ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 12:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا موجز لعقيدة التنزيه، والتي ملخصها هو (الإيمان بالله)، مع (الإيمان بعدم الدين)، والذي يمثل خطوة متقدمة في الحسم من مجرد (عدم الإيمان بالدين)، أو بتعبير آخر - بعد تجريد مفردة الكفر من معناها السلبي، نقول ملخص عقيدة التنزيه هو (الإيمان بالله والكفر بالدين)، عملا بالنص القرآني، «فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ». فإذا ما افترضنا أنه ثبت لمن ثبت له أن الدين هو مصداق للطاغوت، كما هو مصداق للصدّ عن سبيل الله؛ هذا إذا علمنا أن الطاغوت يعني كل ما طغى، أي تجاوز حده، واستحال نِدّاً لله، وعامِلَ صَدٍّ عن سبيل الله فيما هو الجوهر لا الشكل، مما يجعل أحد تفسيرات النص القرآني أعلاه على ضوء التفسير المصداقي، أو التفسير بالمصداق أي بالمثال، هو «فَمَن يَّكفُر بِالدّينِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَعَسى أَن يَّكونَ قَدِ استَمسَكَ بعُروَةِ وُّثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ». وهذا ما جعلني أقول بأن قول ماركس بأن كل شيء يحمل نقيضه، يصدق هنا على أقل تقدير. ويجدر الإشارة بأن الاعتقاد بكون القرآن نتاجا بشريا وليس وحيا إلهيا لا يمنع من الاستشهاد ببعض نصوصه، كما يجوز الاستشهاد بأي نص يقره العقل على نحو ما.
مراتب الإيمان بالله
التنزيه هو أعلى مراتب الإيمان بالله، إذا آمن من آمن بالله، أو بثمة إله من مجموع تسع مراتب على وفق تقسيمي أدناه، والذي أبدأه من أدنى المراتب وأنتهي بأعلاها:
1. المرتبة التاسعة (مرتبة الإيمان بألوهية غير الله):
وهي مرتبة تأليه إله أو أكثر من إله، من غير أن يكون الله خالق الوجود مشمولا بالألوهيه والربوبية.
2. المرتبة الثامنة (مرتبة تعدد الآلهة التكافؤي):
هي المرتبة الدنيا من الإيمان بالله، إذا استثنينا المرتبة التاسعة أعلاه، والتي تعتمد الاعتقاد بأكثر من إله؛ بإلهين أو بأكثر من الآلهة أو الإلهات أو الآلهة والإلهات، وهي مرتبة التعددية الإلهية، والمعتقدون بأكثر من إله أو إلهة على نحو التكافؤ يمكن أن ننعتهم بالإلهيين التعدديين أو المُعدِّدين، ويكون الله عندهم هو أحد آلهتهم أو إلاهَيهِم، إن كانوا ثنويين.
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟