصعيد
- حول المشاركة في الإنتخابات لبلدية - القدس-
- حرب إسرائيلية - أمريكية على شعبنا في كل الإتجاهات
- جرائم قتل ...فوضى وفلتان مستمرين وحلول غائبة
- وتستمر المأساة العربية والفلسطينية في العيد
- لإغلاقات المتكررة للأقصى ....بروفات للتقسيم المكاني
- اجتماع للمركزي ...ام اجتماع لحركة فتح


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ليبرمان إستقال بدافع حساباته السياسية الانتخابية وليس بدافع الخلافات الأمنية