أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماعيل خليل الحسن - رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام














المزيد.....

رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 05:09
المحور: حقوق الانسان
    


قد يكون للسياسيين عذرهم و لديهم من المبررات ما يكفي لوضع أيديهم بيدك, لكنني كمعتقل سابق و ككاتب مستقل يؤسفني أنني لا استطيع أن اغفر لك لأن حقا شخصيا ترتب لي في ذمتك, فأنت مطالب بالاعتذار لي عن سنوات سجني التي استمرت عقدا و نيـّف من الزمن حيث كنت تبرر اعتقالي و سواي من سجناء الرأي بكل ما أوتيت من بلاغة.
إن ذاكرتي ما زالت قوية فيداك ملطختان بدم ربيع دمشق, و تحدثت عن الطريق إلى جهنم المبلط بالنوايا الحسنة, و تحدثت عن الجزأرة¸و أن المعارضين إما مرتبط بمشروع أو جاهل, وعندما عرض النائب رياض سيف مشروعه الإصلاحي عليك اعتبرته بمثابة البيان رقم واحد.
فكيف انبثقت فجأة في ذهنك فكرة الديمقراطية و حقوق الإنسان؟. و متى اختمرت الفكرة في رأسك و أنت كنت تدافع عما اعتبرته اليوم أخطاءا قاتلة حتى اللحظة الأخيرة قبل أن تفاجئنا بانشقاقك؟.
إن المبادئ التي تربيتُ عليها لا تجيز ما تجيزه السياسة, فإنني اعتبر نفسي مدعيا شخصيا لانتزاع حقوقي منك سواء إن بقيت خارج البلد تخطط للمجيء زعيما, أو رأت المعارضة تطويبك قائدا عليها, و المحاكم بيني و بينك.إن سمحت الأقدار بتحقيق مشاريعك وعدت إلى سدة الحكم.
هذا أولا, و ثانيا إن في أموالك الطائلة حق معلوم للسائل و المحروم, و بما إني لست من السائلين فإنني من المحرومين فقد حرمتني من إبداء رأيي و حرمتني من رؤية أهلي و حرمتني من الحقوق الإنسانية, فأنت مدان لي بالتعويض المالي وفق ما تقرره القوانين الدولية و المحلية.
إنني أطالبك باعتذار شخصي لي على الملأ و على وسائل الإعلام, و التفاهم معي على قيمة التعويض المطلوب منك ثم بعد ذلك تصبح بالنسبة لي مواطنا عاديا و ليس شخصية اعتبارية, فلست ملتزما بانتخابك مسئولا في أي منصب تترشح إليه, ولا أعدك بأن أكون من مناصريك, وقد أصبحت خلوا من الأتباع, الذين كنت تلقي إليهم بالأوامر للإخضاع, وليس لديك من وسيلة اليوم سوى الإقناع, وهو من أصعب المسالك على المرء خاصة لمن ينزل من برجه العاجي إلى عامة الناس, فهو مطالب بجهد مضاعف لإثبات مصداقيته, و من ثم المقدرة على إقناع المتلقي بحقيقة ما يقول.
إن من حقك تغيير أفكارك من الشمولية إلى الديمقراطية, و لكن من حقي ألا اقتنع بما تقول, لان القول حتى يكون نافذا إلى ذهن متلقيه ينبغي أن يعبـّد طريقه بالنوايا البريئة, و ما زلت لا أثق بنواياك, لأنك خير من يقتنص الفرص, وما زال في عنقك و في ذمتك حقوق جمّة لضحاياك, و للوطن في أموالك حق إعادة ما ليس مشروعا, فلو لم تكن في السلطة هل كنت ستجمع كل هذه الأموال أنت و أولادك؟.
إنني اعتبرك الوريث الحقيقي للنظام الذي بنيته بيدك, فإن فاتك أن تكون صاحب السلطة فيه و انصرف ذلك إلى غيرك, فإنني أرى أن تبعات النظام أنت من يتحمل وزرها, و لو أن أصحاب القرار اليوم على شيء من الحصافة لحمّـلوك كل خطايا إسلافهم, بدلا من أن ترفعها عن كاهلك و تلقيها على كاهلهم, و لخرجوا منها نظيفي اليد, سيكون عندئذ الطريق ممهدا لان يطرحوا إعلانهم عن ولادة الدولة الحديثة بدل الحديث عن مسيرة الإصلاح السلحفاتية, حيث نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.
ولو كانت المقاليد بيدي لأرسلت إليك حزب البعث بكل منطلقاته و مؤتمراته و كذلك جبهتة الوطنية التقدمية, كي تشبع بهما لأنك وكيل التفليسة فيهما, و لأنهما يحولان دون تغيير حقيقي ملموس في الوقت الذي زادت معاناة الناس أضعافا, فالحياة مليئة بالأفكار الخلاقة, التي تبني أحزابا جديدة, و السفينة التي تداهمها الأخطار تتخفف من حمولته الزائدة عن الحاجة, لكي تصل إلى بـرّ الأمان.
فما رأيك دام فضلك؟ هذا إن كان لك من فضل يذكر و معروف يؤثر و إلى اللقاء في رسالة قادمة.



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية تودع كبارها
- كاريكاتير بالكلمات - 2
- ليست المسيحيّة فرّوجا دانمركيّا
- كاريكاتير بالكلمات.. تنويعات شمولية
- زوار الفجر.. طالبو مشورة!!
- برزان التكريتي يحاضر في اللاقانون
- دفاعا عن شريعة الغابة
- الحوار المتمدن ألف لا بأس عليك
- ما بين الأستاذ و العريف بخصوص التعذيب في الجادريّة
- رجعي.. محافظ.. تقدّمي
- يحيى العريضي ومأزق البوليس الثقافي
- بأس فيأس ... فانتحار !!
- تلعفر تدفع تمن نيويورك
- اليعازرة يجتثون معارضيهم
- آن لوزير التقارير أن يرحل
- السطو على الإسلام باسم الإسلام
- جورج حاوي كان عليكم أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا
- هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف
- سمير قصير لماذا لم تحفظ رأسك يا أخي العربي؟
- الذهنية الدينية العامية: الجزيرة السورية نموذجا


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماعيل خليل الحسن - رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام