بعد كيل السباب والشتائم والانتقادات الحادة ( للمفتشين الدوليين) اضطر " فارس الأمة العربية " والقائد الذليل لنظام الحقد والجريمة صدام حسين الى أن ينحني صاغرا القبول بقرار مجلس الأمن 1441 دون قيد أو شرط. ومنذ ذلك الوقت يردد أكثر العراقيين بأن الحرب وقعت أو ستقع قريبا، ولا شك ان الجميع يدرك الان بأن الحرب أصبحت وشيكة.
ان صقور الادارة الأمريكية ومنذ صدور القرار المذكور بادرت الى تحشيد الاساطيل البحرية والقطعات العسكرية الضخمة في المنطقة، وبالقرب من الحدود العراقية ، وتشمل هذه التحشيدات العسكرية قرابة ربع مليون جندي أمريكي, وأكثر من 30 ألف جندي بريطاني ، بالاضافة الى المئات من الطائرات والدبابات الحديثة ، وعدد كبير من طائرات التجسس والأقمار الصناعية.
وجراء الوضع المتأزم يمر العراق والعراقيون اليوم جميعا من العرب والكورد والتركمان والكلدو اشوريين بفترة عصيبة اثر التعقيدات القاسية والخطرة الناجمة من قرع طبول الحرب ، ومن التحشيدات العسكرية. وبالمقابل يلجأ نظام الغدر والخديعة في بغداد الى المناورات السياسية والتظاهر بالاستعداد للانفتاح واتباع سياسة الاصلاح الديموقراطي ، والاهتمام بحل القضية الكوردية !.ولكن هذه المناورات والتظاهرات والاستعدادات جاءت متأخرة أكل الدهر عليها. ان بوادر القلق والتوتر بادية وعلى نطاق أوسع في صفوف أعوان السلطة الدموية الهمجية أنفسهم ، اذ ان معنوياتهم هابطة، وان ثقتهم بالنظام وبقدرته على الصمود والبقاء مهتزة ، هذا من جانب ، ومن جانب اخر يعلن المجرم الدكتاتور مفتحرا بأن النصر سيكون حليف طغمته الدموية، ويشير هنا بأن العراق أوفى بكل التزاماته من عودة المفتشين ، ودخولهم الى كل مكان ، وتدمير صواريخ الصمود 2 ، وتحليق طائرة اليوتو التجسسية والاعلان عن كل شئ ..و.و. ان الهم الأساسي للمجرم صدام حسين وزمرته الخائبة كان وما يزال البقاء في كرسي الحكم مهما كلف الأمر. ولقد جاءت تصريحات المجرم صدام الأخيرة الى صديقه العزيز (جورج كالوي) والصحفي تومي بن ، وقناة الجزيرة (الوجه الحقيقي) للمخابرات العراقية بأن صدام القائد المقتدر ، ومن مركز القوة فعل كل شئ!. الا ان العراقيين جميعا يعلمون بأن " الرئيس" ومن موقع الجبن والطاعة والولاء قد أذعن لضغوطات واشنطن، وهو بذلك يريد الحصول على ارضاء رغبات أمريكا لضمان بقائه.
ان الدكتاتور صدام ونظامه الفاشي يتحملان المسؤولية كاملة عما آل اليه الوضع ، والخطر الذي يتهدد العراق. ففي الماضي والى يومنا هذا افتعل المجرم والطاغية صدام المئات من المشاكل للشعب العراقي ، من اعتقال وقتل واعدام أبناء العراق المخلصين ، واشعال حربين مدمرتين ضد ايران والكويت، والعمل دائما على خلق بؤر التوتر للحفاظ على سلطته الدموية. ان غطرسة صدام الأرعن اوصلت العراق الى حالة الحرب مع اقوى وأكبر دولة في العالم من الناحية العسكرية . انها حرب ابادة شاملة ، وان المتضرر الوحيد هو الشعب العراقي.
ان زمرة البعث المجرمة ومنذ مجيئه الى الحكم في 8 شباط الأسود عام 1963 ، وبقطار أمريكي وقف بالضد من ارادة الشعب ، فمن جهة بادرت الزمرة الهمجية الى ضرب المكتسبات التي حققتها ثورة 14 تموز 1958 ، ومن جهة ثانية أصدرت العديد من البيانات لاعتقال وقتل وابادة خيرة أبناء الشعب العراقي ومن كل الأطياف. لم تمكث هذه الفئة الضالة طويلا في الحكم، اذ بعد سلسلة من المقاومة البطولية لجماهير الشعب ، والقيام بانتفاضات في كل مكان ، كان اكثرها اثرا ووقعا انتفاضة معسكر الرشيد في 3 تموز 1963، ووجود الثورة الكوردية الباسلة خسر هؤلاء الشرذمة حكمهم الاسود في 18 تشرين الثاني 1963. ونظرا لضعف حكومة القوميين العرب بقيادة المجرم عبدالسلام عارف ، والوقوف ضد طموحات الجماهير العراقية والثورة الكوردية عاد الأوباش من أيتام وتلاميذ ميشيل عفلق الى حكم العراق مرة أخرى في انقلاب 17 تموز 1968 ، وهذه المرة على أكتاف مطايا بريطانيا من أمثال: عبدالرزاق النايف وابراهيم الداوود ، وبعد أيام وبالضبط في 30 تموز 1968 قام البعثيون بانقلاب على الزمرة التي أوصلتهم الى الحكم.
منذ عام 1968 والدكتاتور المجرم صدام حسين يحكم العراق بالنار والحديد، ومن أعماله الوحشية: خطف واعتقال الوطنيين ومن ثم اعدامهم وقتلهم ، انتهاك أعراض الناس، التفريط بحقوق العراق ، وان أكبر دليل على ذلك اعطاء نصف شط العرب الى شاه ايران المقبور في اتفاقية الجزائر المشينة والتي تم التوقيع عليها بين صدام والشاه وبمساعدة رئيس الجزائر المجرم هواري بومدين ، اشعال فتيل حربين مدمرتين ضد ايران والكويت، استخدام الأسلحة الكيمياوية في جنوب العراق ، وفي كوردستان وأن أكبر برهان قصف مدينة حلبجة حيث سقط أكثر من 5000 شهيد، وأصبح أكثر من 80000 مواطن بدون مأوى، اذ لجأو الى الجبال الوعرة والى ايران ، حيث توفي عدد منهم بسبب البرد والجوع. كما قام الأرعن صدام باعتقال أكثر من 8000 مواطن من البارزانيين ، وأكثر من 200000 مواطن من الكورد الفيليين ، ولحد هذه اللحظة لا يعرف أحد شيئا عن مصيرهم. ولا يخفى على أحد بأن المجرم صدام المتعطش دائما لاهدار دماء الأبرياء افتعل عمليات ألانفال القذرة والسيئة الصيت ، واعتقل الالاف من الكورد دون الاعلان عن مصيرهم. ان جرائم المجرم الحقير لا تنتهي !.
وأمام هذه الأوضاع الخطيرة والتحديات الماثلة نرى بأن المعارضة العراقية متبعثرة ومتفرقة ، وتفتقر الى صياغة خطاب سياسي موحد ، وهذه الأمور تتطلب من قوى المعارضة قبل كل شئ أن تنهي حالة التشرذم ، وأن تنبذ نزعات الاستئثار والتسلط ، والمعارضة أضاعت وقتا ثمينا وبددت طاقات وجهودا كان ينبغي أن تستثمر بشعور عال بالمسؤولية لتوحيد كلمتها وصفوفها على أسس سليمة من التكافؤ والتعاون. وعلى المعارضة الأبتعاد كليا عن الارتهان للجهات الاقليمية والدولية، وعليها التوجه نحو الحصول على الدعم والاسناد الخارجي انطلاقا من المصالح الوطنية للشعب العراقي. ان مواصلة السعي المثابر رغم العراقيل والمعوقات لأحزاب وقوى الشعب الوطنية وتوحيد الطاقات ( رغم انها تأتي في وقت متأخر) ضرورة لابد منها.
خلال حكم"الجنرالات" العسكرية وعلى رأسهم "الجنرال" الجلاد صدام سمعنا ورأينا العديد من الأعداء الذين باعوا الشرف والكرامة للذود عن الطاغية المجرم ونظامه المتعفن أمثال : الانظمة العربية الرجعية والقمعية ، عبد الباري عطوان، محمد المسفر، ليث شبيلات،مصطفى البكري، حميدة نعنع، حياة عطية الحويك، قناة الحزيرة القطرية، قناة أبو ظبي، الفرنسي جاك شيراك، والالماني شرويدر،والروسي ايكور ايفانوف، والماليزي مهاتير محمد، والمصري عمرو موسى، وكل من دعا الى المصالحة مع النظام الدكتاتوري وهم كثرة من المنافقين والحاقدين الذين يتاجرون بالدين في لبنان وروما وفلسطين وأماكن أخرى.
على العراقيين أن يأخذوا قضيتهم بأيدهم لتقرير مصير البلاد ورسم المستقبل، وليس من حق أمريكا وادارة جورج بوش في استباحة شعبنا وبلادنا، والتصرف بهما حسبما يرغبون ويشتهون، ووفق ما تمليه مصالحهم ونوازعهم.
يجب أن يترك كل شئ للشعب العراقي ، وان سلاحهم فقط ( الوحدة والتضامن) يجلب البديل الوطني الديموقراطي المرتجى.على العراقيين توحيد كلمتهم ورص صفوفهم وعدم افساح المجال للاخرين بأن يكونوا هم اصحاب الحق.