أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين العطواني - تبعية الاعلام وانعكاساتها على المجتمع














المزيد.....

تبعية الاعلام وانعكاساتها على المجتمع


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 15 - 11:00
المحور: المجتمع المدني
    


لم يلاحظ إن الأهداف التي تقوم عليها اغلب المؤسسات الإعلامية لاسيما الفضائية بخططها وبرامجها ومنتجاتها وأنشطتها ومواردها ونظمها الداخلية مبنية على رسالة إعلامية مستقلة تتبنى مصالح الشعب وطموحاته النهضوية , بل هي إما تجارية تجعلها على استعداد تام لتبتعد عن المبادئ والقيم , أو ناطقة بلسان النظام الحاكم أو المؤسسة السياسية .
وهذا ما أدى بالتالي إلى أن يكون إعلاما سطحيا وهزيلا لاسيما في خطابه الذي يفتقد أحيانا إلى العمق والى الفاعلية اللازمين لإيصال التأثير , فضلا عن أعماله الجادة القليلة التي مازالت تعاني من نقص واضح, ولسد هذا النقص كانت الاستعانة في معظمها من باب التبعية والنقل العشوائي من إنتاج الإعلام الغربي , وهكذا بقيت منتجاته الخاصة أسيرة المحلية وضعيفة فنيا , بهذه المحصلة سيبقى العصر الإعلامي خاضعا لسيطرة وتأثير المؤسسات الإعلامية المتخفية والأجنبية لتعيث في الأرض فسادا, ولتعمل على إعادة تشكيلها أو برمجتها وفق لمخططاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
لذلك فان كل ما يهم معظم إدارات المؤسسات الإعلامية هو جني الأموال وتضخيم الأرصدة المصرفية لأصحابها أن كانت مؤسسة خاصة , أو تخفيف العبء المالي على الموازنة الحكومية أن كانت مؤسسة عامة مع تنصل واضح من المسؤولية الوطنية من خلال الترويج لكل ما هو فاسد وانحلال أخلاقي , والى تشجيع الناس على السلوك الاستهلاكي وإتلاف الأموال , ليتغير دور هذه المؤسسات من إصلاحي إلى تخريبي في عقلية المجتمع ومن ثم اقتلاع الأجيال الجديدة من بيئتها وهويتها وثقافتها وجذورها , ليعيد برمجتها وفق القيم والمبادئ والمفاهيم التي تخدم أجندة العولمة , وتربية أجيال جديدة عدائية السلوك , ذات نفسية منحرفة , أو تربية أجيال ذات فكر منحرف لكي تتناقض مع كل المبادئ الفكرية لثقافتها وهويتها ولمعتقداتها ولثوابتها , ومهاجمة عاداتها وتقاليدها لاجتثاثها , أو تربية أجيال ذات تصورات تتصادم مع كل المفاهيم الدينية والحياتية , وبذلك تتمكن العقليات المحركة للآلة الإعلامية من جعل تلك الأجيال في أعلى درجات جهوزيتها لتتبنى هذه السلوكيات القيم والمبادئ والمفاهيم التي تقوم عليها الوسائل الإعلامية , حتى تكون مستعدة للتعايش مع القيم والمبادئ والمفاهيم الجديدة , أو لا تختلف أو لا تتصادم معها على اقل تقدير .
هذا الخطاب الإعلامي الذي تتغذى عليه الناس, هو خطاب عدواني في قمة الدهاء والخبث , أو هو بلغة السياسة المعاصرة إعلام إرهابي , يقدم طروحاته بالطريقة التي تخدم مصالحه , فالصور والمشاهد والكلمات والأصوات والموضوعات والطروحات والأجواء والتصاميم التي تقدم عبر اغلب القنوات الفضائية , ليس فيها مسحة تدل على انتماء هذه الأشياء إلى البيئة الثقافية العربية والإسلامية .
فعندما ننظر إلى قضية تشكيل الرأي العام وفق مبدأ توفير حرية الرأي وحرية تدفق المعلومات , فان المشكلة تكمن في مدى استقلالية الإعلام عن السلطة , وكذلك تتركز المشكلة في القوى صاحبة المصلحة في التغيير والإصلاح , ومدى قدرتها على دفع الإعلام باتجاه عملية المشاركة الحقيقية بتفعيل الرأي العام كحصيلة يجمع أو يؤمن بها عموم الناس تجاه عملية الإصلاح والدفاع عنها وتجسيدها في الواقع من اجل تحقيق أهداف وتطلعات الجماهير الإنسانية والتثقيفية , فهل يستطيع الإعلام الحالي أن ينتج رأيا عاما تجاه القضايا المصيرية , كالإرهاب , والإسلام السياسي , والعولمة , وغير ذلك .
إن الدور الإعلامي في صياغة أو صناعة التأثير في الرأي العام يجب آن يكون ايجابيا ويتحرك في فضاء معلوماتي لقضايانا وقضايا العالم , ولذلك تتم في الغالب صياغة قضايانا من خلال رؤى غربية تقدم للعالم من خلال وسائل الإعلام , إلا انه هناك دور مفقود للتأثير في الرأي العام , ومفهوم خاطئ للتجربة وللحرية الإعلامية , تشدد دائما على حرية انسياب المعلومات , ولكن الشئ الأساس الذي ننظر أليه هو الإنسان وحريته في الوصول إلى المعلومات وهذا أمر يكرسه إعلان حقوق الإنسان العالمي والمواثيق المرفقة به أو اللاحقة , فالمواطن الآن أمام حالة من الضياع , ودوره مفقود كمعنى ودلالة , في ظل انفتاح إعلامي بين ضغط السلطة , وهيمنة المال .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهرات العراقية .. ومحاولة الالتفاف على شرعيتها
- الاسئلة الوزارية .. ومردودات التسرب
- الديمقراطية.. بين الهيمنة السياسية والتسقيط
- الا نتخابات القادمة .. ودور المواطن
- المآتم .. بين التفاخر والقيم الاجتماعية
- الفساد بين القانون والتكليف
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة ؟
- توتر العلاقات الاقليمية .. من المسؤول
- عندما تنتهك السيادة .. يفعل الدستور وتبرز القيادة
- الاستفتاء ضرورة .. أم بداية لتقسيم العراق
- قراصنة الفساد انهكت ونهبت ميزانية البللاد
- مصرف الرشيد يطلق التسليف وفرع الكهرباء يؤخر التسليم
- التأسيس الطائفي وانعكاساته على الوضع العراقي الحالي
- معارك التحرير والاعلام المعادي
- ظاهرة الخصوصية والتعددية ومستوياتها في العراق
- تعثر الاصلاح ولد انقساما برلمانيا وغضبا شعبيا
- الاحتكار المعلن
- رعاية الجرحى .. لتكن من أولويات الاصلاح
- وسائل التواصل الاجتماعي والتظاهرات الجماهيرية


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين العطواني - تبعية الاعلام وانعكاساتها على المجتمع